عادت المواجهات المسلحة بين قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له من جهة، والقوات الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" من جهة ثانية، لتخرق حالة الهدوء المستمرة منذ سنوات في مناطق الجزيرة السورية، التي بات الطرفان يتقاسمان السيطرة عليها بعد نجاح القوات الكردية في شهر فبراير/ شباط الماضي من طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من آخر معاقله في محافظة الحسكة، أقصى شمال شرق سورية.
وكشفت مصادر ميدانية متقاطعة، لـ"العربي الجديد"، أن المواجهات التي استمرت أمس الخميس بشكل متقطع بين قوات مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام من جهة، ومليشيات الأسايش، وهي قوات الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية الكردية التي يهيمن عليها حزب "الاتحاد الديمقراطي"، اندلعت إثر إطلاق عناصر من قوات الدفاع الوطني النار على دورية شرطة مرور تابعة لقوات الأسايش عند دوار السبع بحرات وسط مدينة القامشلي صباح الأربعاء، ليندلع اشتباك بين الطرفين ويتطور إلى اشتباكات أوسع في أحياء وسط وشرق مدينة القامشلي، تزامنت مع حملات اعتقال متبادلة.
ولفتت المصادر إلى أن الاشتباك الأول جاء بعد أن قامت قوات النظام باعتقال عنصرين من "الأسايش" الثلاثاء الماضي، داخل مدينة القامشلي، ونقلتهما إلى العاصمة دمشق جنوباً، ما أدى إلى حدوث حالة من التوتر بين الطرفين، لينتج عن ذلك حادثة إطلاق النار في منطقة السبع بحرات بين الطرفين، قبل أن تطلب قوات "الأسايش" تعزيزات من وحدات "حماية الشعب" الكردية، لتدور مواجهات عنيفة داخل مدينة القامشلي.
ونتج عن الاشتباكات مقتل عشرة من عناصر قوات الدفاع الوطني، جثث ستة منهم بيد قوات "الأسايش"، بالإضافة لسقوط عدد من الجرحى في صفوف قوات النظام، في مقابل مقتل عنصر واحد من قوات "الأسايش" وإصابة أربعة آخرين، بحسب مصادر طبية في القامشلي. كما أفادت وكالة "رويترز" بأن ما لا يقل عن 40 مقاتلاً موالياً للنظام استسلموا للقوات الكردية أمس الخميس في مدينة القامشلي.
ولفتت المصادر إلى أنّ الاشتباكات العنيفة التي دارت في منطقة المربع الأمني وسط مدينة القامشلي، أسفرت عن سيطرة "الأسايش" على سجن "علايا" شرقاً، و"المخبز الآلي السياحي" ضمن مدينة القامشلي، ونتجت عن الاشتباكات حالة من الذعر في صفوف المدنيين، الذين اضطروا إلى مغادرة منطقة المربع الأمني ومناطق الاشتباك الأخرى بعد سقوط العديد من الجرحى في صفوفهم. وأشارت المصادر إلى أنّ "عناصر "الأسايش" استهدفوا مراكز قوات النظام داخل المدينة بقذائف مضادة للدروع، ودمروا سيارة كانت متوقفة أمام أحد المراكز بقذيفة "آر بي جي"، وسط تحليق مكثف لطائرات النظام في سماء المنطقة من دون تنفيذ أي غارة".
وأكد الناشط في "اتحاد شباب الحسكة" أحمد أبو خليل، لـ"العربي الجديد"، استمرار الاشتباكات أمس في بعض مناطق القامشلي خصوصاً في محيط المربع الأمني، فيما قال شهود عيان إن دوي انفجار سُمع في وسط مدينة القامشلي ناجم عن انفجار يُعتقد أنه بسيارة قرب منطقة الوحدة.
