المعارضة السورية تتقدم على حساب فصيلين مواليين لـ"داعش" بدرعا

08 ابريل 2016
المعارضة سيطرت على بلدة تسيل في الريف الغربي لدرعا(Getty)
+ الخط -
أحرزت فصائل المعارضة، جنوبي سورية، اليوم الجمعة، المزيد من التقدم في القتال الذي تخوضه ضد حليفي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في محافظة درعا، تنظيمي "شهداء اليرموك" و"حركة المثنى الإسلامية"، بعد سيطرتها على بلدة تسيل في الريف الغربي، وسط تواصل المعارك في بلدة عين ذكر المجاورة، فيما واصل "داعش" معاركه ضد "جبهة النصرة" جنوب دمشق، كما أعلن عن إطلاق سراح 300 عامل اختطفهم يوم الثلاثاء الماضي.

طرد "داعش" من بلدة تسيل

وقال الناشط الإعلامي، مشعل الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "فصائل المعارضة المسلحة سيطرت على بلدة تسيل بعد حصارها، ما أدى لانسحاب لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية المبايعين لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، نحو مقراتهم المجاورة في بلدات نافعة وعين ذاكر والشجرة القريبة من الحدود الأردنية".

ولفت الناشط إلى أن "فصائل لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى عادت إلى مواقعها السابقة قبيل هجومها وسيطرتها على عدة قرى وبلدات الشيخ سعد وعدوان وسحم الجولان وتسيل، لتقوم فصائل المعارضة المسلحة في المنطقة الجنوبية باستعادة جميع القرى والبلدات التي تقدمت فيها فصائل التنظيم أخيراً".

وأضاف أن "فصائل المعارضة المسلحة أعلنت عبر مآذن المساجد حظراً للتجوال في بلدة تسيل، ليتمكن مقاتلوها من تمشيطها كاملة خوفاً من وجود أي عبوات ناسفة أو مفخخات من مخلّفات مسلحي فصيلي لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى المبايعة لتنظيم داعش"، مضيفاً أن المعارضة "مستمرة بتقدمها على حساب فصائل مبايعة لتنظيم داعش في ريف درعا، جنوبي البلاد، استكمالاً لتحرير المنطقة منهم، إذ أعلن المجلس العسكري الأعلى في مدينة نوى بلدات نافعة والشجرة وعين ذكر، مناطق عسكرية، ودعا المدنيين إلى الابتعاد عن الأهداف العسكرية وذلك حفاظا على سلامتهم".

وعدّ الناشط "سيطرة المعارضة على بلدة تسيل بمثابة هدم جدار الدفاع الأول عن مناطق سيطرة داعش والفصائل المنضمّة إليها في المنطقة الغربية من ريف درعا وصولاً إلى هضبة الجولان المحتل".

من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم "المجلس العسكري" في مدينة نوى، الذي يقود العمليات العسكرية حالياً ضد التنظيمين، يونس الخليل، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد استعادة بلدة تسيل، والتي تبعد سبعة كيلومترات عن مدينة نوى، اتجه مقاتلو المعارضة إلى بلدة عين ذكر المجاورة".

وتوقع أن "تتمّ السيطرة عليها قريباً، على أن يتمّ بعدها التوجه إلى البلدات الأخرى، التي لا تزال بيد حليفي داعش، وهي الشجرة ونافعة وجملة وصيصون وبيت اره وكوية ومعربة، بالإضافة إلى بعض القرى الصغيرة الأخرى، وجميعها في الجنوب الغربي من المحافظة، وبالقرب من المثلث الحدودي الأردني ـ السوري ـ الفلسطيني".

وأضاف أن "الهجوم لن يتوقف حتى استعادة جميع هذه المناطق، والقضاء على عصابة داعش في الجنوب السوري".

ولفت الخليل إلى أنه "في الوقت الحاضر، لم تصل إمدادات للتنظيمين (اليرموك والمثنى)، نظراً لأن مقاتلي المعارضة يحكمون سدّ المنافذ الواصلة لتجمّع هؤلاء في الريف الجنوبي الغربي، لكن منذ خمسة أشهر وصل عدد كبير من أفراد داعش إلى درعا من الشمال، بالتنسيق مع حركة المثنى الإسلامية".

وأشار إلى أن "للتنظيمين علاقات واسعة مع داعش في الشمال السوري، كما يتزوّدان بالأسلحة عبر شرائها بتمويل من ضباط جيش النظام، الذين يسعون لإغراق محافظة درعا بالفوضى والتطرف، لمنع توحيد جهود فصائل المعارضة ضد قوات النظام".

