دعم أميركي مفتوح لعسكر أكراد سورية...وجنيف في 20 فبراير

01 فبراير 2017
عنصر أميركي يدّرب "قوات سورية الديمقراطية" (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
برزت تطورات أخيرة ميدانياً في الشمال السوري، خصوصاً على صعيد العلاقة بين "قوات سورية الديمقراطية" والولايات المتحدة، بعد كشف الطرفين، أمس الثلاثاء، عن تسليح واشنطن للقوات المكوّنة من غالبية كردية، بذخيرة ومعدات نوعية، تمثلت في حصولها على مدرّعات أميركية. وحصل هذا التطور، وسط ترقّب لمآل مفاوضات جنيف، التي تحدّد موعدها الجديد في 20 فبراير/ شباط الحالي، بعد أن كانت مقررة في 8 منه، وذلك وعلى وقع تقديم المبعوث الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إحاطته لمجلس الأمن في نيويورك، أمس الثلاثاء. أما ميدانياً، فقد شهدت إدلب غارات روسية مكثفة، كما استمرت حرب النظام على الغوطة الشرقية.

وفي سياق الأسلحة الجديدة لـ"قوات سورية الديمقراطية"، فقد أعلن المتحدث باسمها طلال سلو، لوكالة "فرانس برس"، أمس، أن "الدفعة الأولى من مدرعات أميركية لقوات سورية الديموقراطية وصلت خلال الأسبوع الأول من استلام الإدارة الأميركية الجديدة الحكم". وأكد أن "المدرعات أُرسلت من إدارة (الرئيس دونالد) ترامب، في إطار الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". وأشار إلى أنه "جرت اتصالات بين قوات سورية الديمقراطية وإدارة ترامب تم التأكيد خلالها على تقديم المزيد من الدعم لقواتنا، خصوصاً في حملة تحرير الرقة ضد داعش".

من جهته، أكد المسؤول العسكري الأميركي جون دوريان، أن "الولايات المتحدة سلّمت بالفعل، للمرة الأولى، مدرعات من نوع (أس يو في) إلى التشكيلات العربية في قوات سورية الديمقراطية، تنفيذاً لقرار اتخذته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما". وأضاف أن "تسليم المدرعات جاء استناداً إلى أذونات قائمة، وليس بناءً على إذن جديد من إدارة الرئيس دونالد ترامب"، وذلك بخلاف ما أعلنته "قوات سورية الديمقراطية".

بدوره، أكّد المتحدث الرسمي‏ باسم المجلس العسكري في منبج، التابع‏ لـ"‏قوات سورية الديمقراطية‏" شرفان درويش، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التعاون والتنسيق مستمر بين قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي"، من دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات. وتُعدّ هذه المرة الأولى التي تحصل فيها "قوات سورية الديمقراطية" على مدرعات من واشنطن، التي تقدم لها منذ تأسيسها في عام 2015 دعماً جوياً أميركياً، فضلاً عن أسلحة وذخائر ومستشارين على الأرض.



سياسياً، أكد دي ميستورا، أمس، أنه "سيعلن موعد استئناف المفاوضات السورية في جنيف بعد لقاءاته مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وأعضاء مجلس الأمن الدولي". وقبل تقديم إحاطته حول الوضع في سورية لمجلس الأمن، تمّ الاعلان عن تحديد يوم 20 فبراير، موعداً لاستئناف المفاوضات السورية في جنيف. وفي مقابلة مع إذاعة "راديو 1" الإيطالية، أمس، أفاد دي ميستورا بأنه "سيزور واشنطن مجدداً، الأسبوع المقبل، في سعيه إلى فهم أفضل لموقف الإدارة الأميركية الجديدة من سورية. وإذا أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على محاربة داعش والتعاون مع هؤلاء الذين يطرحون أمامهم الهدف نفسه، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإني لا أرى سبباً للاعتراض على ذلك".

وعلى صعيد المفاوضات، اعتبر فيتالي نعومكين، وهو رئيس معهد الاستشراق في موسكو، ومستشار دي ميستورا، أنه "من الضروري أن توحد المعارضة صفوفها وتتفق على المبادئ الأساسية للتفاوض عليها في جنيف". وشدّد في حديث لقناة "روسيا اليوم"، على "أهمية أن يمثل وفد المعارضة كل الأطراف السياسية والمسلحة".

