لبنان: اعترافات موقوف تُورّط إسرائيل ودمشق بمحاولة اغتيال جنبلاط

16 سبتمبر 2016
الموقوف سعى لتشكيل مجموعة بالبيئة الدرزية لمواجهة جنبلاط(أنور عمرو/Getty)
+ الخط -
زعيم كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب، وليد جنبلاط، بخطر وبات يحصر تحرّكاته في بلدته المختارة بمحافظة جبل لبنان، حيث يمضي أغلب وقته. بات جنبلاط إذاً يجد نفسه في "قفصه الذهبي" كما قال في إحدى المقابلات الصحافية، نتيجة الكثير من التهديدات الأمنية التي وصلت إليه وإلى أجهزة أمنية محلية مختلفة.

وآخر التهديدات الموجهة لجنبلاط صادرة عن يوسف فخر، مسؤول عسكري سابق في الحزب التقدمي الاشتراكي (برئاسة جنبلاط)، أوقفه الأمن العام اللبناني في مطلع أغسطس/آب الماضي وثبت تورّطه في الإعداد لأعمال أمنية أبرزها التحضير لاغتيال زعيم الحزب. وسبق توقيف فخر، معلومات نقلتها وسائل إعلامية عن الأمن اللبناني أشارت إلى نيّة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اغتيال جنبلاط. هذه الظروف وغيرها دفعته إلى المزيد من الحيطة والحذر، خاصةً أنّه بات "يشعر بالخطر حوله من كل صوب"، بحسب ما ينقل عنه عدد من المقرّبين منه.

وبالنسبة لمسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي يؤدي كشفُ التهديدات ومصادرها إلى "تقاطع بين إسرائيل والنظام السوري من أجل العمل على الفتنة وضرب الاستقرار وتنفيذ اغتيالات سياسية في لبنان". الأولى لعدائها التاريخي مع البلد، و"ربما سعيها من خلال اغتيال جنبلاط إلى جرّ الطائفة الدرزية باتجاه التحالف مع الأقليات"، والثاني في عدائه التاريخي أيضاً مع القيادات اللبنانية وسعيه الدائم إلى إحكام سيطرته على لبنان.

ويقول المقرّبون من جنبلاط إنّ الأخير "يلعب دور الإطفائي في الحياة السياسية، إلى جانب رئيس البرلمان، نبيه بري، وبالتالي التعرّض لأي منهما في هذه المرحلة يستهدف تفجير الوضع ومحاولة القضاء على هذه القنوات التي لا تزال تعمل من أجل تحصين الوضع اللبناني الداخلي". ونتيجة هذه التهديدات وغيرها، عمل جنبلاط منذ أكثر من شهر على توسيع دائرة اتصالاته ولقاءاته السياسية لتثبيت هذا الاستقرار، على حسب ما يقول أحد مسؤولي الاشتراكي، لـ"العربي الجديد"، وكان أبرز تلك اللقاءات الاجتماع الذي جمع وزراء من "اللقاء الديمقراطي" بوزراء كتلة "الوفاء للمقاومة" (الكتلة النيابية والوزارية لحزب الله)، بحضور مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله"، وفيق صفا.

وإذا كانت رواية تهديد "داعش" لجنبلاط لم تقترن بموقوفين أو أدلة على ذلك على الرغم من عدم استبعاد ذلك عن جدول أعمال التنظيم المتشدّد، برز الخطر موثَّقاً على حياة جنبلاط من جهة تل أبيب وبعض القياديين السوريين. فأحال قاضي التحقيق العسكري الأول، رياض أبو غيدا، مساء أمس الخميس، قراراً اتهامياً بحق يوسف فخر (المعروف باسم الكاوبوي) بجرم التعامل مع إسرائيل والتخطيط لاغتيال جنبلاط، وهو مسؤول عسكري سابق في الحزب التقدمي عن منطقة رأس بيروت، وغادر الأراضي اللبنانية قبل نهاية الحرب الأهلية إلى الولايات المتحدة وبات يحمل الجنسية الأميركية.

واعترف فخر، بحسب القرار الصادر عن القضاء اللبناني، بتواصله مع المدعو مندي الصفدي، وهو أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف دعم مجموعات مسلحة في سورية وتجنيد عملاء لصالح إسرائيل.  

وأقرّ فخر في التحقيق معه بأنّه على علاقة بأحد عناصر الاستخبارات السورية خلال الوصاية السورية على لبنان، وهو مهند موسى وكان مقرباً جداً من قائد قوات الأمن والاستطلاع السابق غازي كنعان يوم كان مديراً أمنياً للوصاية السورية على لبنان. وقال فخر إنّ موسى وجّهه للتواصل مع مُضر وريبال الأسد، وضرورة التواصل معها، مشيراً إلى أنّ مُضر على علاقة جيّدة مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي إطار هذا التواصل، تبلّغ فخر من مهند موسى أنه سيتم اغتيال جنبلاط قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مشيراً بحسب إفادته إلى أنّ "السوريين (أي النظام السوري) غير راضين عن جنبلاط". وحاول فخر التملّص من جرمه المشاركة في اغتيال جنبلاط، إلا أنه تمّت مواجهته ببعض الرسائل الإلكترونية بينه وبين موسى، يشير في إحداها والتي كتب فيها أنه "يوماً ما سآخذ الثأر من الذين كانوا السبب بخروجي من لبنان وبقائي في الغربة". ليعود ويقرّ بأنه يقصد بذلك جنبلاط وبعض المحيطين ومسؤولين في الحزب الاشتراكي.

كما اعترف فخر أيضاً بمحاولته تشكيل مجموعات مسلحة داخل البيئة الدرزية لمواجهة جنبلاط في مناطق لبنانية مختلفة، يمكن أن يكون لها أيضاً دور في دعم المعارضة السورية، فأقر بالتواصل مع الضابط السوري المنشق، رياض الأسعد، الذي كان أحد مؤسسي "الجيش السوري الحرّ".