"واشنطن بوست": أوباما بطة عرجاء وفشل كثيرا في سورية

02 مارس 2016
انتقادات لسياسة أوباما في الشرق الأوسط (Getty)
+ الخط -
التطورات المتسارعة والمتلاحقة بمنطقة الشرق مازالت تسيل الكثير من المداد، خصوصا في الشق المتعلق بالوجهة التي ستتخذها مجريات الأحداث ومدى تأثيرها على مستقبل المنطقة في العقود القادمة. وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقال رأي تناول ملامح الشرق الأوسط في ظل التطورات الراهنة من وجهة نظر أميركية.


المقال وصف منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن بأنها تسير في اتجاهين في الآن نفسه، وبأن تداخل الأحداث والتطورات الراهنة قد تنجم عنه تحولات عميقة ومفاجئة، مضيفا أنه قد ظهرت فرص جديدة لم يكن يتوقعها الكثير من الملاحظين وبطبيعة الحال رافق ذلك بروز مخاطر جديدة.

ووجه مقال الصحيفة انتقادات شديدة لسياسة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالشرق الأوسط واصفاً إياه بالبطة العرجاء. في المقابل أشاد بالعمل الدبلوماسي الذي يقوم به وزيره في الخارجية، جون كيري. ولفت المقال إلى أن التطورات التي ستشهدها الأشهر القادمة من العام الحالي ستحدد الخيارات المتاحة أمام الرئيس الأميركي القادم، موضحا أن سياسة أوباما أفسحت المجال أمام قوى أخرى للعب دور عسكري أكبر، في إشارة إلى التدخل الروسي بسورية لمساندة نظام بشار الأسد.

اقرأ أيضاً: كيري: الحرب بسورية لن تنتهي مادام نظام الأسد موجودا

واعتبر المقال أن سورية تشكل أكبر فشل لأوباما على مستوى السياسة الخارجية، رغم تمكن كيري في إقناع الأطراف المعنية بالملف السوري بتوقيت هدنة مؤقتة، في أفق عقد محادثات سلام. ولفت المقال إلى أن المسلسل الدبلوماسي يظل هشا، ويعتمد على حسن نوايا روسيا، وأطراف أخرى. وأضاف أن الجهود لإيجاد تسوية للملف السوري ستثبت نجاعتها في حال ظهور مؤشرات بتحقيق انتقال سياسي ينص على رحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

أما التطور اللافت الثاني بالمنطقة فهو إيران، التي تبدو، وفق المقال، مختلفة كليا عما توقعه كثيرون خلال بضع سنوات مضت. وأوضح المقال أن مراهنة أوباما على ممارسة ضغوط على طهران للتوقيع على الاتفاق النووي أثبتت أنه كان على جانب الصواب، لاسيما أن الانتخابات التي جرت الجمعة الماضية بإيران عززت موقع التيار البرغماتي داخل البلاد، وأدت لجعل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في موقع أقوى، مقابل تراجع نفوذ المتشددين.

كما لفت المقال إلى أن المملكة العربية السعودية غيرت مواقفها السابقة، بعدما بدأت تنهج سياسة أكثر حزما في التعامل مع ملفات المنطقة.

وخلص المقال إلى أن بعد اختيار الولايات المتحدة نهج سياسة النأي بالنفس بمنطقة الشرق الأوسط في ظل ولاية الرئيس أوباما، قامت روسيا، وإيران، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، والمملكة العربية بملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي، وهو ما أدى إلى ظهور مخاطر جديدة. وأضاف أنه رغم اضمحلال الهيمنة العسكرية الأميركية، فإن دور واشنطن الدبلوماسي مازال حاسما، كما أبانت عن ذلك المحادثات السورية والمفاوضات النووية مع إيران.

اقرأ أيضاً: أوباما: نساند تركيا للدفاع عن أمنها القومي

المساهمون