"داعش" ينتقم من سكان مدينة عراقية بأطفال انتحاريين

12 أكتوبر 2017
سقوط 31 ضحية بتفجير هيت (العربي الجديد)
+ الخط -


على تكبيرات المساجد، استيقظت مدينة هيت، الواقعة غرب العراق، صباح الخميس، لتشهد عملية تشييع أخرى لضحايا قتلهم تنظيم "داعش" الإرهابي بتفجير انتحاري هو السابع من نوعه في غضون أقل من شهر واحد، والثالث الذي يستخدم فيه التنظيم انتحاريين بأعمار لا تتجاوز 15 عاما، تم قتل أحدهم قبل تفجير نفسه ليلة أمس.

ووفقا للشرطة العراقية، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا الاعتداء، الذي استهدف مقهى شعبيا على كورنيش نهر الفرات، وسط مدينة هيت (70 كلم غرب الانبار)، ليلة أمس، إلى 31 ضحية، بينهم دكتور بروفيسور بالقانون الدولي، ومشرف تربوي، وطلاب جامعة وثانوية، عندما دخل انتحاريان وفجرا نفسيهما في المقهى، بينما قتلت الشرطة الانتحاري الثالث، والذي يبلغ من العمر 12 عاما، وفق ما ذكر العقيد محمد الدليمي، من قيادة شرطة الأنبار.

وأضاف الدليمي: "تنظيم داعش يستخدم الأطفال، يلبسهم أحزمة ناسفة ويلقيهم علينا، بينهم من يتم تخديره بجرعات حشيش تفقده عقله، وبينهم من يغسل عقله تماما، إذ يجري إقناعهم بأنه بمجرد ضغطهم على زر الحزام الناسف سينتقلون إلى الجنة". 

وأكد أن "ثلاث عمليات إرهابية نفذها أطفال، والرابع تم قتله قبل أن يفجر نفسه"، مشددا على أن "المشكلة أنهم أطفال، وبعض أفراد الأمن يترددون في إطلاق النار عليهم لكونهم أطفالا وأشكالهم لا توحي بأنهم انتحاريون حتى وإن كانوا يرتدون الأحزمة الناسفة".

ونشرت الشرطة صورة للطفل الانتحاري الذي تم قتله ليلة أمس قبل تفجير نفسه بدقائق، فيما أعلنت مدينة هيت الحداد، اليوم الخميس، ولمدة ثلاثة أيام، على ضحايا التفجير الذي وقع ليلة أمس.

وقال رئيس مجلس مدينة هيت (الحكومة المحلية)، محمد المحمدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المدينة تتعرض لعدوان إرهابي من داعش يستهدف كل المدنيين، أطفالا ونساء ورجالا"، موضحا: "خير دليل هو أن الهجمات تستهدف مقاهي وأسواقا ومساجد لا وجود لقوات الأمن فيها".

من جانبه، قال نجل أحد ضحايا التفجير، ويدعى ليث أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن "والدي يعمل موظفا صحيا بالمستشفى، خرج من المنزل وأخبر أمي أنه سيذهب للجلوس مع أصدقائه بالمقهى، فطلبت منه اصطحابي معه، لكنه رفض، وأمرني بالبقاء مع والدتي في حال احتاجت لشيء"، واصفا والده بـ"الطيب الذي لم يؤذ نملة في حياته"، وأن "حياتهم من بعده صارت جحيما وانقطع رزقهم، فهو من كان يعيله وأمه وأخواته الست". 

وضرب قبل أيام قليلة تفجير انتحاري استهدف تجمعا لمواطنين قرب مسجد وسط المدينة، راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. 

وقال المسؤولون عن أمن مدينة هيت إن "إرهابيي داعش يتسللون عبر الصحراء بعد طردهم من المدينة، وينفذون هجماتهم ليلا"، مطالبين الحكومة بإرسال تعزيزات لوقف ما سمّوه "انتشار الورم الخبيث، وضربه مناطق أخرى من المدينة في قابل الأيام". 

ودانت رئاسة الجمهورية العراقية، الخميس، الاعتداء على مقهى هيت، وقال بيان للرئيس فؤاد معصوم إن "القيام بهذا العمل يؤكد الطبيعة الجبانة واللاأخلاقية لمرتكبيها"، مطالبا قوات الأمن بفتح تحقيق بالحادث.