بلغت الحرب المفتوحة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ووسائل الإعلام الأميركية المعارضة له ذروتها مع تلويحه بسحب ترخيص محطة NBC، وفي وقت كشفت "VANITY FAIR" عن أن المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس، ستيف بانون، لا يعتقد أن ترامب سيكمل ولايته الرئاسية.
وقد اعتبر تهديد الرئيس لـNBC، على خلفية بثها تقريرا يكشف تفاصيل جديدة عن واقعة وصف وزير الخارجية، ريك تيلرسون، لترامب بـ"الأبله"، بسبب دعوته إلى مضاعفة قوة الترسانة النووية الأميركية، (اعتبر) انتهاكا صريحا لحق حرية التعبير، الذي تنص عليه المادة الأولى من الدستور الأميركي.
وفي السياق، كشفت "VANITY FAIR"، نقلا عن مصادر في البيت الأبيض، أن المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس، ستيف بانون، لا يعتقد أن ترامب سيكمل ولايته الرئاسية، وأن نسبة بقائه رئيسا للولايات المتحدة حتى 2020 لا تتجاوز الـ30 %.
وأشارت المصادر إلى أن بانون، الذي طرد من منصبه في شهر أغسطس/آب الماضي، كان قد حذر ترامب، قبل أشهر، من أن الخطر الأكبر عليه ليس من الكونغرس، الذي يمكنه عزل الرئيس ومحاكمته، بل من المادة 25 من الدستور الأميركي، التي تسمح للحكومة بعقد جلسة خاصة برئاسة نائب الرئيس للتصويت على عزله.
وقد تم تعديل هذه المادة عام 1963 بعد اغتيال الرئيس الأميركي السابق، جون كينيدي، من أجل تسليم مقاليد الحكم لنائبه.
وتضع المادة 25 آلية قانونية من أجل استبدال الرئيس أو نائبه في حالات الموت، أو العزل، أو الاستقالة، أو العجز عن إدارة شؤون الدولة.
وذكر تقرير "VANITY FAIR" أن ترامب لم يكن يعلم أي شيء عن تلك المادة عندما حذره منها بانون.
وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد أشد على جبهات الكونغرس والإستبلشمنت، بعد تصريحات رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري، بوب كوركر، التي قال فيها إن البيت الأبيض تحول إلى "دار حضانة"، وأن ترامب يقود الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة.
ويشهد الكونغرس تحركا جديا من أجل سحب صلاحية اتخاذ قرار الحرب من البيت الأبيض، أو على الأقل إصدار نص قانوني ملزم يمنع ترامب من استخدام السلاح النووي قبل تصويت الكونغرس على ذلك.
ويثير خصوم ترامب منذ إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2015 تساؤلات وشكوكاً حول امتلاكه المواصفات اللازمة لحكم البلاد، ومخاطر تسليمه "الزر النووي".
وتزايدت المخاوف مع تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتلويح الرئيس الأميركي عدة مرات باستخدام السلاح النووي وتدمير كوريا الشمالية بالكامل، وإعلانه عزمه التصديق على عدم الاستمرار في الاتفاق النووي مع إيران.