الحشد لذكرى 25 يناير يبدأ من تظاهرات "تيران وصنافير"

10 يناير 2017
التظاهرات قد تؤدي لكسْر جزء من حاجز الخوف(محمد الراعي/الأناضول)
+ الخط -
فضّلت أحزاب وحركات ثورية مصرية الدعوة لتظاهرات، يوم الأربعاء المقبل، أمام مجلس الوزراء، رفضاً للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، كنوع من الاستعداد والتمهيد لتظاهرات مرتقبة في ذكرى ثورة يناير/كانون الثاني. ورجّحت هذه القوى المعارضة للنظام الحالي برئاسة عبدالفتاح السيسي، الاعتماد على التصعيد ضد التنازل عن الجزيرتين والدعوة لتظاهرات، من أجل إحياء ذكرى ثورة يناير.

واجتمعت "جبهة الدفاع عن الأرض"، قبل أيام، لتقرر الدعوة لتظاهرات، مع توجيه خطاب رسمي للحصول على موافقة بالتظاهر، وفقاً لقانون التظاهر. وتزايدت حالة الغضب تجاه نظام السيسي، خاصة عقب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغلاء الأسعار، وهو ما أدى إلى تراجع شعبيته بشكل كبير، دون أن يتمكن من حل الأزمات ومواجهة التحديات المتلاحقة.

وذكرت مصادر سياسية، أن اجتماع القوى السياسية لبحث التصعيد ضد النظام الحالي بعد قرار مجلس الوزراء إرسال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية إلى مجلس النواب، شهد خلافات حول شكل التصعيد. وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن بعض الحاضرين فضلوا عدم التصعيد بشكل كبير ضد النظام الحالي حتى لا يحدث صدام كبير مع أجهزة الدولة المختلفة. وتابعت أن الاتجاه الغالب كان التصعيد ضد النظام الذي يحاول تمرير الاتفاقية لاسترضاء السعودية، على حساب اﻷرض المصرية، لا سيما أن هناك محاولات تؤكد أن السيسي يسير قدماً في إيجاد أي مخرج للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير. ولفتت إلى أن التصعيد مقصود منه اتخاذ موقف حول الشق القانوني من خلال مقاضاة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان، لتعرية النظام الحالي بكل أركانه.

وأشارت المصادر إلى أنه كان هناك اختلاف في وجهات النظر حول شكل التصعيد وما إذا كان يجب أن يتم الأمر من خلال التظاهرات أم لا. لكن الرأي الغالب كان بالدعوة لتظاهرات، لتكون نوعاً من الاستعداد لتظاهرات غاضبة ربما تخرج في ذكرى ثورة يناير، في 25 من الشهر الجاري، وفق المصادر. وشددت على أن الحشد المتوقع في تظاهرات اﻷربعاء المقبل، لن يكون كبيراً، لكنه تحرك إيجابي لكسْر حاجز الخوف لدى الشعب الذي بات يضيق بشكل كبير من النظام الحالي.


وحول دعوة الأحزاب المعارضة للنظام الحالي لتظاهرات في ذكرى الثورة، أكدت المصادر ذاتها أن الأمر سابق لأوانه، وهو يتوقف على طبيعة الوضع وآليات الحشد وقياس مدى الاستجابة لهذه الدعوات حال انطلاقها.

وتفضّل مصادر في الحركات الثورية توفير كل الطاقات استعداداً لتظاهرات مرتقبة في ذكرى الثورة، وعدم التوسع في الحشد، يوم الأربعاء، خوفاً من حملات اعتقالات في صفوف الناشطين وشباب الأحزاب والحركات الثورية. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن هناك تحضيرات خاصة بالحركات الشبابية والثورية استعداداً لتظاهرات ذكرى الثورة، وعلى رأسها محاولات توحيد هذه الحركات في كيان واحد متماسك.

وقال الخبير السياسي، محمد عز، إن الدعوة لتظاهرات رافضة لمحاولات النظام التنازل عن تيران وصنافير، لن يكون لها تأثير كبير في دفع قطاع واسع من الشعب للمشاركة. وأضاف لـ"العربي الجديد" أنه على الرغم من الغضب الشعبي ووجود رفض كبير لتنازل السيسي عن تيران وصنافير، وهذه القضية كانت سبباً رئيساً في تراجع شعبيته لدى مؤيديه، لن يكون هناك مشاركة واسعة في التظاهرات المرتقبة يوم الأربعاء. وأرجع سبب عدم المشاركة الواسعة للقبضة اﻷمنية والتعامل الوحشي من اﻷجهزة اﻷمنية مع معارضي النظام والمحتجين بشكل عام، وتحديداً في قضية الجزيرتين.

وتابع عز أن الغضب الشعبي متزايد بفعل ارتفاع اﻷسعار، لكنه في النهاية لن يدفع الغاضبين للتظاهر أملاً في أوضاع أفضل خلال الفترة المقبلة، "لأنهم غير قادرين على تحمل تكلفة التغيير، وفق اعتقادهم"، على حد قول عز. وشدد على أن اﻷوضاع في مصر مرجَّحة في أي وقت للانفجار، وهي لحظة لن يتمكن أحد من تحديدها بدقة، وإن كانت التظاهرات المرتقبة ستؤدي إلى كسْر جزء من حاجز الخوف، الذي بدأ يتهدّم مع مرور الوقت، على حد وصفه.

ولفت عز إلى أن التظاهرات المرتقبة في ذكرى ثورة يناير ستكون أيضاً تمهيداً لموجة غضب كبيرة، ولكن الشعب يفضل حتى اﻵن، انتظار ما يمكن أن يقدمه السيسي ونظامه خلال اﻷشهر القليلة المقبلة، بحسب قوله. ولم ينكر وجود فئة ليست بالقليلة من الشعب، يمكن أن تقتنع بوعود السيسي المتكررة، على أمل تحسين الظروف واﻷوضاع الاقتصادية، ولكن رهان النظام الحالي عليها لن يطول، لأنه بالفعل خسر كل داعميه، وفق تأكيد الخبير السياسي.

المساهمون