الأمم المتحدة تجدد اتهام النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات

28 مايو 2016
وصف أوبراين الوضع الإنساني في سورية بالمروع (الأمم المتحدة)
+ الخط -

 

وصف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أمس الجمعة، الوضع الإنساني في سورية بالـ"مروع"، متهماً النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

وجاءت أقوال أوبراين خلال إحاطة متلفزة من جنيف شاهدها مجلس الأمن في نيويورك، أكد خلالها أن "مواصلة التجويع والحصار واستخدامهما كسلاح حرب لهو أمر أعجز عن فهمه".

وأضاف: "لساني يعجز عن وصف معاناة السوريين وشرح ممارسات أطراف النزاع التي تؤدي إلى دمار البلاد والشعب".

وبين أن "الأمم المتحدة كانت قد تقدمت في خطتها لتقديم المساعدات لشهر مايو/ أيار وطلبت الوصول إلى 904 آلاف شخص في 35 منطقة. لكن السلطات السورية لم تمنح موافقتها الكاملة بالدخول إلا إلى 14 منطقة وموافقات مشروطة لتقديم المساعدات في ثماني مناطق أخرى".

وتابع "هذا يعني أن هناك أكثر من 40 في المائة من الذين نحتاج الوصول إليهم بشكل ملح لا يمكننا الوصول إليهم".

وأشار كذلك إلى أنه "حتى بعد موافقة السلطات السورية على الدخول وتقديم المساعدات لبعض المناطق، فإنها، وعلى الأرض، تقوم بإعاقة قدرة الأمم المتحدة بالوصول إلى المحتاجين".

وأشار في هذا الصدد إلى "استمرار إزالة المعدات الطبية من القوافل ومعدات الطوارئ، حيث أزيلت لوازم طبية لتقديم العلاج لأكثر من 650 ألف شخص على الرغم من الموافقة المسبقة على تلك المساعدات".

وناشد أوبراين ألا يتم رهن المساعدات الإنسانية بإحراز التقدم في المسار السياسي، كما طالب برفع الحصار بشكل فوري. 

ولفت إلى "تعرض المدنيين من الأطفال والنساء أكثر من غيرهم إلى العنف والأذى خلال السنوات الخمس الماضية"، مشيراً إلى أن "الهجمات العشوائية ضد المدنيين، بما في ذلك المستشفيات والأسواق، تمر دون أن يتم تنفيذ العقاب بحق مرتكبيها الذين يتجاهلون وبشكل كامل القانون الدولي الإنساني". 

وشدد أوبراين على أن "هناك أكثر من 592 ألف شخص يعيشون في مناطق محاصرة، وهذا يتضمن 452 ألف شخص محاصرون من قبل النظام السوري ويعيشون في ريف دمشق وحمص ومناطق أخرى في جميع أنحاء سورية". 

وأشار إلى "محاصرة داعش لأكثر 110 آلاف شخص بمنطقة دير الزور. ووجود عشرات الآلاف من المحاصرين في مخيم اليرموك ومنطقته، من قبل جماعات تنتمي إلى المعارضة، وكذلك النظام"، مبيناً أن "الحصار مستمر على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية والاقتتال".

وتابع: "الكثيرون يستفيدون من حصار المدنيين على كافة الجوانب، كما أنهم يستفيدون من التكلفة التي يدفعها المدنيون الأبرياء نتيجة السيطرة على البضائع".

وأشار إلى أن "الوضع في حلب يثير القلق وأدى إلى تشرد الآلاف"، موضحاً أن "مركز الأمم المتحدة في الجزء الغربي من البلاد تعرض للقصف بشكل متكرر. لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب عن السلوكيات التي تعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ويجب أن يحاسب كل المسؤولين عن ذلك وسيحاسبون يوماً ما".

وبحسب أوبراين، فإن "منظمات الأمم المتحدة تمكنت من الوصول إلى مناطق عدة وتقديم المساعادت فيها، بما في ذلك تطعيم ملايين الأطفال السوريين، بالرغم من كل تلك الصعوبات".

كما تمكن برنامج الإغاثة، وفق المسؤول الأممي، من "القيام بأربع وأربعين علمية إسقاط مساعدات على منطقة دير الزور المحاصرة، والتي شملت 762 طناً من المساعدات الغذائية، وصلت إلى نحو 100 ألف شخص".

ورغم ذلك، فإن "معدل الغذاء الذي وصل للمتضررين لا يصل في حجمه إلى معدل المساعدات المقدمة في قافلة واحدة"، طبقاً لأوبراين، والذي أكد "فداحة الوضع الإنساني".

وشهدت الجلسة نقاشاً بين كل من سفراء الولايات المتحدة، سامانثا باور، وبين سفير النظام السوري، بشار الجعفري، إلى الأمم المتحدة، إذ اعترض الأخير خلال إحاطته على ما ورد في تقرير أوبراين موجهاً إصبع الاتهام إلى الأمم المتحدة، طاعناً في صحة تقريرها.

وردت السفيرة الأميركية بالقول إن "ذلك يضر بسمعة الأمم المتحدة ومحاولاتها تقديم المساعدات الإنسانية، وهو يأتي من حكومة تنزع ألبان الأطفال من القوافل ولا ترد أو تكترث بالرد على طلبات الأمم المتحدة المتكررة وتوجه الاتهامات للأمم المتحدة عندما يعاني الناس من الجوع".

كذلك، قال أوبراين رداً على ادعاءات السفير السوري إن تقريره يعتمد على مصادر محلية وشهادات مباشرة وتوثيق لكل ما يرد فيه وأنه لن يتردد بتقديم الدليل في ما يخص البيانات التي تأتي في تقارير الأمم المتحدة.