خلّف اعتداء الشرطة الإسبانية، اليوم الأحد، على ناخبين، خلال التصويت على انفصال كتالونيا، ردود فعل متباينة، بين تنديد الإقليم بالعنف "غير المبرر"، ودعوة الحكومة المركزية في مدريد إلى وقف ما وصفتها بـ"مهزلة" الاستفتاء.
وندّد رئيس إقليم كتالونيا، كارليس بيغديمونت، اليوم الأحد، بـ"العنف غير المبرر" من جانب الشرطة الوطنية في برشلونة، لتفريق متظاهرين كانوا يريدون التصويت في الاستفتاء الذي منعته مدريد.
وصرّح بيغديمونت، لصحافيين، قائلاً إنّ "الاستخدام غير المبرر للعنف وغير العقلاني وغير المسؤول من جانب الدولة الإسبانية لن يعطّل إرادة الكتالونيين"، مشيراً إلى "ضرب بالهراوات و(استخدام) الرصاص المطاطي واعتداءات من دون تمييز على أشخاص يتظاهرون سلمياً".
واقتحمت الشرطة الإسبانية، اليوم الأحد، عدداً من مراكز التصويت في كتالونيا، وصادرت بعض صناديق الاقتراع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بينها وبين مشاركين في استفتاء انفصال الإقليم.
وطوّقت شرطة مكافحة الشغب مركز اقتراع في بلدة جيرونا الكتالونية، قبيل تصويت بيغديمونت في الاستفتاء على الاستقلال الذي حظرته مدريد.
ولاحقاً، صوّت بيغديمونت في الاستفتاء على استقلال المنطقة الذي أصرّ على تنظيمه، على الرغم من منعه من قبل القضاء الإسباني، كما ظهر في صور بثتها السلطة التنفيذية على حسابها على "تويتر".
وأفادت أجهزة الطوارئ في إقليم كتالونيا أنّها عالجت 38 شخصاً أُصيبوا في عمليات تدخل للشرطة لمنع إجراء الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة.
واستخدم عناصر قوات الحرس المدني، والذين كانوا يرتدون خوذات ودروعاً واقية، مطرقة لكسر زجاج البوابة الأمامية واقتحموا مركز "سانت جوليا دي راميس" الرياضي، بالقرب من مدينة جيرونا.
— Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017
|
كذلك أطلقت الشرطة الإسبانية الرصاص المطاطي، في برشلونة، خلال التصدي لمتظاهرين كانوا يريدون التصويت في الاستفتاء.
وحمل خون ماراوري، وهو من بلاد الباسك، رصاصة مطاطية قال إنّه عثر عليها بعد أن تصدّت الشرطة لمئات المتظاهرين. وكشف متظاهر آخر، دافيد بوغول، عن إصابته في ساقه، موضحاً أنّ الجرح ناجم عن رصاصة مطاطية.
في المقابل، طلب ممثل الحكومة الإسبانية في كتالونيا، اليوم الأحد، من السلطات الانفصالية في المنطقة وضع حد لـ"مهزلة" الاستفتاء.
وقال ممثل الحكومة إنريك ميللو، في مؤتمر صحافي، إنّ رئيس كتالونيا كارليس "بيغديمونت وفريقه هم وحدهم مسؤولون عن كل ما حصل اليوم، وكل ما يمكن أن يحصل إذا لم يوقفوا هذه المهزلة".
وأضاف أنّ إصرار حكومة الإقليم على إجراء استفتاء الانفصال "دفع الحكومة المركزية في مدريد إلى القيام بما لا ترغب به".
وأكّد ميللو أنّ أفراد عناصر الشرطة والدرك لم يعتدوا على سكان الإقليم، وأنّهم اكتفوا بمصادرة الصناديق والبطاقات، وعرقلوا وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع، بحسب قوله.
ويطالب إقليم كتالونيا بالانفصال عن الحكومة المركزية، ويتمتع الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه سبعة ملايين و500 ألف نسمة بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليماً تتمتع بحكم ذاتي في البلاد.
تبلغ مساحة الإقليم 32.1 ألف كيلومتر مربع، ويضم 947 بلدية موزعة على أربع مقاطعات، هي: برشلونة وغرنادا ولاردة وترغونا.
— Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017
|
إلى ذلك، قال الناطق باسم حكومة كتالونيا إنّ الاستفتاء يجرى في 73% من نحو ستة آلاف مركز اقتراع، على الرغم من الحملة التي تشنها الشرطة، في محاولة لوقف عملية التصويت، وكذلك العقبات التكنولوجية.
ودعا خوردي تورول الكتالونيين إلى أن يتحلّوا بالهدوء والصبر، لكن في الوقت نفسه أن يدافعوا "بطريقة مدنية وسلمية" عن حقهم في التصويت.
وقال تورول إنّ "العالم شاهد عنف الدولة الإسبانية"، ووصف تصرفات الشرطة بأنّها "قمع يذكّر بعصر فرانكو"، في إشارة إلى ديكتاتورية فرانثيسكو فرانكو التي شهدتها إسبانيا في الفترة من 1939 حتى 1975.
أضاف تورول أنّه ينبغي على ممثل الحكومة الإسبانية في كتالونيا إنريك ميللو أن يستقيل بسبب طريقة تعامله مع الحملة.
(العربي الجديد)