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، الوزير المفوض محمود عفيفي، أمس، أن "الجامعة العربية ترحب بأي جهد يستهدف حلحلة القضية السورية والتوصل لتسوية سياسية سلمية". وعن دعوات إقامة مناطق آمنة في سورية، قال: "سمعنا هذا المقترح وتم طرح هذا الأمر على مدار السنوات الماضية، ولننظر لنرى مدى تبلوره في اتصالات أكثر جدية، وهناك حوارات مختلفة، لكن الأولوية في هذه المرحلة هي مخاطبة الإطار الأعم للملف السوري".

من جهته، كشف رئيس المكتب السياسي للتيار الوطني السوري (معارض)، عماد الدين رشيد، أمس، أن "المعارضة في مفاوضات أستانة، لم تتسلم مسودة دستور من روسيا، لخشيتها من تحول المؤتمر إلى منصة سياسية"، متهماً موسكو بـ"المماطلة" في تسليمهم آليات مراقبة وضبط وقف إطلاق النار، بهدف التأثير على مفاوضات جنيف المقبلة، حسبما ذكر لوكالة "الأناضول".



أما رئيس وفد الفصائل السورية المسلحة لاجتماع أستانة، محمد علوش، فاعتبر في حديثٍ لوكالة "سبوتنيك"، أمس، أن "الحديث عن استئناف المفاوضات أمر مبكر، لأن المعارضة تنتظر حالياً رد روسيا على مشروعها حول مراقبة الهدنة". ميدانياً، تصدّت المعارضة السورية المسلحة لهجوم من قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أمس الثلاثاء، في وقتٍ صعّد الطيران الروسي من قصفه على قرى وبلدات ريف إدلب. وكانت قوات النظام قد جددت هجومها على الغوطة الشرقية من محاور الميدعاني وحزرما والقاسمية والطريق الدولي، في محاولة لتحقيق تقدم عبر إلهاء المعارضة في جبهات عدة.

وأعلن "جيش الإسلام" أن قوات النظام حاولت اقتحام الغوطة من المحور الشمالي للطريق الدولي، وقامت بعملية إنزال لقوّاتها بعد تمهيد مدفعي وصاروخي على كامل جهات الجبهة. وذكر في بيان أن "اشتباكات عنيفة وقعت أثناء صد محاولة التقدم على جبهة طريق دمشق حمص، قُتل خلالها أكثر من سبعة عناصر من قوات النظام وجرح خمسة عشر آخرون". وجددت قوات النظام قصفها بالصواريخ والمدفعية على مزارع بلدة الزريقة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، واقتصرت الأضرار على المادية.

شمالاً، أفاد الناشط جابر أبو محمد بأن "الطيران الحربي الروسي شنّ عشر غارات على محيط مدينة خان شيخون ومجمع تيزين للنازحين ومحيط قرية العامرية، وبلدة مدايا وقريتي كفرعين وتيزين بريف إدلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن وقوع ضحايا".

في ريف دير الزور، قتلت امرأة وطفلتها بقصف جوي روسي، حسبما ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد". كما تجددت الاشتباكات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وقوات النظام في محيط دوار البانوراما عند مدخل مدينة دير الزور الجنوبي، وفي محيط منطقة المقابر الواقعة على طريق المطار العسكري، حيث تحاول قوات النظام فتح الطريق بين الأحياء الخاضعة لسيطرتها والمطار العسكري المحاصر من "داعش".

في حوض اليرموك، بريف درعا، تمكّنت المعارضة من استعادة مواقع خسرتها بعد هجوم مباغت من "داعش". في هذا الصدد، كشف الناشط أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، أن "وتيرة الاشتباكات في منطقة حوض اليرموك هدأت بعد ساعات من بدء داعش هجوماً مباغتاً، أسفر عن مقتل 12 عنصراً من المعارضة، بينما وقع آخرون أسرى في يد التنظيم واقتادهم إلى مناطق سيطرته".

وأضاف المسالمة أن "المعارضة تمكنت من استعادة كافة النقاط التي تقدم إليها التنظيم في محور طريق عين ذكر ـ البكار بحوض اليرموك، وأوقعت خسائر في صفوفه بعد صد الهجوم وشن هجوم معاكس، وقامت المعارضة بالرد على التنظيم بقصف مواقعه في القرى والبلدات الخاضعة لسيطرته". كما ذكر الجيش التركي، في بيان أمس، أن "طائرات تركية دمّرت 24 هدفاً لداعش في الشمال السوري. وقد تمّ استهداف 20 مبنى في بلدات الباب وتادف وبزاعة، من بينها أربعة مرائب وموقعان لإطلاق النار".



المساهمون