قتل وتعذيب نازحين على يد "الحشد الشعبي" بصلاح الدين

17 يناير 2017
عائلات المختطفين من نساء وأطفال في الصحراء (سام تارلينغ/Getty)
+ الخط -



وصلت جثث 27 مدنياً من سكان الموصل إلى مستشفى تكريت العام، بعد اختطافهم على يد فصيل مسلح تابع لمليشيا "الحشد الشعبي"، وفق ما أكدت مصادر عسكرية وأخرى طبية عراقية في بغداد، ومحافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء.

وأشارت المصادر إلى أنّ "هناك نحو 70 آخرين لا يعلم مصيرهم بعد عزل المليشيات الرجال عن عائلاتهم، واقتيادهم إلى جهات مجهولة، أمس الاثنين".

وقال مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعلومات انقطعت عن حوالى 100 نازح كانوا متوجهين قبل يومين إلى بغداد عبر محافظة صلاح الدين، بعد فرارهم من منطقة الحويجة جنوب غرب كركوك مع عائلاتهم"، مضيفاً أنّ "النازحين كانوا قد دخلوا محافظة صلاح الدين، وفقاً للمعلومات المتوفرة من الحاجز الأمني للمدخل".

وأضاف المسؤول العراقي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "التقارير الأمنية أكّدت عدم خروج النازحين من محافظة صلاح الدين، ولم يتم تسجيلهم لدى الحاجز الأمني الذي يؤدي إلى بغداد"، موضحاً أنّ "النازحين المفقودين كلّهم من الرجال والشباب، بقيت عائلاتهم بينها نساء وأطفال في منطقة صحراوية بعد اقتيادهم".

وكشف أنّ سيارات رباعية الدفع وصلت إلى مستشفى تكريت، وتركت 27 جثة عليها علامات تعذيب في حديقة المستشفى الأمامية، وغادرت بعدما رمتهم هناك، وتبين أنّ الضحايا هم من بين المختطفين".

وقال مصدر طبي في مستشفى تكريت العام، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوة من مليشيا حزب الله العراقي قامت بإلقاء 27 شخصاً في الحديقة الخارجية لمستشفى تكريت العام، ليلة أمس الاثنين، وقد ظهرت عليهم آثار تعذيب وحشي، وبعضهم الآخر في حالة خطرة، وأصيب أغلبهم بحالات كسور ورضوض في أنحاء مختلفة بأجسادهم".

وفي السياق، أكد أحد شيوخ محافظة صلاح الدين نافع التكريتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هكذا حوادث لا يمكن لأي جهة أن تنفذها عدا مليشيات الحشد الشعبي".

وقال التكريتي إنّ "أي جهة حكومية أو غير حكومية لا تمتلك القدرة على اعتقال هذا العدد الكبير من النازحين وبغموض وتخطيط مسبق"، مضيفاً أنّ "الأجهزة الأمنية في المحافظة لم يسجّل ضدّها أيّ خرق أمني من هذا القبيل، لكنّها غير قادرة على مواجهة الحشد، ومنعها من تنفيذ أجندتها".

وذكّر بأنّ "مليشيا الحشد منتشرة في عموم صلاح الدين مع القوات الأمنية، وتطلع على ملفات دخول وخروج النازحين، وتحصل على كافة المعلومات التي تحتاجها عنهم، الأمر الذي يمنحها فرصة تحقيق أجندتها بكل سهولة".

ورأى التكريتي أنّ "المشكلة تكمن في أنّ التحقيقات التي فتحتها القوات الأمنية بالحادثة، لا تستطيع كشفها، بسبب خشيتها من الحشد الشعبي، التي أصبحت غولاً يهدد كافة مؤسسات الدولة ولا أحد يستطيع الوقوف بوجهه"، بحسب وصفه، مطالباً الحكومة بـ"اتخاذ قرار بمنع الحشد والحدّ من تحركاتها في محافظة صلاح الدين".

وتفرض مليشيات "الحشد الشعبي"، سيطرتها على مدن محافظة صلاح الدين ومنها مدينة تكريت، منذ أن استعادت القوات الأمنية العراقية، السيطرة على المدينة وضواحيها، من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مارس/ آذار 2015.

ومنذ ذلك الحين تمنع مليشيات "الحشد الشعبي" سكان مناطق الدور والعوجة وقرى أخرى تابعة لمحافظة صلاح الدين، من العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها بسبب المعارك، رغم الوعود المتكرّرة للحكومة العراقية.