عملية "بيت إيل" سبقتها مصادرة الأمن الفلسطيني سلاح منفذها

01 نوفمبر 2016
أصاب تركمان بالعملية ثلاثة جنود (عباس مومني/ فرانس برس)
+ الخط -


كان لاقتحام عناصر الأمن الفلسطيني منزل محمد رضا تركمان (25 عاماً)، وبحثهم ومصادرتهم لسلاح خاص يمتلكه، ردة فعل تكبدها الاحتلال الإسرائيلي، وعملية فدائية نفذها الشاب، أمس الاثنين، عند حاجز بيت إيل، شمالي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

واقتحمت عناصر الأمن منزل تركمان في بلدة قباطية، جنوبي جنين، شمالي الضفة الغربية، وقامت بالعبث بمحتوياته، بينما كان في دوامه الرسمي في جهاز الحراسات الخاصة، بمدينة رام الله.

وأكد ثائر تركمان، شقيق محمد، لـ"العربي الجديد"، أنّ عناصر من الأمن الوقائي والاستخبارات العسكرية، اقتحموا المنزل مرتين، ورفضوا الاتصال بمحمد وإبلاغه بأن يسلم سلاحه، وأصروا على تفتيش المنزل بأنفسهم".

وتابع: "كان بإمكان الأجهزة الأمنية أن تستجوبه، أو تعتقله من مكان عمله، وأن تطالبه بتسليم السلاح، إلا أنهم أرادوا أن يصادروا السلاح دون علمه، واقتحموا المنزل بطريقة غير مبررة، وعبثوا بمحتوياته وانسحبوا، ليعودوا في وقت لاحق".

في المرة الثانية، حضر عناصر الأمن ملثمين هذه المرة ومعهم كلاب أثر، بحسب ثائر، حيث عمدوا إلى تفتيش المنزل بطريقة همجية، وصادروا سلاحاً خاصاً لمحمد، وعندما "أبلغت العائلة محمد المتواجد برام الله بما جرى، غضب سريعاً إزاء ما فعله عناصر الأمن في منزله ومصادرة سلاحه"، بحسب شقيقه.

من جهته، قال أمين سر حركة فتح في بلدة قباطية، محمود زكارنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمن الفلسطيني اقتحم منزل الشهيد، ظهر أمس الاثنين، وليس قبل نصف ساعة من استشهاده، وتعامل باحترام مع عائلة الشهيد"، مشيراً إلى أنّ الأمن يمتلك تفاصيل حول ما جرى.

لكنّ العائلة قالت إنّها فوجئت بعد أقل من ساعة على إبلاغ محمد بالاقتحام، باستشهاده بعد تنفيذه عملية "بيت إيل"، كما أوضح عم محمد لـ"العربي الجديد".

وقال إنّ "ما فعله محمد يدلل على شجاعته وعناده، رغم أنه كان هادئاً في الفترة الأخيرة، وجاءت عمليته بعد مصادرة سلاحه الشخصي، ومن الطبيعي أنه يحمل سلاحاً فهو ابن جهاز عسكري".

يعيد إلى الأذهان تنفيذ الشاب تركمان، مساء أمس الإثنين، عملية إطلاق النار على حاجز لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت إيل قرب رام الله وجرح 3 جنود، العملية التي نفذها الشهيد أمجد السكري، أحد عناصر الأمن الفلسطيني، في المكان ذاته قبل عدة أشهر.

وبحسب المصادر، فإنّ تركمان أصاب خلال عملية إطلاق النار ثلاثة جنود كانوا متواجدين عند حاجز "بيت إيل"، أحدهم وصفت جراحه بالخطيرة، علماً أنّه استخدم في العملية سلاحاً من نوع "كلاشنكوف" هو سلاح الأمن الفلسطيني المسموح حمله من قبل سلطات الاحتلال، بموجب اتفاقية أوسلو.

وقع خبر استشهاد محمد كالصاعقة على أسرته، فلم تمض سوى أقل من ساعة على آخر مكالمة لها معه. سقط باستشهاد محمد، شهيد ثانٍ للعائلة، بعد شقيقه ربيع قبل عدة سنوات، متأثراً بجروحه التي أصيب بها بانتفاضة الأقصى، حينما كان مطارداً في كتائب "شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح.

عمل محمد تركمان في شرطة الحراسات الخاصة منذ سبع سنوات، وكان يحلم بتكوين أسرة وبناء منزل، كما قال شقيقه ثائر لـ"العربي الجديد".

لم يبق لعائلة تركمان في المنزل سوى الشاب ثائر، بعد استشهاد ربيع، ومحمد بالأمس، واعتقال مهند، فجر اليوم الثلاثاء، إثر اقتحام قوات الاحتلال لمنزل العائلة وتفتيشه، فيما لم تبلغ العائلة لغاية الآن باستشهاد ابنها "بشكل رسمي".




المساهمون