الرزازة.. "معبر الموت" العراقي الذي يبتلع النازحين

23 ابريل 2016
اختفى نحو 1800 مدني على حاجز الرزازة (Getty)
+ الخط -
يثير حاجز الرزازة، قرب مدينة كربلاء، الفزع لدى النازحين العائدين إلى مناطقهم التي استعادتها القوات العراقية بعد معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ولدى سائقي المركبات وناقلي البضائع بين الأنبار وكربلاء، لتضاف معاناة أخرى للنازحين والمواطنين.

ويمرّ من خلال معبر الرزازة النازحون الفارون من معارك الأنبار نحو بغداد أو العائدون إليها، وهو الذي تسيطر عليه مليشيات "الحشد الشعبي" ويطلق عليه الأنباريون "معبر الموت"، لأنه ابتلع المئات منهم حين خطفتهم المليشيات، ليعثر على جثث بعضهم، فيما لا يزال مصير المئات منهم مجهولاً.

ويطالب أهالي ووجهاء الأنبار الحكومة العراقية بإبعاد مليشيات الحشد عن المعبر، والكشف عن مصير أبنائهم المختطفين، فيما قال الناشط الإعلامي، مؤيد الفلوجي، إن "الرزازة بمثابة معبر الموت بالنسبة لأهالي الأنبار، ويجب على الحكومة أن تنهي هذا الوضع الإجرامي الشاذ، وتعمل ولو لمرة واحدة على إرجاع هيبة الدولة والقانون".

وأطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسم "#سيطرة_الرزازة"، نشروا فيه مقاطع تسجيلية وصوراً تظهر مدنيين اعتقلتهم مليشيات "حزب الله"، التي تسيطر على المعبر، أظهرت تعرّض المختطفين لتعذيب شديد وإعدامات ميدانية.

واختفى عند هذا المعبر منذ عدة أشهر أكثر من 1800 نازح، كانوا يرومون الوصول إلى بغداد، فارين من جحيم المعارك في الرمادي، ولا يعرف مصيرهم حتى اليوم رغم المطالبات المستمرة لسياسيين ووجهاء وناشطين للكشف عن مصيرهم.

وطالب مجلس الأنبار في ديسمبر/ كانون الأول 2015، ذوي المختطفين بتقديم أسماء أبنائهم عند معبر الرزازة إلى لجنة حقوق الإنسان لمتابعة الأمر عند الحكومة العراقية، لكن الحكومة العراقية أفرجت عن 67 شخصاً فقط من أهالي الأنبار المختطفين في المعبر، وسلّمتهم لقيادة عمليات سامراء، غير أن مصير 1500 آخرين لا يزال مجهولاً، وذلك بعد ضغط أميركي، بحسب مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد".

ولا يقتصر الأمر على الاختطاف بل يشمل المساومة والابتزاز لسائقي المركبات وشاحنات نقل البضائع والسلع بين الأنبار وكربلاء، فلا تمر مركبة إلّا بعد دفع مبلغ من المال يصل إلى 200 دولار أميركي وأكثر.

ويشكو سائقو المركبات من تعرضهم للابتزاز على يد القوات العراقية والمليشيات المساندة لها عند معبر الرزازة، وتعرضهم للشتم والاعتداء وسلب بضائعهم وأموالهم وإجبارهم على دفع مبلغ مالية مقابل مرورهم.

وتركز المليشيات الموجودة عند معبر الرزازة على اعتقال من يحملون أسماءً تشير صراحة إلى طائفة النازح أو المواطن، وهؤلاء يتم إعدامهم مباشرة، بحسب المصادر، فيما يختفي الآخرون بعد نقلهم إلى أماكن مجهولة.

وكان تسجيل مسرّب نشره ناشطون أظهر قيام مليشيات حزب الله في معبر الرزازة، باختطاف مجموعة من النازحين من الأنبار، ثم قام عناصر المليشيا بقطع آذانهم بالسكاكين. وأظهر تسجيل آخر قيام المليشيات بإعدام العشرات من النازحين في الصحراء والذين اختطفتهم عند معبر الرزازة الذي أصبح الاقتراب منه يعني الموت المحتوم.

ولم يسلم الأطفال النازحون من الاختطاف، بحيث أكد ناشطون مدنيون أن المليشيات المسيطرة على المعبر اختطفت قبل عدة أيام طفلاً من الأنبار في العاشرة من عمره، ولا أحد يعرف عنه شيئاً حتى اللحظة.
المساهمون