سلام المهزومين

31 مايو 2016
توزير ليبرمان رد إسرائيلي على دعوات السلام(مناحيم كهانا/فرانس برس)
+ الخط -
مصادقة الحكومة الإسرائيلية، أمس الإثنين، على ضم أفيغدور ليبرمان، وزيراً للأمن في الائتلاف الحاكم في تل أبيب، هو ذروة الرد الصهيوني، على كل دعوات السلام، الفرنسية والمصرية، والتي تم إحباطها، إسرائيلياً، في ظل اكتفاء الجانب الأميركي بالمشاهدة عن بُعد. هذه ليست المرة الأولى التي يرد فيها الكيان الصهيوني، على مبادرات السلام العربية، بتصعيد سياسي أو أمني. فقد سبق أن أطلق الجانب الإسرائيلي، عمليات عسكرية واسعة، بعد وقت قصير من إطلاق مبادرة السلام العربية في 2002.
اليوم يتكرر السيناريو نفسه، بضم مؤسس الحزب اليميني الصهيوني المتطرف "يسرائيل بيتينو" ليساند رجلاً لا يقل عنه تطرفاً، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في حكومة تضع على جدول أعمالها مسائل مثل "يهودية الدولة" وتغيير صياغات قانونية لجعل تنفيذ أحكام الإعدام بحق الفلسطينيين أكثر سهولة مما هو عليه الآن.
بغض النظر عن تفاصيل دعوات السلام المطروحة، إن كانت الفرنسية التي تميل لعقد مؤتمر دولي، أو المصرية التي تقترح عقد اجتماع فلسطيني-إسرائيلي، إلا أن الطرف العربي صاحب الدعوة، غير مؤهل، لا محلياً، ولا عربياً، ولا دولياً، لرعاية أي شيء يتعلق بـ"السلام". فالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري، وعبر انتخابات شكلية لاحقاً، لا يملك أي شيء، يجعل دعواته للسلام مقبولة، وخصوصاً أن المصريين أولى من غيرهم، إن كان الرئيس المصري يرغب بإطلاق أي حوار.
أما عن توقيت الدعوات الدولية لمحادثات سلام فلسطينية-إسرائيلية، فأقل ما توصف به، أنها "لغو" محض. فالفلسطينيون في أسوأ أوضاعهم الداخلية، إن كان على صعيد الانقسام بين "حماس" و"فتح"، أو داخل حركة "فتح" نفسها، أو عدم امتلاكهم رؤية ومشروع وطني جامع لهم. وما كان يُعرف بـ"دول المواجهة العربية" باتت اليوم إما دولاً "شبه فاشلة" إن تحدثنا عن مصر، أو دولاً ممزقة بفعل الاستبداد، والصراعات الأهلية، كما يحدث في سورية. ولن ننسى غول الإرهاب والطائفية المتربع في قلب المنطقة، بين العراق وسورية. فأي سلام يمكن أن يحدث، والعرب مهزومون بهذا القدر، ويتقاتلون فيما بينهم، بهذا القدر!
المساهمون