عباس: لا اعتراف مجانيّاً بإسرائيل وسنطرح الاستيطان بمجلس الأمن

22 سبتمبر 2016
عباس دعا لاعتماد عام 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال(أندرو بورتون/Getty)
+ الخط -
دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى عدم تعطيل مشروع قرار حول الاستيطان في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن اعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل ليس مجانياً، وإنما عليها أن تقابله باعتراف بفلسطين وتنهي الاحتلال.


وقال عباس، خلال خطابه في جلسة الأمم المتحدة في نيويورك، إنه لن يقبل باستمرار الأمر القائم، ولا الحلول المؤقتة والانتقالية، مطالباً العالم باعتماد عام 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى بإنهاء الاحتلال.

في المقابل طالب العالم بتوفير حماية للشعب الفلسطيني، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القرى والبلدات الفلسطينية، ووقف سياسات العقاب الجماعي، وعمليات هدم المنازل، وعمليات الإعدامات الميدانية والاعتقالات، في الوقت الذي طالب فيه بوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك.

وحذر عباس من أن ما تقوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خططها في التوسع الاستيطاني؛ سيقضى على ما تبقى من أمل لحل الدولتين على حدود 1967.

لافتاً إلى أنّ عدم تنفيذ اثني عشر قراراً صدرت عن مجلس الأمن ضد الاستيطان أدى إلى دفع إسرائيل للتمادي في استكمال مخططاتها للاستيلاء على مزيد من الأرض في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقد وصلت ممارسات المستوطنين الإسرائيليين العدوانية إلى حد تشكيل مجموعات إرهابية تحرق وتقتل عائلات بأكملها، وتدمر الممتلكات، وتقتلع الأشجار التي هي مصدر رزق أصحابها من الفلسطينيين.

وأكد الرئيس الفلسطيني أنه سيقوم بطرح مشروع قرار حول الاستيطان وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، في الوقت الذي سيجيري فيه مشاورات مع الدول العربية الصديقة في هذا الشأن، آملاً أثناء خطابه ألا يستخدم أحد حق الفيتو.

وقال: "إن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية هو لعب بالنار.
إن هذه السياسات والإجراءات والممارسات الإسرائيلية كانت سبباً في إفشال الجهود الدولية، وبخاصة جهود الرباعية الدولية، على مدى ثلاثة عشر عاماً، كما أفشلت إسرائيل الجهود الأميركية عبر الإدارات المتعاقبة".

وأضاف أن "إسرائيل" تحاول التهرب من المؤتمر الدولي للسلام الذي طرحته فرنسا وأجمعت عليه غالبية دول العالم، وانعقد اجتماع في باريس من أجل التحضير له، شاركت فيه 28 دولة وثلاث منظمات دولية، والذي يأمل فيه أن يفضي لوضع آليةٍ وسقفٍ زمنيٍ محددين لإنهاء الاحتلال، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، التي تنص على حلٍ عادلٍ ومتفقٍ عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194، داعياً دول العالم إلى دعم المؤتمر الدولي للسلام.

وقال عباس للعالم إنه لا توجد خصومة بينه وبين اليهود، مستدركاً: "إنما الخصومة والتناقض مع الاحتلال، وإن تحقيق مصالحة تاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يقتضي أن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وما زالت، الأمر الذي سيفتح صفحة جديدة من التعايش، ويسهم في مد الجسور بدلاً من بناء الجدران".

ودعا بريطانيا، في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، أن تستخلص العبر والدروس من إصدار الوعد، وأن تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج هذا الوعد، بما في ذلك الاعتذار من الشعب الفلسطيني لما حل به من نكبات ومآس وظلم، وتصحيح هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتطرّق عباس إلى الشأن الداخلي الفلسطيني، وقال: "إننا مستمرون كذلك في جهودنا المخلصة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ومستمرون أيضاً في إعادة الإعمار في قطاع غزة للتخفيف من معاناة شعبنا ورفع الحصار عنه".


المساهمون