مصادر ليبية تكشف عن اتفاقات جديدة بين حفتر وموسكو

30 نوفمبر 2016
حفتر زار روسيا مرتين خلال 6 شهور(فاسيلي ماكسيمو/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر ليبية مطّلعة عن عقد اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين روس منذ مساء الإثنين وحتّى  الثلاثاء.

وقال المصدر لــ"العربي الجديد" إن حفتر، الذي يرافقه آمر قاعدة بنينا الجوية، محمد المنفور، وضباط آخرون تابعون لقواته، زار، يوم الإثنين، مصانع روسية للأسلحة، منها مصنع "أورال فاغون زافود"، واطّلع خلال الزيارة على أنواع من العربات والدبابات التي ينتجها المصنع.


وأضاف المصدر أن "مندوب المصنع الروسي كان قد التقى مسؤولين مقربين من حفتر، خلال الشهر الماضي، في القاهرة، للاتفاق على عقد صفقة شراء أسلحة من منتجاته، لكن الصفقة تعرقلت بسبب معارضة جزائرية".

وتابع المصدر: "الجانب الروسي مرتبط مع الجزائر من خلال شراكة في مجالات مدنية، لكن للجزائر أيضاً نشاطات للحصول على أسلحة روسية، وتمحور الخلاف (خلال الصفقة التي لم تتم) حول رغبة حفتر في التقدم نحو قاعدة الجفرة العسكرية القريبة من الجزائر".

وأضاف المصدر: "من المعروف أن قاعدة الجفرة من كبريات القواعد التي بنتها روسيا إبان علاقاتها المتينة مع نظام القذافي، وخزنت فيها كميات كبيرة من الأسلحة، ضمن لها بناء حلفاء في أفريقيا خلال الحرب الباردة في عقد الثمانينيات، وعليه فإن روسيا تملك مفتاح لجم طموح حفتر عن هذه القاعدة."



ورجّح المصدر أن الخلاف تمّت تسويته بضمانات روسية، حيث سبقت زيارة حفتر لروسيا زيارة عاجلة وغير معلن عنها مسبقاً لرئيس البرلمان الداعم لحفتر، عقيلة صالح، إلى العاصمة الجزائر،
 الأحد الماضي، حيث التقى عدداً من المسؤولين الجزائريين، وكانت تصريحاتهم، أثناء زيارة عقيلة صالح، تتحدث عن معارضتها التدخل الأجنبي في ليبيا.

وقال المصدر: "حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة عن نوع مشتريات حفتر من الأسلحة الروسية، ولكن هناك معلومات تؤكد حصول روسيا على موافقة من حفتر والبرلمان على بناء قاعدة روسية شرق البلاد لم يتحدد مكانها بعد".

وكانت مصادر خاصة قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق الشهر الماضي، عن وصول خبراء عسكريين روس إلى شرق ليبيا لدعم القوات التابعة لــ"حفتر".

وقالت المصادر إنّ "الخبراء الروس الذين وصلوا إلى مناطق سيطرة قوات حفتر في شرق ليبيا، ويقدّرون بالعشرات، يعدّون دفعة أولى في إطار اتفاق بين حفتر والمسؤولين الروس".

وأكّدت المصادر المقربة من معسكر حفتر أنّ "هناك اتفاقات عسكرية بين معسكر طبرق وروسيا، تقدّر بنحو 4 مليارات دينار ليبي"، مشيرةًً إلى أنّ "وفد الخبراء الروس الذين وصلوا إلى الشرق الليبي، ستتبعهم مجموعات أخرى من خبراء عسكريين في مجال تدريب القوات، إلا أنّه لم يتم الاتفاق بعد على موعد وصول هذه الدفعة".

ولفتت المصادر إلى أنّ "سلاح الجو التابع لقوات حفتر، تمت صيانته بالكامل بمعرفة خبراء روس مؤخراً"، موضحةً أنّ "التواصل والتقارب الليبي الروسي يتم بوساطة مصرية إماراتية، وأنًه كثيراً ما جرت لقاءات مشتركة بين قادة عسكريين وسياسيين في معسكر طبرق، ومسؤولين روس في القاهرة، على مدار عام كامل، قبل أن تتم ترجمة تلك اللقاءات إلى اتفاقات رسمية، وإجراءات على أرض الواقع".

وكان موقع "ديبكا" الإسرائيلي قد كشف، يوم الإثنين، عن مساعٍ روسية للحصول على قاعدة بحرية وأخرى جوية شرق ليبيا.

وذكر الموقع المتخصص في التحليلات العسكرية والاستخباراتية أنّه "إن كُلّلت هذه المساعي بالنجاح؛ فسوف تقيم روسيا قواعد لها شرق ليبيا على مسافة 700 كم فقط من أوروبا"، مضيفاً أن "روسيا ستساعد حفتر، مقابل ذلك، في حروبه التي يدعمه فيها طيران مصري وإماراتي، والأخيرتان هما من دفعتا حفتر إلى طلب الدعم العسكري الروسي".

يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يسافر فيها حفتر إلى موسكو خلال الشهور الستة الماضية، بعد زيارته السابقة في يونيو/حزيران الماضي، التي التقى فيها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، ومستشار الأمن القومي، نيكولاي باتروشيف.

ورغم نفي الجانب الروسي تقديم الأسلحة لحفتر، احتراماً لقرار حظر الأسلحة على ليبيا؛ إلا أن تسريبات صحافية تحدثت في سبتمبر/أيلول الماضي عن وصول مندوب حفتر، سفير برلمان طبرق لدى السعودية، عبد الباسط البدري، إلى روسيا، حيث قدّم رسالة تتضمن أنواعاً من الأسلحة تتطلبها معارك حفتر، أبرزت غموضاً في الموقف الروسي، حيث رفض الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، في أحد المؤتمرات الصحافية، نفي أو تأكيد استلام طلب من حفتر بهذا الخصوص.