واشنطن: استخدام روسيا قواعد إيرانية لضرب سورية "مؤسف"

16 اغسطس 2016
واشنطن: القرار الروسي اتّخذ بين ليلة وضحاها (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، مساء اليوم الثلاثاء، إن استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية لتنفيذ ضربات عسكرية في سورية "مؤسف لكنه غير مفاجئ"، مضيفاً أن واشنطن لا تزال تقيّم مدى التعاون الروسي الإيراني.

وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر، إن استخدام روسيا لقواعد إيرانية لن يمنع الولايات المتحدة بالضرورة من التوصل إلى اتفاق مع موسكو للتعاون في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

لكنه أضاف "أننا لم نصل بعد" إلى اتفاق بشأن التعاون، مشيراً إلى أن موسكو تواصل ضرب فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكرت الخارجيّة الأميركية، مساء اليوم الثلاثاء، أنّ استخدام روسيا إيران كقاعدة لضربات في سورية قد يشكل انتهاكاً للقرار الدولي 2231، قائلةً إن اتصال وزير الخارجيّة الأميركي، جون كيري، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، مساء اليوم، بحث الضربات الروسية التي انطلقت من إيران.

وينصّ القرار الدولي 2231 على إبطال قرارات مجلس الأمن السابقة بحقّ إيران، والتأكيد على بناء علاقات طبيعية معها، ويحدّد خطّة للعمل من أجل "بناء الثقة في الطابع السلمي للمشروع النووي الإيراني"، فضلاً عن إبقاء الحظر على امتلاك إيران الصواريخ البالستية لخمس سنوات قادمة.
 
ويأتي ذلك في وقتٍ نقلت فيه قناة "أي بي سي" الأميركية عن مسؤول أميركي، اليوم الثلاثاء، قولَه إنّ الطائرات الروسيّة التي انطلقت من قواعد إيرانية لقصف مواقع في سورية قد عادت اليوم إلى روسيا، وأنّه ليس ثمة تمركزٌ للقوّات الروسية في إيران.

وبحسب ما نقلت القناة، فإن مسؤولين أميركيين قالوا إنّ "واشنطن كانت على علم بأنّ روسيا تحدّثت عن احتماليّة أن تسيّر طائراتها من إيران منذ العام الماضي، لكنّ قرارها بتنفيذ ذلك فعلاً اليوم كان بمثابة "مفاجأة".

ولا تزال روسيا تشنّ غاراتٍ جويّة في سورية منذ ما يقارب السّنة، إلّا أنّ طلعاتها الجويّة كانت تتمّ عبر قواعد روسيّة أو سوريّة.

وقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، إنّ الخطوة التي اتّخذتها روسيا، بالانطلاق من قاعدة إيرانية، كانت قد اتّخذت على عجل، وربّما "بين عشيّة وضحاها"، بحسب المتحدّث.

وذكر مسؤول عسكريّ أنّ أربع قاذفات روسيّة من طراز "تو-22"، ترافقها طائرة شحن محمّلة بالذخائر، كانت قد حلّقت إلى القاعدة الإيرانيّة قبل ساعات قليلة فقط من انطلاقها في مهمّاتها اليوم.

وفي وقت سابق اليوم، أبلغ المتحدّث باسم الجيش الأميركي في بغداد، كريستوفر غرافر، الصّحافيين في البنتاغون أنّ الروس أقاموا خطّ اتّصال مع مسؤولي "التحالف الدّولي" قبل انطلاق الطّائرات في مهمّاتها.

وقال غرافر: "الروس أبلغوا التحالف أنّ الطّائرات قد تمرّ بمقربة من مسار الطائرات الأميركية وطائرات التحالف في العراق".

وفي سياق متّصل، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان اليوم، إن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بحث مع نظيره الأميركي، جون كيري، هاتفياً كيفية تنفيذ اتفاق روسي أميركي بشأن تنسيق العمل في سورية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأضافت أن الاتصال الهاتفي جاء بمبادرة من واشنطن، وركز على الوضع في حلب ومناقشة أفضل السبل لتنفيذ الاتفاق الذي قالت موسكو إنه جرى التوصل إليه خلال زيارة كيري لموسكو في يوليو/تموز.