حكم قضائي بتونس يحسم الجدل مع "المؤتمر" لصالح المرزوقي

04 يناير 2017
عبّر المرزوقي عن اعتزازه بما قدمه حزب المؤتمر(إلياس غايدي/الأناضول)
+ الخط -

توشك الصراعات والتجاذبات السياسية بين أنصار حراك تونس الإرادة بقيادة الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، وأنصار حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ممن رفضوا اندماج الحزبين في حزب واحد، على الانتهاء، على الأقل قانونياً؛ إذ قضت المحكمة الابتدائية بتونس، أول أمس، بعدم سماع الدعوى في القضية التي رفعها أنصار حزب المؤتمر، والتي تطالب بايقاف قرار المجلس الوطني للمؤتمر بالاندماج في الحزب الجديد، حراك تونس الإرادة.

وقال القيادي في حراك تونس الإرادة، عماد الدايمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القضاء قال كلمته، وبالتالي فإنّه لم تعد هناك أي موانع قانونية لعملية الاندماج"، معتبرا أن "هذا الحكم يعني انتهاء الوجود القانوني لحزب المؤتمر، خاصة بعد أن قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى وبالتالي فقد انتفت الموانع القانونية لعملية الاندماج".

وأوضح الدايمي أن "قرار المحكمة الابتدائية يلغي كل الأحكام السابقة، وأنهم غير معنيين بالتجاذبات السياسية التي يطلقها بعض أنصار حزب المؤتمر"، مؤكدا أنهم "اختاروا التحلي بالمسؤولية، وهو ما يتضح في البيان الذي أصدروه أمس، حيث تمت دعوة الجميع وكل من يتفق مع خطهم السياسي من أنصار حزب المؤتمر للالتحاق بالحزب شريطة الالتزام بمبادئ الحزب".

ويشار إلى أنه جاء في بيان أصدره حراك تونس الإرادة، أن "الحكم يقضي ببطلان الدعوى أصلا ويحمل المصاريف القانونية وأتعاب المحاماة للمدعين، واعتبار كل من يتحدث باسم المؤتمر منتحلاً لصفة".

وقال رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، سمير بن عمر، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكم الابتدائي الصادر لا أهمية قانونية له، باعتبار أنّه حكم ابتدائي ولا يزال قابلاً للطعن في الاستئناف، وهو ما يعني بقاء حزب المؤتمر"، مؤكدا أن "الحزب سيواصل نشاطه كالمعتاد".

وأفاد المتحدث بأن "القضية المرفوعة تمت بعد أن عقد المجلس الوطني للمؤتمر جلسة غير شرعية، تمخضت عنها عدة قرارات، من بينها اندماج المؤتمر في حراك تونس الإرادة"، الأمر الذي رفضه، مبيناً أن "هذه القرارات باطلة ولا شرعية لها"، وأن "حزب المؤتمر سيطعن في الحكم الصادر".

واعتبر بن عمر أن "الحكم الابتدائي لا يغير من الواقع شيئا، باعتبار أن حزب المؤتمر موجود بفضل مؤسساته وهياكله ومنخرطيه"، مؤكداً أنه "سيتم الحفاظ على هياكل الحزب".

وتعليقا على هذا الحكم وما قد يترتب عليه من نتائج، عبّر الرئيس السابق، المنصف المرزوقي، مؤسس الحزبين، المؤتمر والحراك، عن اعتزازه بما قدمه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية للوطن في أصعب الظروف.

وتوجه المرزوقي في تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل بشكره لكل الذين سعوا معه لـ"بلورة أحلام مشتركة، خاصة في الاستحقاقات الانتخابية الصعبة الأخيرة".

وعبّر المرزوقي عن "أسفه بسبب سوء التفاهم الذي حصل عند ولادة الحراك الذي أراده أوسع وعاء ممكن لقوى سياسية متفقة على الأصول"، مشيراً إلى أنه "لا ضير في أن تختلف في التفاصيل حيث لا حياة داخل حزب سياسي دون صراع أفكار وتنافس شريف بين المناضلين".

ودعا المرزوقي "كل من يريد المساهمة في بناء الوطن للالتحاق بالحراك، فهذا الحزب مواصلة لتجربة المؤتمر واتعاظ من أخطائه التي نتحمل جميعا مسؤوليتها".

وأضاف المرزوقي أن "الحراك هو أيضا انفتاح على قوى مهمتها خلق هيكل أكثر حيوية وفعالية، وتجديد وامتداد لحركة سياسية تضرب جذورها في عمق تاريخ وطننا المعاصر، كان المؤتمر مرحلة منها كما هو الحراك اليوم"، وأن "الأشكال النضالية مؤهلة بطبيعتها للتغيير والتأقلم، ولكن المهمّ أن تبقى روح النضال ثابتة، وكذلك الإصرار على الأحلام والمشاريع والأعمال التي ندين بها لشعبنا حتى نكون من صناع التاريخ لا من ضحاياه".

المساهمون