العراق: العبادي يواجه المالكي وينبش صفقاته المشبوهة

17 ديسمبر 2016
الخلاف بين العبادي والمالكي يسبق الانتخابات (وونغ زهاو/Getty)
+ الخط -
يحتدم صراع السلطة في العراق بين رئيس الحكومة الحالي، حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي، كلما اقترب موعد الانتخابات المقبلة، إذ يسعى كلّ منهما إلى الإيقاع بخصمه بكل الوسائل، وإجلائه عن ساحة المنافسة، في ظل تحشيد للأنصار والأتباع من كليهما، بينما يحذّر مسؤولون في "التحالف الوطني" من خطورة هذا الصراع على مستقبل التحالف الحاكم.

وفي هذا السياق، قال نائب في لجنة الأمن البرلمانيّة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخلاف بين المالكي والعبادي بلغ ذروته، وهو يتصاعد بشدّة مع الاقتراب من الانتخابات المقبلة"، مبيّنًا أنّ "العبادي حرّك أخيرًا أتباعه في لجنة الأمن البرلمانية ضد المالكي، ووجههم لكشف بعض ملفاته للإطاحة بمستقبله السياسي".

وأوضح أنّ "العبادي وجّه بفتح تحقيق سرّي بملفات عقود السلاح التي أبرمها المالكي طوال فترة حكمه، خاصة تلك التي شابها الفساد بشكل واضح"، مبينًا أنّ "لجنة مصغّرة شكّلت للتحقيق والتفتيش في تلك الملفات".

وأضاف أنّ "اللجنة غير معلنة، وحصلت على الدعم من قبل رئيس لجنة الأمن البرلمانية، القيادي الصدري حاكم الزاملي"، مشيرًا إلى أنّ "هذه اللجنة ستبدأ بمراجعة عقود التسليح بشكل دقيق بالاستعانة بمختصين وقانونيين، وستؤشّر إلى كافة الثغرات والفساد والأمور المبهمة فيها".

ولفت إلى أنّ "هذه اللجنة لن تقدّم تقريرها إلى البرلمان، إذ إنّ الأخير لم يوجّه بتشكيلها، وسيكون عملها في المرحلة الحالية جمع كل الوثائق المهمّة التي تدين المالكي وتؤكد فساده، وستنتظر توجيه العبادي في الوقت الذي يحدّده لتسريب تلك الوثائق والأدلة عبر الإعلام فقط، من دون طلب تدخّل القضاء".



وأشار إلى أنّ "العبادي سينأى بنفسه عن تلك الملفات، وسيقف موقف المتفرّج فقط، وسيتم تسريبها تباعًا، في محاولة لفضح المالكي قبيل دخوله معترك الانتخابات".

من جهته، أكد نائب في "التحالف الوطني"، أنّ "الخلاف بين العبادي والمالكي انعكس على التحالف الوطني وعلى حزب الدعوة، الذي يتزعمه المالكي".

وقال النائب، خلال حديثه "العربي الجديد"، إنّ "هذا الخلاف تعمّق كثيرًا ووصل إلى مراحل معقّدة مع اقتراب الانتخابات، إذ إنّ كلّا من العبادي والمالكي يرى ألا وجود له مع وجود الآخر، فيجب أن يبقى أحدهما ويختفي الثاني بأي طريقة كانت"، مبينًا أنّ "الخلاف تسبب في انقسام جديد داخل التحالف الوطني، قد يدفع في اتجاه انقسامه إلى تحالفين قبل الانتخابات، بينما يحاول رئيسه (عمّار الحكيم) ترميم التصدعات، من خلال الحصول على توجيهات إيرانية".

وأكّد أنّ "زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، انحاز إلى العبادي، بينما انحازت كتلة بدر والفضيلة باتجاه المالكي، في وقت تقف الكتل الأخرى موقف المتفرّج ولم تحدّد مصيرها بعد".

ولم يستبعد النائب، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "أي احتمال للمواجهة بين الزعيمين، واللذين يعمل كل منهما للإطاحة بخصمه"، محذّرًا من "خطورة هذا الصراع على مستقبل العملية السياسية ومستقبل التحالف الوطني".