العثور على جثث ثلاثة مسلمين قتلوا في إنديانا الأميركية

01 مارس 2016
انتشار واسع لوسم #OurThreeBoys (تويتر)
+ الخط -


ما زالت السلطات الأميركية تحقق في خلفية مقتل ثلاثة شبان مسلمين، في مدينة فورت واين الأميركية في ولاية إنديانا. وبدأ الناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاش حول الموضوع وإعلان استيائهم من طريقة تعامل السلطات كما الإعلام الأميركي معه.

واستغرب العديد موقف السلطات الأميركية المحلية، والتي تستبعد حتى الآن وبشدة أن يكون الدافع وراء عملية القتل عنصرياً أو دينياً، مع أن الشبان الثلاثة من أصول أفريقية ومسلمين كذلك، دون أن تفسر الأسباب وراء استبعادها احتمال كون السبب وراء قتل الشباب الثلاثة متعلقاً بإثنيتهم أو دينهم، على الرغم من إعلانها أن عملية القتل نفذت بطريقة "الاغتيال".

وبحسب الشرطة، فإن كل واحد من الضحايا الثلاثة قتل بأكثر من طلقة، ولم تعط تفاصيل أكثر حول الموضوع. وترجح كذلك أن يكون أكثر من شخص قد اشترك في عملية الاغتيال، أو كان حاضراً في مكان الحادث، كما  تستبعد كذلك أن يكون القتل نابعاً عن "اقتتال عصابات". 

وينحدر الضحايا الثلاثة من شرق أفريقيا، وهم مهند آدم طيرب وعمره 17 عاماً، وآدم كامل مكي وعمره 20 عاماً، ومحمد طه عمر وعمره 23 عاماً. واكتشفت الجثث في أحد البيوت المهجورة، التي يتردد عليها عادة الشباب من المنطقة، بحسب تقارير شهود عيان للوسائل الإعلامية المحلية.


وقال الإعلامي والناشط الأميركي الفلسطيني، علي أبو نعمة، في إحدى تغريداته على "تويتر"، "شرطة إنديانا لا تحقق بإعدام ثلاثة شبان أفارقة مسلمين على خلفية عنصرية"، وفي تغريدة ثانية رداً على  إعلان الشرطة أنها لا ترى سبباً للتحقيق في تلك الجرائم كجرائم كراهية، كتب أبو نعمة، مستغرباً، "بجد؟ لا يوجد سبب للتحقيق بعملية الاغتيال على خلفية دينهم أو قوميتهم؟" وأضاف:"عندما يكون المتهم مسلماً فإن الافتراض (الحتمي) أن العملية تمت بدافع  الإرهاب، ولكن عندما يكون المسلمون هم الضحايا فإن الموضوع يختلف...".هذا وقامت وسائل الإعلام الأميركية، بتغطية عدة حوادث قتل وإطلاق نار شهدتها البلاد هذا الأسبوع، دون أن يتم التطرق إلى هذا الحادث. وأعلن العديد من المغردين على وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد من غياب هذه الموضوع عن نشرات الأخبار، بل شكت إحدى المغردات عن عدم معرفتها بالخبر على الرغم من أنها تعيش في نفس المدينة!

وكتبت مغردة أخرى: "لقد حدث هذا بالقرب من حيث أسكن. إنني أشعر بالإشمئزار لأنني غير متفاجئة (من حدوث عملية القتل)". 

وتأتي حادثة القتل هذه في فترة من التوتر تشهدها الولايات المتحدة، وخاصة في ما يتعلق بالأقلية العربية والمسلمة وموجة من التحريض ضدهم، وعلى وجه التحديد من قبل دونالد ترامب، المتنافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري على سباق الرئاسة الأميركية.

وتخشى الكثير من المنظمات العربية والمسلمة الأميركية أن تؤدي تلك التصريحات، وغيرها، إلى زيادة العداء تجاه المسلمين.

كما سجلت العديد من تلك المنظمات ارتفاعاً في نسبة اعتداءات عنصرية تنفذ بحق أبناء الجالية المسلمة والعربية، تعد الأعلى منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمر 2001. كما رصدت منظمات حقوقية ازدياد التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين "الإسلاموفوبيا"، والأقليات عامة، بمن فيهم الأميركيون من أصول أفريقية والمنحدرون من دول أميركا الجنوبية والوسطى.  



وتعيد هذه القضية وعدم اهتمام الإعلام بها إلى الأذهان جريمة قتل أخرى ارتكبت بحق ثلاثة عرب مسلمين أميركيين، كانوا يدرسون الطب، وهم ضياء بركات، وزوجته يسر، وأختها رزان محمد أبو صالحة، في جامعة ساوث كارولينا، في شباط/ فبراير من العام الماضي.

وعلى الرغم من اختلاف الملابسات، إلا أن تغطية عملية القتل تلك غابت كذلك في البداية عن وسائل الإعلام.

ويرى العديد من القيادات بين أبناء الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة والمنظمات المدنية، أن كون الضحايا في هذا الحادث كذلك من السود والمسلمين، فإن الاهتمام الإعلامي غائب، ولو كان الجاني  من المسلمين لتصدر الخبر العاجل والقضية جميع التغطيات في وسائل الإعلام المحلية والرئيسية الأميركية.