اقــرأ أيضاً
ولفت المتحدث الرسمي باسم تيار "المستقبل" الكردي في سورية، جيان عمر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تندلع فيها اشتباكات بين "الاتحاد الديمقراطي" والنظام السوري في محافظة الحسكة، معتبراً أن مثل هذه الاشتباكات لا تعدو كونها "خروقات روتينية تحصل بسبب استفزازات من عناصر الطرفين تتطوّر إلى مواجهات مسلّحة يسقط فيها ضحايا من الطرفين، ولكن في نهاية المطاف تقوم القيادة السياسية العليا لحزب الاتحاد الديمقراطي ونظام الأسد باحتواء الحادث وفرض وقف إطلاق النار على الأرض والعودة إلى الوضع السابق المُتفق عليه في تقاسم إدارة المنطقة".
ولفت عمر إلى أن "الطرفين قاما في الماضي أيضاً بمسرحيات مماثلة لتحقيق أهداف معينة متفق عليها مسبقاً وتحتاج بالضرورة إلى هكذا اشتباكات لجعلها واقعية، كما فعلا في حادثة المعارك المفتعلة التي وقعت بينهما قبل أكثر من عامين في منطقة كرزيرو في ريف المالكية حيث حقول الغاز الطبيعي، ولذلك فما حصل يوم الأربعاء في القامشلي جاء كتمثيلية لها أهداف يقصدها الطرفان اللذان لا يباليان بموت عناصرهم في سبيل تحقيق أهدافهما بل على العكس تماماً، إذ يوفر لهما سقوط هؤلاء الضحايا إمكانية المتاجرة بدمائهم لاحقاً وربط عوائلهم بهما أيضا".
واستبعد عمر تطوّر الصراع بين "الاتحاد الديمقراطي" والنظام السوري إلى صِدام شامل يُنهي العلاقة القائمة على تقاسم السيطرة على الجزيرة السورية بينهما في المدى المنظور، "كون أي من الطرفين لا يمكن له الاستمرار في محافظة الحسكة من دون وجود الآخر، والاثنان لهما مصالح تجمعهما وتوثّق هذه العلاقة"، مضيفاً: "لا يُمكن لنظام الأسد الاستغناء عن محافظة الحسكة نظراً لتركّز النفط والغاز والمحاصيل الزراعية فيها، كما لا يمكن لحزب الاتحاد الديمقراطي الاستغناء عن نظام الأسد، بسبب عداوات الحزب مع أحزاب المجلس الوطني الكردي والشارع الكردي السوري المؤيد لها"، لافتاً إلى أن "خروج النظام من منطقة الجزيرة سيُوقع حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته في صدام مباشر مع الشارع الكردي المؤيد لأحزاب المجلس الوطني الكردي، خصوصاً مع امتلاك المجلس الكردي قوات البشمركة، التي يبلغ تعدادها عشرة آلاف مقاتل موجودين حالياً في إقليم كردستان العراق بانتظار الدخول إلى المناطق الكردية السورية، وما يمنعهم هو رفض النظام السوري الذي يُهدد بقصفهم في حال دخولهم".
كما أشار إلى أن "الاتحاد الديمقراطي" سيكون في حال انسحاب النظام من الحسكة عرضة لهجمات مليشيات العشائر العربية الموالية للنظام والتي يكبحها النظام حالياً، معتبراً أن "هذا ما يبرر مصلحة حزب الاتحاد الديمقراطي ببقاء قوات النظام في محافظة الحسكة، وهو ما يبرر أيضاً مصلحة النظام بوجود نفوذ كبير لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق التي يتواجد بها النظام في الحسكة".
وكشفت مصادر ميدانية متقاطعة، لـ"العربي الجديد"، أن المواجهات التي استمرت أمس الخميس بشكل متقطع بين قوات مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام من جهة، ومليشيات الأسايش، وهي قوات الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية الكردية التي يهيمن عليها حزب "الاتحاد الديمقراطي"، اندلعت إثر إطلاق عناصر من قوات الدفاع الوطني النار على دورية شرطة مرور تابعة لقوات الأسايش عند دوار السبع بحرات وسط مدينة القامشلي صباح الأربعاء، ليندلع اشتباك بين الطرفين ويتطور إلى اشتباكات أوسع في أحياء وسط وشرق مدينة القامشلي، تزامنت مع حملات اعتقال متبادلة.
