أنقرة تضغط على واشنطن لتسليم غولن.. نحو تأزيم العلاقة

20 يوليو 2016
أردوغان مصر على ترحيل غولن من أميركا (Getty)
+ الخط -


كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن تركيا تزيد من ضغوطها على واشنطن، من أجل تسليمها فتح الله غولن، المقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا، وذلك لاتهامه بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا نهاية الأسبوع الماضي.

ورأت أن هذا المطلب سيؤدي إلى تأزيم العلاقة بين أنقرة وواشنطن، علما أن "الولايات المتحدة الأميركية تعتمد بشكل كبير على تركيا وتعتبرها حليفا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط"، حسب الجريدة.

وقالت الجريدة الأميركية إن الصراع بين أردوغان وغولن عمّر لسنوات، إلا أن "أردوغان بات عازما على أن يعيد غولن إلى تركيا، ولا يدخر أي جهد في سبيل تحقيق هذا الهدف، وهو الأمر الذي يهدد بتدهور العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي".

ونقلت الجريدة عن جامس جيري، الذي سبق أن عمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا، والآن هو خبير في معهد واشنطن للسياسات بالشرق الأدنى، قوله إن جماعة غولن "لا يمكن الحصول على معلومات دقيقة حول حجمها الحقيقي أو أهدافها الحقيقية"، مشيراً إلى أنه حصل على معلومات من مسؤولين أتراك تفيد بالفعل "بأن أعضاء جماعة غولن عملوا على اختراق مراكز صنع القرار في الدولة والدخول إلى مؤسسات الدولة، وقد نجحوا بالفعل في الوصول إلى مراكز قوية في سلك القضاء".

ووصف المسؤول الأميركي أنصار غولن بأنهم "دولة داخل الدولة، وبأنهم متواجدون في العديد من المناصب في الإدارات التركية المهمة"، قبل أن تعتبر الجريدة أن غولن في نظر الإدارة الأميركية يعتبر "رجل دين يدعو إلى علاقات جيدة مع إسرائيل، ويعارض بشكل شديد الحركات الإسلامية، كحركتي (الإخوان المسلمين) و(حماس)".

وأكدت الصحيفة أن الانقلاب الفاشل في تركيا، حوّل الشكوك حول الحركة إلى اتهامات، "وأصبحت حركة غولن هي المحور في هذا الانقلاب، وخصوصا أن أردوغان مصرّ على أن غولن هو العقل المدبّر لعملية الانقلاب الفاشلة"، مضيفة أن المسؤولين الأتراك، ومن بينهم رئيس الوزراء بن علي يلدريم، قد زاد الضغط على الإدارة الأميركية من أجل تسليم غولن إلى السلطات التركية، متعهدا بتقديم جميع الأدلة "التي تثبت تورط غولن في عملية الانقلاب الفاشلة".

ولفتت الصحيفة إلى أن اتهام بعض المسؤولين الأتراك وبعض وسائل الإعلام التركية التابعة للدولة، للحكومة الأميركية بالتورط في الانقلاب، أزعج إدارة أوباما، مردفة بأن مطلب تسليم غولن إلى تركيا والإصرار الشديد لأردوغان على ترحيل غولن من أميركا، "ستكون النقطة المفصلية التي من شأنها التأثير على العلاقات بين البلدين في الوقت الذين تعتمد فيه واشنطن على تركيا كحليف جد مهم في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية".