ويأتي النفي بعد أيام من خبر نشرته وكالة "فرانس برس"، حيث نقلت عن مسؤول إسرائيلي (رفض الكشف عن اسمه) أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، زار إسرائيل سرا الشهر الماضي. وكانت الإذاعة الإسرائيلية أوردت من جهتها الشهر الماضي، أن محمد بن سلمان زار سرا تل أبيب والتقى مسؤولين إسرائيليين. ولم يتم تأكيد الخبر في حينه.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "واس": "صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، تعليقا على الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام المعادية وغيرها من أن أحد المسؤولين في المملكة العربية السعودية زار إسرائيل سرا، وأكد أن هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا ولا يمت للحقيقة بصلة".
وأضاف المصدر أن "المملكة العربية السعودية كانت دائما واضحة في تحركاتها واتصالاتها وليس لديها ما تخفيه في هذا الشأن".
ودعا المصدر "وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والحقيقة في ما تنقله، مؤكدا أنه لن يتم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات والأخبار المعروفة أهدافها ومن وراءها، ولن يتم التعليق عليها مستقبلاً ولا على ما يروجه الإعلام الكاذب المعادي تجاه المملكة العربية السعودية ومسؤوليها في هذا الخصوص"، بحسب المصدر ذاته.
وجاء تأكيد الزيارة ونفيها في ما بعد، بعد تلميحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى "تطور غير مسبوق" قد طرأ على العلاقة بين كيانه و"دول عربية لا تقيم علاقات معها"، وهو ما فُهم على نطاق واسع بأنّه يقصد تحديداً دولاً خليجية على رأسها السعودية.
وقد أشارت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية إلى العديد من المظاهر التي تعكس تطور العلاقات السرية بين السعودية وإسرائيل، ضمنها: التنسيق السياسي والتعاون الأمني، وتبادل الزيارات بين المستويات التنفيذية في الجانبين.
وأشارت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلي والغربي إلى قيام الرئيس الأسبق للاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" مئي ردغان، وسلفه تامير باردو، بزيارة الرياض وعقد لقاءات مع المسؤولين السعوديين، في حين تم الكشف عن زيارة قام بها لتل أبيب الأمير بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودي الأسبق، عام 2006، وعقده لقاء مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت.
إلى جانب ذلك، لم يتردّد مسؤولون وأمراء من العائلة المالكة السعودية في التورّط بأنشطة تطبيعية علنية مع إسرائيل.
فقد التقى مدير المخابرات السعودي الأسبق تركي الفيصل، مرات عدة، بوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وشارك في برامج ومناظرات إعلامية مع مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو الجنرال يعكوف عامي درور، ورئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق عاموس يادلين.
كما صافح الفيصل، على هامش مؤتمر للأمن نُظم في ألمانيا عام 2015، وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون. وطوّر الفيصل علاقة حميمة بوكيل الخارجية الإسرائيلي دور غولد، مع أنّه كان يُعدّ أكثر الشخصيات الإسرائيلية تحريضاً على السعودية، لا سيما أنّه مؤلف كتاب "مملكة الشر"، الذي يزخر بالتحريض على السعودية بوصفها "دفيئة للإرهاب".
وقد بلغت الأنشطة التطبيعية للنخب السعودية ذروتها، في الزيارة التي قام بها وفد يضم نخباً سعودية برئاسة اللواء المتقاعد أنور عشقي، لإسرائيل، العام الماضي، ولقائه بعدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين في تل أبيب.
ويعود التقارب السعودي الإسرائيلي إلى عوامل، بعضها مرتبط بالتقاء المصالح بين الجانبين، وبعضها الآخر مرتبط باعتبارات الأمير محمد بن سلمان شخصياً.
(العربي الجديد)