صاروخ كوريا الشمالية يستنفر العالم: مجلس الأمن يهدد بعقوبات

08 فبراير 2016
مواطن كوري جنوبي يراقب الصاروخ الشمالي (Getty)
+ الخط -
بعد فترة من الترقّب، أطلقت كوريا الشمالية ما زعمت أنه "صاروخ يحمل قمراً اصطناعياً قادراً على الدوران حول الأرض، والتحليق من ارتفاع عال فوق الأراضي الأميركية كل 90 دقيقة"، فجر أمس الأحد، مما دفع العديد من الدول إلى التنديد بالخطوة. أما في الولايات المتحدة، فصدرت سلسلة ردود تمحورت حول فكرة واحدة بألا خيار أمام صانع القرار في البيت الأبيض، سوى التمسّك بسياسة دفاعية لحماية الأراضي الأميركية. كما أنه لا مجال لأية بدائل أخرى أو مغامرات هجومية من أي نوع.

اتّسم رد واشنطن الأولي بالطابع الاحتجاجي على التجربة الصاروخية الكورية الشمالية، وسارعت الإدارة الأميركية إلى الطلب من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة استثنائية في أقرب وقت ممكن، لبحث "التحدي الكوري الشمالي للمجتمع الدولي بإطلاق صاروخ باليستي". وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إطلاق الصاروخ، لكنها تجنّبت تأكيد أو نفي ما يتعلق بحمله قمراً اصطناعياً، فيما اجتمع مجلس الأمن الدولي، مديناً خطوة كوريا الشمالية. كما هدد المجلس باعتماد قرار يفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ، رداً على عملية الإطلاق، التي "تنتهك الالتزامات الدولية لكوريا الشمالية".

في موازاة ذلك وجه السيناتور تيد كروز، الساعي إلى ترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة الأميركية، تحذيراً قوياً للمواطنين الأميركيين من أن "تحليق أي قمر اصطناعي من صنع كوريا الشمالية فوق الأراضي الأميركية، يضع شبكات الكهرباء وإنتاج الطاقة في خطر التعرض لتأثير مغناطيسي إشعاعي، قد يوقف هذه الشبكات عن العمل، الأمر الذي يضع ملايين الأميركيين في السواحل وجهاً لوجه أمام الموت برداً وجوعاً".

كما أعرب كروز عن اعتقاده بأن "إيران تسير على خطى كوريا الشمالية إذا استمرت سياسة المهادنة مع طهران"، معلناً استعداده بأنه "إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة سيستخدم القوة ضد إيران". واستدرك بأنه "لن يستخدم القوة ضد كوريا الشمالية، لأن امتلاكها القنبلة النووية يقيّد يد الولايات المتحدة"، بالتالي لن يغامر كروز بأي عمل ضد دولة نووية، ما لم تتوفّر لديه معلومات استخبارية وافية عن عواقب ما سيتخذه من قرار.

اقرأ أيضاً: كوريا الشمالية تنجح بإطلاق صاروخ بالستي وسط تنديد دولي

وحمّل كروز مسؤولية الصاروخ لإدارة الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، قائلاً إن "إدارة كلينتون بلجوئها إلى المفاوضات مع بيونغ يانغ منحت كوريا الشمالية الفرصة والمال والوقت لتحقيق ما حققته في المجال النووي وهو ذات الأمر الذي تفعله إدارة أوباما حاليا مع إيران، وبذات الأسلوب". وشنّ كروز هجوماً قاسياً على الدبلوماسية الأميركية، ويندي شيرمان، التي عدّها مسؤولة عن ملف التفاوض مع كوريا الشمالية، وفي ما بعد مع إيران وكررت نفس الفشل.

وكان مسؤولون عسكريون أميركيون قد أفادوا بأن "هناك حاجة لنشر نظام متطور للدفاع الجوي ضد الأخطار القادمة من ارتفاعات عالية، على أن يتم ذلك بالتعاون مع كوريا الجنوبية"، في وقت بدأ فيه قائد الجيش الثامن الأميركي المتمركز في كوريا الجنوبية، توماس فاندال، محادثات بشأن نشر النظام الدفاعي المقترح من واشنطن على سيول.

كما تتقاطع آراء الإدارة الديمقراطية الحاكمة مع معظم الجمهوريين المعارضين عادة لسياسات الإدارات الديمقراطية، في موضوع كوريا الشمالية، بمن فيهم المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، الذي قال إنه سوف يستعين بالصين، للتعامل مع كوريا الشمالية، زاعماً أن الصين قادرة على حل الأزمة الكورية. وتقود هذه التصريحات إلى الاستنتاج بأن السياسة الدفاعية الأميركية لن تتغير في حال وصول رئيس جمهوري ليخلف الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما، في يناير/كانون الثاني 2017 المقبل.

في هذه الأثناء شككت بعض المصادر الإعلامية الأميركية في نجاح التجربة الكورية، نقلاً عن محطة التلفزة اليابانية "إن.إتش.كيه"، لكن هذا الأمر لم يقلّل من المخاوف الأميركية تجاه التجربة. وأبدت المحطة اليابانية اعتقادها بأن "الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية، في الساعات الأولى من صباح الأحد، قد تفكك إلى خمسة أجزاء وسقط في المحيط، بعد وقت قصير من إطلاقه".

كما أعلن موقع مجلس الوزراء الياباني، على الإنترنت، حسبما نقلت وكالة أنباء "رويترز"، أن "أجزاء الصاروخ المتفككة سقطت على بعد 150 كيلومتراً تقريباً، جنوب غربي شبه الجزيرة الكورية، في بحر الصين الشرقي، وعلى بعد 200 كيلومتر جنوب اليابان في المحيط الهادئ".

غير أن التلفزيون الكوري الشمالي أكد نجاح تجربة إطلاق صاروخ، اعتبره المجتمع الدولي تحدّياً لعقوبات الأمم المتحدة المفروضة لحظر استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية. وتعتقد بعض الأوساط الدولية أن عملية إطلاق القمر الاصطناعي مجرد غطاء لإجراء تجربة لصاروخ باليستي.

اقرأ أيضاً: كوريا الشمالية وطموح القنبلة الهيدروجينية

المساهمون