ونتج عن الاشتباكات مقتل عشرة من عناصر قوات الدفاع الوطني، جثث ستة منهم بيد قوات "الأسايش"، بالإضافة لسقوط عدد من الجرحى في صفوف قوات النظام، في مقابل مقتل عنصر واحد من قوات "الأسايش" وإصابة أربعة آخرين، بحسب مصادر طبية في القامشلي. كما أفادت وكالة "رويترز" بأن ما لا يقل عن 40 مقاتلاً موالياً للنظام استسلموا للقوات الكردية أمس الخميس في مدينة القامشلي.
ولفتت المصادر إلى أنّ الاشتباكات العنيفة التي دارت في منطقة المربع الأمني وسط مدينة القامشلي، أسفرت عن سيطرة "الأسايش" على سجن "علايا" شرقاً، و"المخبز الآلي السياحي" ضمن مدينة القامشلي، ونتجت عن الاشتباكات حالة من الذعر في صفوف المدنيين، الذين اضطروا إلى مغادرة منطقة المربع الأمني ومناطق الاشتباك الأخرى بعد سقوط العديد من الجرحى في صفوفهم. وأشارت المصادر إلى أنّ "عناصر "الأسايش" استهدفوا مراكز قوات النظام داخل المدينة بقذائف مضادة للدروع، ودمروا سيارة كانت متوقفة أمام أحد المراكز بقذيفة "آر بي جي"، وسط تحليق مكثف لطائرات النظام في سماء المنطقة من دون تنفيذ أي غارة".
وأكد الناشط في "اتحاد شباب الحسكة" أحمد أبو خليل، لـ"العربي الجديد"، استمرار الاشتباكات أمس في بعض مناطق القامشلي خصوصاً في محيط المربع الأمني، فيما قال شهود عيان إن دوي انفجار سُمع في وسط مدينة القامشلي ناجم عن انفجار يُعتقد أنه بسيارة قرب منطقة الوحدة.
ولفت المتحدث الرسمي باسم تيار "المستقبل" الكردي في سورية، جيان عمر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تندلع فيها اشتباكات بين "الاتحاد الديمقراطي" والنظام السوري في محافظة الحسكة، معتبراً أن مثل هذه الاشتباكات لا تعدو كونها "خروقات روتينية تحصل بسبب استفزازات من عناصر الطرفين تتطوّر إلى مواجهات مسلّحة يسقط فيها ضحايا من الطرفين، ولكن في نهاية المطاف تقوم القيادة السياسية العليا لحزب الاتحاد الديمقراطي ونظام الأسد باحتواء الحادث وفرض وقف إطلاق النار على الأرض والعودة إلى الوضع السابق المُتفق عليه في تقاسم إدارة المنطقة".
ولفت عمر إلى أن "الطرفين قاما في الماضي أيضاً بمسرحيات مماثلة لتحقيق أهداف معينة متفق عليها مسبقاً وتحتاج بالضرورة إلى هكذا اشتباكات لجعلها واقعية، كما فعلا في حادثة المعارك المفتعلة التي وقعت بينهما قبل أكثر من عامين في منطقة كرزيرو في ريف المالكية حيث حقول الغاز الطبيعي، ولذلك فما حصل يوم الأربعاء في القامشلي جاء كتمثيلية لها أهداف يقصدها الطرفان اللذان لا يباليان بموت عناصرهم في سبيل تحقيق أهدافهما بل على العكس تماماً، إذ يوفر لهما سقوط هؤلاء الضحايا إمكانية المتاجرة بدمائهم لاحقاً وربط عوائلهم بهما أيضا".
كما أشار إلى أن "الاتحاد الديمقراطي" سيكون في حال انسحاب النظام من الحسكة عرضة لهجمات مليشيات العشائر العربية الموالية للنظام والتي يكبحها النظام حالياً، معتبراً أن "هذا ما يبرر مصلحة حزب الاتحاد الديمقراطي ببقاء قوات النظام في محافظة الحسكة، وهو ما يبرر أيضاً مصلحة النظام بوجود نفوذ كبير لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق التي يتواجد بها النظام في الحسكة".