مقتل الجنود الفرنسيين يكشف وجود قوات تنسق مع حفتر

20 يوليو 2016
أول اعتراف فرنسي بوجودها العسكري في ليبيا (فيليب غيو/Getty)
+ الخط -

كشف مقتل الجنود الفرنسيين الثلاثة في ليبيا عن تنسيق ميداني بين فرنسا وقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في الوقت الذي شكل إعلان مقتلهم أول اعتراف رسمي بوجود قوات فرنسية هناك.
وأكدت مصادر مقربة من قيادة "جيش حفتر" أن الجنود الذين أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، اليوم الاثنين، مقتلهم سقطوا، أول أمس الإثنين، في هجوم مفاجىء من قوة تابعة لـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، بالقرب من حقل زلطن، الواقع في حوض زلة ومرادة جنوب الهلال النفطي.

وصرحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الجنود الفرنسيين قتلوا في هجوم كان يستهدف قوة تابعة لحفتر بحقل زلطن (170 كيلومتر جنوب الساحل الليبي) مساء الإثنين، وتزامن ذلك مع وجود خبراء نفط فرنسيين بالحقل، تأمنهم مجموعة صغيرة من القوات الفرنسية، قبل أن تتدخل قوة فرنسية قامت بعملية قتالية سريعة بواسطة طائرات حربية، أجبرت "قوات السرايا" على التراجع وإفساح المجال لإجلاء الفرنسيين.


وأضافت المصادر أن قوة الإنقاذ، التي شاركت في انتشال جثث الجنود القتلى وإجلاء المصابين والناجين، انطلقت من مباني مقر حقل جالو النفطي (300 كيلومتر جنوب أجدابيا)، الذي تتمركز داخله قوات فرنسية خاصة، تعمل على تأمين زيارات مندوبين وعاملين بشركات نفط فرنسية بشكل دوري لعدد من الحقول جنوب الهلال النفطي.

وبحسب المصادر، فإن هذه القوة لاتزال تتواجد بمراكزها داخل جالو ضمن اتفاق فرنسي مع حفتر، ومهمتها تقديم الدعم اللازم لقوات حفتر التي تتمركز بحوض زلة ومرادة منذ ثلاثة أشهر.

وعن تفاصيل الحدث، أكد المصدر أن المعلومات شحيحة، وسط تكتم كبير من جانب قوات حفتر، مرجحاً أن "قوات السرايا على ما يبدو كانت تخطط لتوسيع رقعة القتال ضد قوات حفتر، بحيث أنها اتجهت جنوباً بعيداً عن قواتها التي تقاتل قوات حفتر بين أجدابيا وبنغازي، قبل أن تشن هجوماً مفاجئاً على تمركز قوات حفتر بحقل زلطن".

ونفى المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد" أن يكون الجنود الفرنسيون الثلاثة قد قضوا عبر إسقاط مروحية في سماء منطقة المقرون بالقرب من بنغازي قبل يومين، قائلا: "المقاتلات الفرنسية، سواء المروحية منها أو النفاثة، متقدمة جدا، ولا يمكن لنيران قوات السرايا إصابتها"، مؤكدا أن المروحية التي أسقطت في المقرون تابعة لحفتر، وهي روسية الصنع، وأن "القوات الفرنسية تنفذ عملياتها بسلاحها، وينحصر التنسيق بينها وبين قوات حفتر فقط في غرف القيادة وفي العمليات الاستخباراتية".

وقال: "يجب أن نعلم جيدا أن الحرب القائمة وسط البلاد هي حرب نفطية بامتياز بين بريطانيا وإيطاليا من جانب، وفرنسا من جانب آخر، حيث تمتلك الدولتان الأوليان شركات British Petroleum وENI اللتان ترعيان استثماراتها غرب ووسط ليبيا، وتقدر بمليارات الدولارات. وفرنسا التي تعتبر نفسها الأحق بمواقع الهلال النفطي التي تدير حقوله منذ ستينيات القرن الماضي، عبر شركة TOTAL، قبل أن تنضم أيضا شركة Schlumberger للعمل في المنطقة".

وكشفت المصادر أن فرنسا اشترطت على قيادة قوات حفتر أن تقوم شركة ALCATEL الفرنسية بتكوين غرفة اتصالات خاصة بها لتأمين تواصلها مع مندوبي شركاتها النفطية بشرق ليبيا، وقامت بتأمين مقر لها في قاعدة جالو. وتحفل منطقة جنوب الهلال النفطي بعدد كبير من مواقع النفط، من أهمها جالو والانتصار والناصر وزلطن والواحة والفداء والظهرة والصباح والنافورة والطفيل، بالإضافة للسرير وتازربو، القريبة من الكفرة، أقصى جنوب ليبيا. 

ويشكل مقتل الجنود الفرنسيين الثلاثة أول خسارة بشرية فرنسية في ليبيا، يؤكدها الجيش الفرنسي. 



دلالات
المساهمون