العراق: مليشيات تخطف فلسطينياً.. والسفارة تلتزم الصمت

23 مايو 2016
المليشيات استهدفت الفلسطينيين العراقيين أكثر من مرة (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر أمنية ومحلية عراقية، اليوم الإثنين، عن اختطاف مواطن فلسطيني مقيم في بغداد من قبل مليشيات مسلحة يرجح انتماؤها لـ"حزب الله" العراقي، خلال مراجعته دائرة المجلس البلدي في منطقة البلديات شرقي بغداد بناء على استدعاء من دائرة الاستخبارات.

ووفقاً لمصادر أمن عراقية لـ"العربي الجديد"، فقد "اختطف الفلسطيني خالد أبو النار من أمام دائرة المجلس البلدي، وعلى مرأى من حراس المقر ودورية الشرطة، على يد مسلحين يستقلون سيارات تحمل لوحات وزارة الداخلية".

غير أن رابطة فلسطينيي العراق أصدرت بياناً، أكدت فيه اختطاف أبو النار داخل المبنى البلدي، وقالت "تعرض مواطن فلسطيني للاختطاف وسط بغداد خلال مراجعته للمجلس البلدي بطلب من استخبارات وزارة الداخلية في منطقة البلديات التي تعتبر أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين".

وأوضحت أن "المواطن الفلسطيني، خالد أبو النار، أحد سكان مجمع البلديات للاجئين الفلسطينيين، طلبت منه استخبارات وزارة الداخلية العراقية الحضور إلى المجلس البلدي للمنطقة، فاختفى هناك، ولم يعد".

وبحسب بيان الرابطة، فإن "استخبارات وزارة الداخلية كانت توزع استمارات خاصة على اللاجئين تحذرهم فيها من بيع شققهم أو التصرف بها، وحينما وصلوا إلى شقة أبو النار، لم يجدوه حيث كان في الخارج لشراء بعض حاجيات المنزل، فأبلغوا زوجته بضرورة حضوره إلى المجلس البلدي".

وتوجه أبو النار إلى "مبنى المجلس البلدي في المنطقة وفقاً لطلب دائرة الاستخبارات مصطحباً معه الاستمارة التي وزعتها الاستخبارات وأعطت نسخة منها لأسرته، ودخل المبنى ولم يخرج منه ثانيةً"، طبقاً للبيان، لكن مصادر "العربي الجديد" بينت أنه اختطف من أمام المبنى.

وبيّنت الرابطة أن "أسرة أبو النار، وبعد تأخره عن المنزل، اتصلت على جواله الشخصي، فوجدوه خارج نطاق التغطية، فبادروا بمراجعة المجلس البلدي لمعرفة مصيره، ولدى سؤالهم رئيس المجلس البلدي وموظفيه عنه أنكروا معرفتهم بالأمر مطلقاً، وأن شخصاً بهذا الاسم لم يصل المجلس".

ويعمل أبو النار مشرفاً على جامع القدس في مجمع البلديات الذي يقطنه اللاجئون الفلسطينيون، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة خلال العام الماضي.

وطالبت رابطة فلسطينيي العراق، السفير الفلسطيني لدى بغداد، بضرورة التحرك العاجل للكشف عن مصير أبو النار، ومعرفة مصير كل من اختطف من فلسطينيي العراق، خلال الفترة الماضية والعمل على إطلاق سراحهم جميعاً أو كشف مصيرهم.

كما دعت، الحكومة العراقية، لضرورة إيقاف ما أسمته "مسلسل الاعتقالات العشوائية"، التي يتعرض لها الفلسطينيون في العراق منذ سنوات وحتى اليوم.

كذلك، حثت أسرة أبو النار، السفير الفلسطيني في بغداد، لـ"التحرك الفوري للكشف عن مصير خالد قبل أن يحصل له مكروه في ظل عمليات الاختطاف المستمرة في العاصمة بغداد، والتي تشنها بين الحين والآخر مليشيات طائفية مسلحة".

وتلتزم السفارة الفلسطينية في بغداد الصمت حيال عمليات خطف واغتيال الفلسطينيين أو تهجيرهم من منازلهم عبر رسائل التهديد بالقتل التي تصلهم بين الحين والآخر، فيما تغض حكومة حيدر العبادي، الطرف عن تلك الجرائم.

ويوجد نحو سبعة آلاف فلسطيني في العراق، غالبيتهم في بغداد، بعد هجرة عشرات الآلاف إلى دول أوربية مختلفة بسبب الاستهداف الطائفي على يد المليشيات.

ويتعرض الفلسطينيون في العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم لحملة اعتقالات عشوائية وتصفيات جسدية، وعمليات اختطاف منظمة طاولت العشرات منهم في مختلف أنحاء العاصمة العراقية بغداد.

وكانت أشد حملة تعرض لها مجمع البلديات للاجئين الفلسطينيين جرت عام 2007، حين تعرض المجمع للعديد من الهجمات شنتها المليشيات الطائفية أسفرت عن قتل واختطاف العشرات من الفلسطينيين.

وقتل أكثر من 234 فلسطينيا بين عامي 2003 -2008 في العراق على يد المليشيات المدعومة من إيران، أغلبهم قتلوا في العاصمة بغداد أو اختطفوا في نقاط تفتيش وهمية أقامتها المليشيات في شوارع العاصمة، ثم وجدت جثثهم في وقت آخر على أطراف العاصمة.

ولم تتوقف عمليات استهداف الفلسطينيين بعد عام 2008 لكنها كانت متقطعة، ولا توجد إحصائية دقيقة للمختطفين والمقتولين بين عام 2008 و2016 حتى الآن.