بغداد تتخلى عن السقف الزمني لتحرير الموصل

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
04 يناير 2017
2FCF60CB-4B80-4BFD-955F-54C3208F370A
+ الخط -



بعد ثمانين يوماً من المعارك، بدت فكرة تخلي بغداد عن تحديد سقف زمني جديد لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمثابة إحدى الفقرات الرئيسة في الخطة العسكرية الجديدة والرابعة من نوعها منذ انطلاق هذه المعركة، إذ أكد مسؤولون عراقيون في بغداد أن الحكومة والقادة العراقيين في الجيش على حد سواء مع عدم تحديد مواعيد أو سقوف زمنية جديدة لتحرير المدينة بعد تعذر الموعد الأول والثاني اللذين حددتهما الحكومة. فيما تفيد آخر معطيات المعارك الدائرة، أن القوات العراقية نجحت بعد 80 يوماً من القتال، بتحرير 21 في المائة من إجمالي مساحة الموصل.
وكانت حكومة حيدر العبادي قد أعلنت عن السقف الزمني الأول لتحرير الموصل في السادس والعشرين من الشهر الماضي، قبل أن تعلن عن موعد جديد لتحرير الساحل الأيسر فقط من المدينة قبل الأول من الشهر الحالي، إلا أن ذلك ما لم يحدث.
وأبلغ عميد في الجيش العراقي "العربي الجديد"، أن "فكرة تحديد مواعيد وسقوف زمنية غير مجدية، وتُعتبر مخاطرة بحياة الجنود والمدنيين المتواجدين أيضاً، كما أن الأميركيين لم يعودوا يضغطون كما كان قبل الانتخابات الأميركية على بغداد لتسريع وتيرة الهجمات". وأضاف العميد الذي يشرف على قيادة المحور الجنوبي الشرقي من الموصل، أن "الخطة الجديدة قائمة على قضم الأحياء والأراضي بشكل تدريجي، وتعززت تلك الخطة مع تقارير أميركية تؤكد انخفاض عديد عناصر تنظيم داعش من 6 آلاف إلى أقل من 3500 مقاتل، ما يعني أنهم يتعرضون لاستنزاف كبير خلال المعارك". وأكد الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "القرار النهائي هو عدم تحديد سقف جديد لنهاية معركة التحرير وهو الأفضل حالياً في ظل تغييرات يومية تطرأ على محاور القتال كل يوم".
في غضون ذلك، شهد الوضع الميداني في مدينة الموصل، يوم أمس الثلاثاء، مواصلة القوات العراقية المشتركة هجومها من ثلاثة محاور بإسناد جوي وبري من قوات التحالف الدولي، إذ استمرت الطائرات الأميركية والفرنسية في التحليق في سماء المدينة، بينما قامت المدفعية الأميركية والعراقية بقصف مكثف على الأحياء الوسطى والجنوبية وبعض الأحياء الشرقية.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإنه تم تحقيق تقدّم جيد في المحورين الشرقي والجنوبي، على عكس المحور الشمالي الذي لم يتحقق فيه أي تقدّم ملحوظ بسبب كثافة العمليات الانتحارية التي نفذها "داعش" في تلك المنطقة. وأفاد بيان للجيش العراقي أنه تم إكمال السيطرة على حي الكرامة ومبنى شركة مرسيدس وأجزاء كبيرة من الحي الصناعي في الساحل الأيسر عبر المحور الشرقي. إلا أن مصادر عسكرية أخرى أكدت لـ"العربي الجديد" استمرار الاشتباكات ومعارك الكر والفر ضد عناصر تنظيم "داعش" في مناطق أعلنت القوات العراقية سيطرتها عليها سابقاً في أحياء الميثاق والكرامة والقدس والقادسية الثانية.


أما في المحور الشمالي، فقال العقيد ناظم ريسان من قوات الفرقة السادسة عشرة التابعة للجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن قطعات الجيش العراقي تحاصر الآن حي الحدباء من ثلاث جهات وهو أكبر الأحياء الشمالية في مدينة الموصل بعد أن فرضت سيطرتها على منطقتي السادة والعركوب المجاورتين بإسناد جوي من الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي. فيما أفادت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن ما لا يقل عن 40 عسكرياً عراقياً سقطوا خلال معارك، أمس الثلاثاء، ضد تنظيم "داعش" في الموصل على مختلف محاورها.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية العراقية، اللواء المتقاعد أحمد حسين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك قد تستغرق وقتاً مماثلاً للفترة التي مرت منذ بدء المعارك"، مضيفاً: "المعركة معقدة للغاية بفعل طبيعة الموصل الجغرافية وتخطيط أحيائها ومناطقها السكنية، لذا يمكن اعتبارها معركة طويلة، وأي تسريع فيها سيؤدي إلى كوارث حقيقية في صفوف السكان المحاصرين داخلها"، معتبراً أنها "أضخم عملية تحرير رهائن عبر التاريخ".
في غضون ذلك، أجبرت العمليات العسكرية الجارية في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة الموصل، المدنيين على النزوح باتجاه المناطق الشرقية للمدينة بحثاً عن مناطق أكثر أمناً، بعد اشتداد المعارك وعمليات القصف المكثف التي تعرضت لها مناطق الانتصار والميثاق والسلام في جنوب شرق الموصل. ووصلت مئات الأسر إلى منطقة كوكجلي شرق الموصل سيراً على الأقدام وهي ترفع الأعلام البيضاء هرباً من مناطقها التي تحوّلت إلى ساحات معارك. فعناصر تنظيم "داعش" لا يترددون عن تنفيذ عمليات انتحارية بعربات مفخخة بين المنازل لعرقلة تقدّم القوات العراقية، كما لا تتردد القوات العراقية عن استخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ في قتالها ضد التنظيم في مناطق الموصل المزدحمة بالسكان.
وحتى الآن، نجح 150 ألف مدني بالفرار من الموصل، وفقاً لوزير الهجرة العراقي، محمد الجاف، الذي أكد في مؤتمر صحافي أنهم وصلوا إلى مخيمات إيواء وغالبيتهم نساء وأطفال فروا من مناطق القتال. وأكد نازح من منطقة الانتصار الواقعة جنوب شرق الموصل بعد وصوله إلى مخيم الخازر لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الشرطة الاتحادية والتدخّل السريع التابعة للجيش العراقي طلبت من السكان مغادرة منازلهم والذهاب إلى مخيم الخازر"، مشيراً إلى أن "قوات الشرطة الاتحادية وقوات الجيش بدأت باستخدام الأسلحة الثقيلة في قتالها في مناطق جنوب شرق الموصل بعد أن قامت بإخراج العائلات منها".

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.