الاحتلال يخشى الكوماندوس البحري لـ"حماس"

24 يونيو 2016
تقديرات إسرائيلية بتصميم "حماس" على تطوير وحدة الكوماندوس(علي حسان/الأناضول)
+ الخط -
تبدي الدوائر العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية قلقاً متزايداً مما تعتبره شواهد تدلل على تصميم حركة "حماس" على تطوير قدرات ومجالات عمل وحدة الكوماندوس البحري التابعة لها. ويخشى جيش الاحتلال أن تتجه "حماس" إلى التركيز على استخدام الكوماندوس البحري في تنفيذ عمليات التسلل إلى العمق الإسرائيلي كبديل عن عمليات التسلل التي تتم عبر الأنفاق الهجومية، في أعقاب نجاح إسرائيل في كشف عن عدد منها أخيراً.
ويدعي جيش الاحتلال أن "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة، تقوم بمحاولات حثيثة لتطوير وحدة الكوماندوس البحري من خلال التزود بالعتاد المناسب، إلى جانب القيام بتدريبات مكثفة بشكل متواصل.
وفي السياق، نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يوم الثلاثاء، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن جيش الاحتلال ضبط في معبر كرم أبو سالم، الذي يتم عبره نقل البضائع إلى قطاع غزة، بزّات خاصة بالغطس في عربة محملة بالملابس الرياضية المستوردة.





وحسب المصادر، فإن بزات الغطس كانت في طريقها لكتائب عز الدين القسام. وتنوه المصادر، بحسب ما نقلته الصحيفة، إلى أن الكوماندوس البحري يتزود بعتاد متطور وحديث في مؤشر على توجه "حماس" لمواصلة الاعتماد على هذه الوحدة في تنفيذ عمليات خلف خطوط جيش الاحتلال، كما حدث في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014.
وتشدد المصادر على أن "الكابوس" الذي تفزع منه المؤسسة الأمنية للاحتلال يتمثل بنجاح عناصر الكوماندوس البحري في التسلل إلى المنطقة الفاصلة بين ميناء أسدود ومدينة عسقلان والتمترس على اليابسة وإطلاق صواريخ من هناك على السفن التجارية التي ترسو في الميناء أو القطع الحربية التي تتواجد في القاعدة البحرية العسكرية الكبيرة التي تتواجد بالقرب من الميناء.
وتحذر المصادر العسكرية من إمكانية توجه "الكوماندوس البحري" لاستهداف حقول الغاز التي استولت عليها إسرائيل قبالة ساحل حيفا. ونقلت صحيفة "معاريف" أخيراً عن مصادر في سلاح البحرية الإسرائيلية قولها إن السلاح يجري تدريبات باستمرار لإحباط محاولات قد يقدم عليها "الكوماندوس البحري" التابع لحركة "حماس" للتسلل إلى حقول الغاز والسيطرة عليها وأسر العاملين فيها.
وتقدّر الدوائر العسكرية الإسرائيلية أن يفضي تمكن جيش الاحتلال من تحديد وتدمير الأنفاق الهجومية التي تحفرها "حماس" على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل إلى دفع الحركة لزيادة الاعتماد على الكوماندوس البحري. وفي السياق، يقول المعلق العسكري في صحيفة ميكور ريشون، أساف جيبور، إن هناك ما يدلل على أن "حماس" تتجه لاعتماد عمليات التسلل من خلال الكوماندوس البحري بدل العمليات التي كانت تقوم بها "نخبة الأنفاق"، التي نفذت معظم عمليات التسلل خلال الحرب الأخيرة، والتي أحرجت الجيش الإسرائيلي.
وفي تقرير نشرته الصحيفة، يوم الثلاثاء، ينقل جيبور عن مصادر عسكرية قولها إن ضبط بزات الغطس المخصصة لعناصر الكوماندوس البحري يمثل "جزءاً يسيراً من المحاولات التي تقوم بها الحركة من أجل تعزيز قوة وحضور هذه القوة". وتشير المصادر، بحسب ما يرد في التقرير، إلى أنه إذا كانت "حماس" قد استخدمت خلال الحرب الأخيرة الكوماندوس البحري في مهاجمة قاعدة زيكيم البحرية، التي تقع شمال القطاع، فإنه يرجح أن يكون هذا النمط من العمليات هو السائد في الحرب والمواجهات المقبلة. ويشدد جيبور على أن عناصر الكوماندوس البحري قد أصبحوا أبطالاً في نظر الفلسطينيين بعد الكشف عن شريط مصور صوره المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، موتي ألماز، لعملية التسلل التي قاموا بها إلى زيكيم وتم عرضه على مواقع إسرائيلية بعد الحرب، حيث نسف الشريط الرواية الأولية لجيش الاحتلال والتي زعم فيها أنه تمت تصفية عناصر الكوماندوس أثناء تواجدهم في البحر، في حين أظهر الشريط المصور أن عناصر الكوماندوس أمضوا 40 دقيقة داخل القاعدة ولم يتردد أحدهم في مطاردة دبابة إسرائيلية وقام بوضع عبوة ناسفة فوقها ومن ثم قام بتفجيرها. ويوضح جيبور أن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تؤكد أن الهالة التي تعاظمت حول الكوماندوس البحري ساعدت "كتائب القسام" على استقطاب عدد كبير من الشباب الفلسطيني، الذي بات الكثير منهم معني بالانضمام للوحدة.
وقد علق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أثناء العدوان على غزة، بني غانتس، على عملية زيكيم قائلاً: "لا شك أن عناصر حماس شجعان، من يطارد دبابة ويصرّ على وضع عبوة على ظهرها لا يمكن وصفه إلا بالشجاع".
وفي السياق، لم تتردد إسرائيل في الزعم أخيراً أنها أحبطت تهريب عدد من الطائرات بدون طيار لحركة "حماس". ووفقاً لادعاءات المتحدث بلسان الجيش الاحتلال فإن الهدف من محاولات "حماس" الحصول على هذه الطائرات هو تحسين قدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية عن منطقة "غلاف غزة" ورصد الأنشطة والتحركات العسكرية التي تتم فيها.