مجلس الجامعة العربية يتبنى تصنيف حزب الله "إرهابيا"

11 مارس 2016
الجامعة ترفض التدخل الخارجي في ليبيا (Getty)
+ الخط -

انتقلت المواجهة الخليجية ضد "حزب الله" اللبناني ومن خلفه إيران، إلى مرحلة جديدة، مع تبنّي مجلس وزراء الخارجية العرب، برئاسة مملكة البحرين، في القاهرة، اليوم الجمعة، قرارا يعتبر الحزب "منظمة إرهابية"، مع تحفظ كان متوقعاً من لبنان والعراق، مثلما حصل في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس، الأسبوع الماضي.

وسبق تبني قرار تصنيف الحزب، توتر تُرجم بانسحاب الوفد السعودي من قاعة الاجتماع، لدى إلقاء وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، كلمته التي اعتبر فيها أن من يعتبر أن قوات "الحشد الشعبي" في العراق و"حزب الله" إرهابيان، "هو الإرهابي".

اقرأ أيضاً:الوفد السعودي ينسحب من اجتماع "الجامعة" اعتراضاً على الجعفري

استنكار التدخلات الإيرانية

واستنكر مجلس الجامعة، التدخلات الإيرانية المستمرة فى الشأن الداخلي لمملكة البحرين، وذلك من خلال مساندة "الإرهاب" وتدريب "الإرهابيين" وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة النعرات الطائفية، ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيسها جماعات إرهابية في المملكة، ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله الإرهابي، وفقاً لبيان للمجلس فى ختام دورته بشأن "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية".

واعتبر أن التدخلات الإيرانية تتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية، وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، في مؤتمر صحافي، إن "إيران دولة شقيقة، لكن لا يمكن إغفال ما تقوم به من تدخل سافر في الشؤون العربية".

وأضاف: "بعض القضايا ما زالت عالقة مع طهران، مثل الجزر الإماراتية الثلاث". وحول الملف السوري، قال: "نسعى إلى الاستفادة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة لحل الأزمة السورية".
وردا على سؤال حول جهد الجامعة لمكافحة الإرهاب، أوضح بن حلي أن "هناك خمس أو ست اتفاقيات استراتيجية بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب".
وبخصوص الموضوع الليبي، بيّن نائب رئيس الجامعة العربية، أن الجامعة تحاول "تشكيل وحدة وطنية وفق اتفاق الصخيرات، بعدها يأخذ مجلس الأمن قراراً لرفع الحظر عن السلاح عن الحكومة الليبية لمحاربة الإرهاب".
ولفت إلى أن "تشكيل حكومة سيجّنب ليبيا التدخل الخارجي"، مشدداً على "رفض التدخل الذي سيجذب الإرهابيين كالمغناطيس إلى ليبيا"، على حد قوله.

اقرأ أيضاً:الجامعة العربية تعين أبو الغيط أمينا عاما غدا

دعم الشرعية في اليمن

وشدد مجلس الجامعة على استمرار دعمه للشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤكداً أن أي مفاوضات لا بد أن تنطلق من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصة القرار رقم 2216.

كما أعرب المجلس عن دعمه جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للدعوة إلى مشاورات سياسية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، والقرارات ذات الصلة، واستكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وطالب بالوقوف وبقوة، وعلى نحو عاجل، ضد الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها مليشيات الحوثيين وصالح.

وأعلن تأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن، مشيداً أيضاً بدور دولة قطر في استضافة مؤتمر الإغاثة الإنسانية في اليمن.

اقرأ أيضاً:اللجنة الوزارية العربية تجتمع الخميس لمتابعة الأزمة مع إيران

مساندة فلسطين مالياً

في موازاة ذلك، دعا مجلس الجامعة إلى الالتزام بمقررات الجامعة العربية وتفعيل شبكة أمان مالية بأسرع وقت ممكن بمبلغ مائة مليون دولار شهرياً لدولة فلسطين، وذلك لدعمها في مواجهتها الضغوطات والأزمات المالية التي تتعـرض لهـا بفعـل استمرار إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) باتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية عقابية، من بينها احتجاز أموال الضرائب الفلسطينية، واقتطاعها جزءا كبيرا منها بشكل يتنافى مـع كافة القوانين والمواثيق الدولية والاتفاقيات بين الجانبين.

كما وجه بـ"دعم موازنة دولة فلسطين وصمود الـشعب الفلسطيني"، داعياً الدول العربية الشقيقة إلى الالتزام بتحويل الأموال التي تعهدت بها في مؤتمر القاهرة لإعادة بناء ما دمره الاحتلال خلال الحرب التي شنها على قطاع غزة صـيف 2014.

كذلك، رفض المجلس "كـل مـا اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف إلى تغيير الوضـع القـانوني والطبيعي والديمغرافي للجولان العربـي الـسوري المحتـل، واعتبـار الإجـراءات الإسرائيلية لتكريس احتلالها له غير قانونية، ولاغية وباطلة، وتشكل خرقاً للاتفاقيـات الدولية ولميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية".