تحقيق مع مدير "إف.بي.آي" يفتح الطريق أمام ترامب لإقالته

13 يناير 2017
ترامب سيشكل قريباً فريقه الأمني (Tasos Katopodis/ فرانس برس)
+ الخط -




أعلن مكتب المدعي العام بوزارة العدل الأميركية عن فتح تحقيق مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي"، جيمس كومي، بشأن اتهامات بعدم الحياد وُجّهت إليه من أعضاء في الكونغرس على خلفية إعلانه إعادة التحقيق في رسائل البريد الإلكتروني، لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، قبل عشرة أيام من موعد توجه الناخبين الأميركيين إلى صناديق الاقتراع.

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قرار وزارة العدل فتح تحقيق مع مدير "إف بي آي" سيكون حجة مناسبة للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لكي يقيل كومي، الذي عينه الرئيس باراك أوباما.


وقال المفتش العام، مايكل هورويتز، إن فتح التحقيق يأتي تلبية لمطالب أعضاء في الكونغرس وشخصيات سياسية رأت في رسالة كومي إلى الكونغرس تدخلاً مباشراً في الانتخابات ضد مرشحة الحزب الديمقراطي التي حملت "إف بي آي" مسؤولية هزيمتها الانتخابية.

لكن المفتش الأميركي العام أشار أيضاً إلى أن التحقيقات لن تقتصر على كومي وقضية إيميلات كلينتون، بل ستتناول أيضاً نائب مدير الوكالة، اندرو ماكاب، للتدقيق في العلاقة بين وظيفته في لجنة التحقيق في إيميلات كلينتون وترشح زوجته لانتخابات الكونغرس في عام 2015 في فيرجينيا عن الحزب الديمقراطي. كما ستشمل التحقيقات مسألة تزويد موظف كبير في وزارة العدل الأميركية فريق كلينتون بمعلومات سرية عن عمل لجنة التحقيق في قضية الايميلات.

وتتزامن التحقيقات مع مدير "اف بي اي" بخصوص انحيازه الحزبي وتأثير معتقداته السياسية على قراره المهني مع تزايد الانتقادات لوكالات الأمن الأميركية المتعددة. وفي طليعة المنتقدين الرئيس المنتخب وفريقه، الذي اعتبر أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تحولت إلى أداة سياسية بيد إدارة أوباما.

ويبدي فريق ترامب شكوكاً في دقة تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية عن عمليات القرصنة الروسية والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وخلال الحملة الانتخابية تحدث ترامب عن أجواء فاسدة داخل "اف بي اي" متهماً كومي بأنه أمن الحماية لكلينتون ومنع محاكمتها.

كما اتهم الرئيس المنتخب مسؤولين كباراً في الأجهزة الأمنية الأميركية بتسريب تقارير لم يتم التأكد من صحتها إلى وسائل الإعلام. وترددت أنباء في وسائل الإعلام الأميركية أن كومي هو الذي اطلع ترامب على ملخص التقرير الأمني عن عمليات التجسس الروسي والتدخل في الانتخابات الرئاسية.

وقد أعلن ترامب أنه سيشكل فور تسلمه السلطة فريقاً أمنياً خاصاً لوضع استراتيجية أميركية واضحة المعالم في قضايا الأمن الإلكتروني وحماية شبكة الانترنت الأميركية من الهجمات السيبيرية وعمليات القرصنة والتجسس الالكتروني أياً كان مصدرها.

ومن المنتظر أن تعين الإدارة الأميركية الجديدة قادة جدداً لـ 17 وكالة أمنية. وعقد أعضاء مجلس الشيوخ أمس جلسة استماع إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المعين، مايكل بابمبيو. كما عقدت جلسة استماع أخرى لوزير الدفاع الجديد، الجنرال جايمس ماتيس.

وتمحورت أسئلة أعضاء الكونغرس على الموقف من التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية والسياسات التي ستعتمدها إدارة ترامب لمواجهة الاختراقات السيبيرية وتمدد النفوذ العسكري الروسي في أوروبا والشرق الأوسط.