وحول أهداف هذا التحرك لـ"داعش"، رأى الخليل أنهم "أرادوا السيطرة على مدينة نوى وعلى تل الجموع وتل الجابية، بغية تسليمها بعد فترة للنظام، كما فعلوا في مدينة تدمر".

وأضاف أن "المجلس العسكري الأعلى في مدينة نوى، مكلّف بالتواصل مع بعض عناصر وقادة هذين التنظيمين بهدف إقناعهم بتركها، وقد انشقّ عدد منهم، كما قُتل آخرون خلال المعارك"، مؤكداً أن "المعارك لن تتوقف حتى يتم تطهير درعا بالكامل من هؤلاء المتطرفين".

وبخصوص إذا ما كان هناك دعم من "غرفة الموك" بالأردن لعمليات فصائل المعارضة الحالية، أو تم طلب إسناد من طيران التحالف، كما حصل مع مقاتلي المعارضة في بلدة الراعي بحلب، أجاب خليل أنه "لم يتم طلب دعم من الموك ولا إسناد من طيران التحالف ولا حتى قصف بالمدفعية من الأردن".

لكنه أكد "حاجة فصائل المعارضة إلى مزيد من الأسلحة لحسم المعارك مع هذين التنظيمين، وهناك حاجة ماسة بشكل خاص للذخيرة"، مطالباً "غرفة الموك" بتقديم الدعم المطلوب للفصائل العسكرية.

كما اتهم الخليل الفصيلين بـ"التعاون مع النظام لشرذمة جبهة درعا"، مشدّداً على أنهما "لم يقاتلا النظام منذ أكثر من عام"، وكال الاتهامات لـ"حركة المثنى الإسلامية" بـ"تسليم اللواء 82 في الشيخ مسكين، والانسحاب غير المبرر من المدينة، وقطع الطريق على التعزيزات الآتية من الريف الشرقي".

وحمّل الخليل التنظيمين المسؤولية عن غالبية الاغتيالات التي حصلت بالمحافظة خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف أنه "منذ فترة تم اقتحام أحد مقرات حركة المثنى الإسلامية، وقد وُجد فيه المحافظ يعقوب العمار وطفل، كانا محتجزين حتى يحضر والد الطفل ويسلّم نفسه. وبحسب عائلة العمار، فقد طلبوا فدية مقدارها 25 مليون ليرة سورية (حوالي 114 ألف دولار)، ليتم إطلاق سراح المحافظ". وأوضح الخليل أنه "تم تحريرهما مع 12 شخصاً آخرين"، مشيراً إلى أن "غالبية الاعتقالات والمفقودين والجثث، كان يُعثر عليها في المناطق التي تسيطر عليها حركة المثنى الإسلامية".

وتأتي هذه التطورات بعدما سيطر مقاتلو المعارضة، يوم الخميس، على بلدتي عدوان وسحم الجولان، وهما من المعاقل الهامة لتحالف "حركة المثنى الإسلامية" و"لواء شهداء اليرموك".

من جهته، أعلن "المجلس العسكري الأعلى" في مدينة نوى، بلدتي تسيل وعدوان مناطق عسكرية، طالباً من المدنيين إخلاء البلدتين، وحذّر الأهالي من الاقتراب من مقرات "لواء شهداء اليرموك" و"حركة المثنى" الإسلامية.

..وانتزاع السيطرة على معمل "الصيني"

في غضون ذلك، سيطرت فصائل من المعارضة على معمل الإسمنت "الصيني" الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في منطقة البادية، شرق مدينة الضمير، قرب دمشق، بعد مواجهاتٍ سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.

 وقال أبو البراء، قائد فصيل "المغاوير" في قوات "الشهيد أحمد العبدو" التابعة للجيش الحر، لـ"العربي الجديد" إن "السيطرة على المعمل جاءت عقب اشتباكات عنيفة استعدنا على إثرها ثماني نقاط "، كما أشار إلى أن "الاشتباكات ما تزال مستمرة على رقعة واسعة من الأرض، تمتد من الحماد السوري شرقاً الى مثلث البطمة ومدينة الضمير جنوباً" .

وأوضح أن "مسلحي داعش، بعد انسحابهم من تدمر والقريتين، اتجهوا إلى منطقة القلمون الشرقي وأطراف الغوطة، ليقوم النظام بدوره بالانسحاب من القطع المتفرقة في المنطقة إلى مطاري الضمير والسين، تاركاً المجال لداعش للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في القلمون الشرقي، لفرض مزيدٍ من الضغط على المعارضة" ، على حد قوله.





