وفد "حماس" يزور القاهرة ويلتقي مسؤولين في الاستخبارات

12 مارس 2016
أبو مرزوق يترأس وفد حماس إلى القاهرة(Getty)
+ الخط -
أكدت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، أنّ وفداً من حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس) غادر القطاع، اليوم السبت، إلى مصر للقاء مسؤولين في "جهاز المخابرات العامة"، في أول زيارة للحركة إلى العاصمة المصرية منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

وأكدّ الناطق باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، أنّ وفد حركته الذي يزور القاهرة حالياً، سيلتقي "وزير المخابرات المصرية"، خالد فوزي، مشيراً إلى أنّ اللقاء سيركز على العلاقات الثنائية بين الطرفين، وتطورات القضية الفلسطينية وهموم غزة، خاصةً ملف معبر رفح.

وقال أبو زهري، في تصريح وزع على الصحافيين، إن "حماس" حريصة على أمن مصر واستقرارها، وعلى الحفاظ على علاقات إيجابية معها.

وأضاف "نتطلع إلى مرحلة جديدة في العلاقات بين الطرفين انطلاقاً من عمق العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني، وأهمية دور مصر ومكانتها تجاه القضية الفلسطينية".

وعلم "العربي الجديد"، أنّ الزيارة جاءت نتيجة تفاهم مسبق بين رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل، وخالد فوزي.

وبحسب مصادر فلسطينية، فإن وفد الحركة يضمّ عدداً من قيادات "حماس" في الخارج، برئاسة عضو المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، بالإضافة إلى القياديين محمود الزهار، وخليل الحية، وعماد العلمي، ونزار عوض الله، وأنّه عبر بالفعل إلى مصر من منفذ رفح البري الذي تسيطر عليه مصر.

وكان مصدر قيادي في "حماس" قد أكّد، قبل أسبوع، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاتصالات بين الحركة والمسؤولين في مصر لم تنقطع طيلة الفترة الماضية، غير أنّه أشار إلى أنّ مستوى الاتصالات ذاتها كان يختلف من فترة إلى أخرى.

وقال المصدر، رداً على سؤال حول وجود لقاء مرتقب بين "الحركة" والجانب المصري، إنّ "الأمر غير مستبعد، خصوصاً أنّ الاتصالات بين الجانبَين لم تنقطع، كما يتصوّر بعضهم".

وترجح مصادر أخرى في "حماس"، فتح مسارات أوسع من جانب القاهرة مع الحركة التي تدير قطاع غزة، إلى "التقارب التركي ـ الإسرائيلي" الأخير، الذي أسفر عن قرب توقيع اتفاق بين أنقرة وتل أبيب بشأن ملف الميناء البحري لكسر الحصار عن غزة.

وكان عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، خليل الحية، قد قال في تصريحات خلال مشاركته في ندوة، السبت الماضي، بقطاع غزة، إنّ "تركيا قطعت في المفاوضات مع الاحتلال شوطاً، ولا يزال أمر الميناء في غزة قيد البحث".

ولفت الحية إلى أن "ما يعيق إبرام الاتفاق التركي ـ الإسرائيلي هو موضوع الحصار على القطاع"، مطمئناً الفلسطينيين إلى أن "حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لن يترك غزة"، آملاً أن "يكون هناك إنجاز لتحقيق ذلك".

بدوره، قال أبو مرزوق، وفي وقتٍ سابق، إنّ "الحفاظ على الأمن القومي المصري هو سياسة ثابتة للحركة، وكذلك الأمن القومي العربي، لأن أمن العرب أمنٌ لفلسطين، وفلسطين أكبر المتضررين من فقدان الأمن القومي العربي".

هذه التصريحات فسّرها مراقبون على أنها تحمل بشائر تقارب بين الحركة والطرف المصري بعد جفاء في العلاقات، عقب توتر الأوضاع على الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء، خصوصاً أنه سبقتها تصريحات مماثلة لمسؤول العلاقات الخارجية في الحركة أسامة حمدان، أشار خلالها إلى وجود اتصالات بين الجانبين.

وعلى صعيد أزمة اختطاف أربعة من أعضاء "حماس" داخل سيناء بعد مرورهم من معبر رفح البري منذ أشهر عدّة، وهي الأزمة التي تسببت في زيادة حدّة التوتر في العلاقات بين الحركة والقاهرة، أوضحت المصادر القيادية ذاتها، أنّ الفترة الأخيرة شهدت اتصالات متبادلة مع مسؤولين مصريين في أجهزة سيادية بشأن مصيرهم، إلا أن الحركة لم تصرّح بذلك.



اقرأ أيضاً: هنية: نتواصل مع القاهرة لتجاوز اتهامات الداخلية لـ"حماس"