السيسي يلتقي ترامب وكلينتون لأهداف وخلفيات متناقضة

19 سبتمبر 2016
أفكار ترامب عن السيسي "إيجابية" (براكاش سينغ/ فرانس برس)
+ الخط -
يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء اليوم الاثنين، في نيويورك بالمرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة 71 للجمعية العمومية للأمم المتحدة.


وسيكون لقاء السيسي مع ترامب الأول بعد "المغازلة الضمنية" بينهما خلال الفترة الماضية، والتي دلت عليها تصريحات ترامب المشيدة بالسيسي كأحد الرؤساء الذين سيعوّل عليهم لمحاربة الإرهاب، وكذلك اللقاءات غير الرسمية بين دبلوماسيين مصريين ومساعدين لترامب وشخصيات مؤيدة له.


وكان لافتاً أنّ الإعلان عن اللقاء لم يكن من الرئاسة المصرية، بل من أحد مستشاري ترامب وليد فارس، والذي أجرى مؤخراً زيارة إلى مصر التقى خلالها عدداً من المسؤولين والقيادات الدينية، لمد جسور الثقة والتعاون بين ترامب والنظام الحاكم في مصر، والبناء على المساحات المشتركة بينهما، خاصة في ما يتعلق بـ"معاداة الأصولية الدينية وتيارات الإسلام السياسي".


وقال مصدر دبلوماسي مصري في الولايات المتحدة لـ"العربي الجديد" إنّ "لقاء السيسي وترامب يعد تتويجاً للقاءات غير الرسمية بين الدبلوماسيين المصريين، وعدد من مساعدي ترامب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فقد طلب ترامب تحديد الموعد منذ شهر تقريباً، وتم تأكيده بعدما طلبت كلينتون لقاء السيسي أيضاً في نيويورك".


وأضاف المصدر أنّ "لقاءات الدبلوماسيين المصريين مع مساعدي ترامب، ولقاءات فارس مع مقربين للسيسي، كشفت وجود العديد من نقاط الاتفاق التي يمكن استثمارها للدفع بالعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة في حالة نجاح حملة ترامب الرئاسية، خاصة في سياق التعاون العسكري والأمني لمكافحة الإرهاب، وتذليل العقبات أمام حصول مصر على مزيد من صفقات الأسلحة الأميركية، وجذب استثمارات الشركات الكبرى".


وأكد المصدر أنّ التقارب بين السيسي وترامب على خلفية معاداة الإسلام السياسي "أمر طبيعي، وترغب القاهرة في البناء عليه"، معرباً عن قلق من احتمال تفوق كلينتون ووصولها إلى البيت الأبيض، "نظراً لعلاقتها الباردة مع السيسي، وموقفها المتحفظ من صعوده السريع للسلطة عام 2013".


وذكر المصدر أنّ أفكار ترامب ومساعديه عن السيسي "إيجابية للغاية، ومتفائلة بقدرته على العبور بمصر لمستقبل أفضل، على العكس من أفكار الدوائر الديمقراطية المتحفظة على سياساته في ملف حقوق الإنسان والحريات العامة"، مشيراً إلى أنّ "السيسي سيلتقي أيضاً عدداً من النواب الجمهوريين المقربين لترامب ورجال الأعمال المعروفين بدعمهم له".



وبشأن اللقاء مع كلينتون، توقع المصدر أن يكون "بارداً، ومقتصراً على تبادل المعلومات العامة بشأن الأوضاع الجارية في مصر، وخطط المرشحة الديمقراطية للتعامل مع مبادرة السيسي لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط".


ورجح المصدر أن تتحاشى كلينتون الحديث عن أي نقاط خلافية على الرغم من موقفها المتحفظ على إجراءات قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الحقوقية التي يباشرها القضاء المصري ضد عدد من النشطاء، مستطرداً بالقول "قد يتحدث في مثل هذه الموضوعات وزير الخارجية جون كيري أو الرئيس باراك أوباما، لكن كلينتون ليست راغبة في تفاقم الخلافات بل في إيجاد مساحات لاستغلال المصالح المشتركة مستقبلاً، خاصة أن اللقاء لا يحمل طابعاً رسمياً".


وعن تأثير التراشق الذي حدث أمس بالبيانات بين البيت الأبيض والخارجية المصرية حول قضية المواطنة المصرية الأميركية آية حجازي، أوضح المصدر أنّ "هناك فتوراً واضحاً في الملفات المرتبطة بالقضاء والحقوق والحريات بين القاهرة والإدارة الأميركية والدوائر المسيطرة على الحزب الديمقراطي، لكن هذا لن يطرح في أي من لقائي ترامب أو كلينتون".