لبنان: قوى سياسية تحذر من انهيار مؤسسات الدولة

06 مارس 2016
دعوة لتهدئة التوترات الداخلية بلبنان (Getty)
+ الخط -

رأى وزير المال اللبناني علي حسن خليل (حركة أمل)، أن المنطقة تواجه مشروع تقسيم وتفتيت على "أساس طائفي ومذهبي"، واعتبر أن الوقت في لبنان "ليس للمزايدات في ظل حريق المنطقة، بل للتفتيش عن اللقاء في ما بيننا لتجميد الخلافات وتحييدها قدر الإمكان، بما يسمح لنا أن ننطلق مجدداً نحو إعادة بناء دولتنا التي نريد".

ولفت في مهرجان سياسي لحركة أمل، إلى أنه انطلاقاً من هذا الأساس "عمل الرئيس بري خلال الفترة الماضية على تخفيض مستوى التوتر في العلاقات الداخلية، لأنه كان يعرف مخاطر وحجم الاشتباك الدولي الحاصل على مستوى المنطقة".

وأشار خليل إلى أن ما يجري في المنطقة من اليمن إلى العراق وسورية وصولاً إلى لبنان، "يحتاج إلى نوع آخر من التفاهمات الإقليمية يبدأ بإعادة رسم للعلاقات السعودية ــ الإيرانية، وانتباه لما يخطط دولياً لهذه المنطقة بين أميركا وروسيا وغيرهما".

ودعا خليل إلى توسيع "مساحات الحوار في ما بيننا، وأن نقزّم قدر الإمكان مساحات الاختلاف، وهذا ما حرص عليه الرئيس بري من خلال الاستمرار بالحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، وهو حوار في غاية الأهمية والضرورة وربما يكون هو الوحيد في العالم بين السنّة والشيعة على هذا المستوى". وأكّد أن هناك حاجة إلى "إعادة قراءة لآلية تطبيق دستورنا"، معتبراً أنه من غير "المسموح أن نبقى من دون انتخاب رئيس للجمهورية".

وأعلن خليل أن فريقه السياسي يُريد "دولة لا تخيف الجميع، لا انتصار فيها لفئة على فئة ولا لطائفة على طائفة، فلا طائفة رئيسة ولا طائفة قائدة ولا طائفة تصادر قرار أحد، بل الدولة التي نريد يطمئن فيها الناس إلى مصيرهم ومستقبلهم، وهذه الدولة لا يمكن أن تبنى من دون أن تعمل المؤسسات بالطريقة النظامية العادية، لأنها متى سقطت سقط معها لبنان".

من جهته، رأى نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، أن لبنان يعيش منذ العام 2005، مناخاً من عدم الاستقرار والأمن ومن التوتر والقلق والتراجع الاقتصادي، "وبدأت الأمور في حرب يوليو/ تموز عام 2006 مروراً باحتلال الوسط التجاري وانتقلت إلى 7 مايو/ أيار 2008 وأكملت مع حكومة القمصان السود وهي مستمرة اليوم بالتعطيل، وأخذ البلد إلى مكان لا أحد من اللبنانيين يريده أو يقبل به حتى وصلت الأمور إلى المشكلة المطروحة اليوم حول علاقات لبنان مع الدول العربية".

واعتبر عدوان أن كلّ ما جرى مؤشر لـ"تفتت الدولة واهتزاز الكيان اللبناني، فعندما يوجد في قلب الدولة فريق يتعاطى في شؤون الدول الأخرى وكأنه دولة، يرسل أفراده للمحاربة في دولة أخرى كما هو حاصل في سورية، ويقوم بأعمال عسكرية في الكويت واليمن والعراق، وعندما يسأل عن ذلك يقول إن لا علاقة للدولة بذلك، وأنا كحزب أقوم بهذه الأعمال، وقرار الحرب والسلم عندي، أحارب أينما أريد وأشعل الثورات في البلد الذي أريده، فهذا الأمر يعرّض الكيان اللبناني والشراكة ومصير كل اللبنانيين للخطر".

وطالب عدوان حزب الله بـ"العودة إلى لبنانيته، عندها يرتاح هو وجميع اللبنانيين"، وأكّد "أن لا حلّ لنا إلا بالدولة، وبأن نتفق جميعاً كلبنانيين على مساحة مشتركة يكون فيها لبنان أولاً وأخيراً ومتفاهماً مع محيطه العربي ومع أصدقائه".

بدوره، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابية)، النائب محمد رعد، أن حزبه يُريد "الاستقرار والأمن والسلم الأهلي وملء الشغور الرئاسي بما يحقق تطلعات شعب هذا البلد، وتحريك وتعجيل حركة المؤسسات الدستورية، كما نريد تفعيل وتنشيط الحياة الاقتصادية، ولكن كل ذلك في ضوء تحقق سيادتنا وقرارنا الوطني، وهذا الأمر يحتاج منا إلى جهود مخلصة وصادقة نتابعها مع كل المخلصين والصادقين في وطننا".

أما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فاستمر في هجوم الحزب على السعوديّة، معتبراً أن تصنيفها لحزب الله على أنه منظمة إرهابية يعني "أنها تقف في صفّ إسرائيل"، بحسب قوله.

اقرأ أيضا: لبنان: الحريري يلتقي وزير الخارجية ويرفض معاداة العرب