معارك بين النصرة و"داعش" جنوبي دمشق

بموازاة ذلك، انسحبت عناصر جبهة "النصرة" من حي الجورة التابع لحي العسالي، جنوب دمشق، بعد هجوم عنيف تعرضت له من قبل مجموعات مؤازرة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قادمة من منطقة الحجر الأسود، جنوب دمشق.

وأكدت مصادر خاصة مقتل أكرم الحلبي، شقيق حسام الحلبي أبو مجاهد، المسؤول الشرعي في تنظيم "داعش"، إضافة إلى مقتل 3 عناصر آخرين سحبت "النصرة" جثتي اثنين منهم، وارتفاع عدد الأسرى من الطرفين. وقالت المصادر إن "النصرة تمكنت من أسر ما يقارب الـ12 عنصراً من تنظيم داعش خلال الـ24 ساعة الماضية".



"داعش" يطلق سراح 300 عامل

إلى ذلك، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم "داعش"، إن الأخير أطلق سراح نحو 300 عامل تم إيقافهم في المعمل الصيني في القلمون الشرقي، بعد سيطرة قوات "داعش" عليه، يوم الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن مقاتلي "داعش" قاموا بنقل العمال إلى مكان آمن حيث تلقوا الرعاية الطبية والغذاء، وأخضعوهم لتحقيقات بهدف التعرف على غير المسلمين أو إن كان ثمة عناصر للنظام متخفين بينهم.

وحسب وكالة "أعماق"، فقد اكتشف مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" وجود نحو 20 عنصراً من مليشيا "اللجان الشعبية" بين العمال، كما أن أربعة من العمال تم إعدامهم لانتمائهم إلى الطائفة الدرزية.

كما أعلنت وكالة "أعماق"، أن "مسلحي التنظيم قتلوا عشرين عنصراً من قوات النظام، في مواجهات دارت بعد توجه رتلٍ من مطار الضمير العسكري شرقاً، في محاولةٍ منه استعادة تل أبو الشامات، الذي سيطر عليه التنظيم مؤخراً"، مشيرة إلى أن "مسلحي التنظيم دمروا ثلاث دباباتٍ وناقلة جند مدرعة بالصواريخ الموجهة، ومن ثم انسحب ما تبقى من الرتل"، وفقاً للوكالة.


"النصرة" تسلّم طياراً لـ"أحرار الشام"

في سياق متصل، سلّمت "جبهة النصرة"، مساء اليوم، حركة "أحرار الشام" الإسلامية، الطيار الذي أسقط بعدما أصيبت طائرته بمنطقة العيس، جنوب حلب، الثلاثاء الماضي.

ولم يصدر عن الحركة أي تعليق على الموضوع، في حين أنها لم تبيّن كيفيّة إسقاط الطائرة، مقتصرةً على إعلانها عن إسقاط "طائرة حربية كانت تنفذ غارات جوية على المناطق المحررة في ريف حلب الجنوبي"، يوم الثلاثاء الماضي، وفقاً لما جاء في حسابها الرسمي.

غارات للنظام جنوب إدلب

إلى ذلك، شنّت طائرة حربية تابعة للنظام السوري، ظهر اليوم، ثلاث غارات جوية على محيط مدينة كفرنبل، بجبل الزاوية، جنوب مدينة إدلب، شمالي سورية، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين بجراح. كما طاول القصف بلدات الهبيط وكنصفرة، دون ورود أنباء عن إصابات، وقتل مدني آخر بقصف للطائرات الروسية على مدينة سراقب، شرق إدلب، مساءً.

وألقت طائرة مروحية عدة أسطوانات مملوءة بالمواد المتفجرة، على قرية كفرشلايا، بجبل الزاوية، بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة، لم تسفر عن أي إصابات بشرية، فيما قتل مدني في قرية الزعينية، غرب مدينة جسر الشغور، بقصف مدفعي وصاروخي استهدف القرية، مصدره قوات النظام الموجودة بجبل الأكراد، شمال اللاذقية.

وفي حلب، استهدف عناصر وحدات حماية الشعب (الكردية) المنضوية ضمن قوات سورية الديمقراطية، مدينة إعزاز، شمال غرب حلب، بعدة قذائف "هاون"، بالتزامن مع خروج تظاهرة كبيرة، في جمعة أطلقوا عليها "حلب تثأر"، ولم يسفر القصف عن أي إصابات بشرية.