السعودية تعلن إحباط تفجير استهدف ملعب الجوهرة

30 أكتوبر 2016
المخطط كان يهدف لتفجير الملعب أثناء المباراة(واس)
+ الخط -
ألقت وزارة الداخلية السعودية القبض على خلية تتكون من أربعة أشخاص، كانت تستهدف رجال الأمن، كما أعلنت عن إحباط محاولة تفجير استهدفت ملعب الجوهرة في مدينة جدة، غربي البلاد، أثناء مباراة منتخبي السعودية والإمارات.

وأعلنت الداخلية، في بيان لها اليوم الأحد، عن قائمة بأسماء متورطين في استهداف رجال الأمن في مدينتي القطيف والدمام، شرقي السعودية، تضم أسماء تسعة مطلوبين، بينهم مواطنون بحرينيون.

وجاء في بيان وزارة الداخلية أنها ألقت القبض على أربعة أشخاص، شكلوا خلية في محافظة شقرا، وسط المملكة، من أجل اغتيال رجال أمن، وأن الخلية تتبع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتتلقى الأوامر من أحد أعضاء التنظيم في سورية. 

وقد صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية المختصة، ومن خلال متابعتها لـ"التهديدات التي تستهدف أمن المملكة ومقدراتها وتعقب القائمين عليها"، تعاملت مع معلومات عن أنشطة وتهديدات مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" في الخارج، وبلوغ الترتيبات فيها إلى مراحل متقدمة، تُشير إلى وجود اعتداءات وشيكة الوقوع.


وأضاف المتحدث ذاته أن الأجهزة الأمنية "ضاعفت من وتيرة الجهود الأمنية المبذولة لاستباق ما يخطط إليه والحيلولة دون وقوعها، وهو ما أسفر عن "الإطاحة بخلية إرهابية مكونة من أربعة أشخاص، تتخذ من محافظة شقراء منطلقاً لأنشطتها، التي تركزت على استهداف رجال الأمن"، موضحاً أن عناصر الخلية كانوا يتواصلون "مع أحد القيادات بتنظيم "داعش" في سورية"، ومنه "تلقوا التعليمات والأوامر للعمل على تنفيذها".

وكشف المصدر ذاته أنه "بعد تحديد هويات عناصر هذه الخلية، جرى، وفق عملية متزامنة، القبض عليهم، وهم كل من أحمد بن محمد بن حمود المعيلي، وعبدالله بن عبيد بن محماس العصيمي العتيبي، وعبدالعزيز بن فيصل بن جفين الدعجاني العتيبي، ومجاهد بن رشيد بن محمد الرشيد"، وكلهم من حملة الجنسية السعودية.

وبحسب المتحدث، فقد "أقروا تحقيقياً في أقوالهم بعلاقتهم المباشرة بهذه الخلية، ونشاطهم فيها، وتواصلهم مع عناصر التنظيم في سورية، ورصدهم لعدد من رجال الأمن يعملون بجهات أمنية مختلفة في مناطق (الرياض -تبوك -الشرقية)، وتمرير معلوماتهم إلى التنظيم في الخارج استعداداً لاستهدافهم لاحقاً، وفق ما يصدر لهم من توجيهات من التنظيم"

وقد تم، أيضاً، إيقاف ستة أشخاص آخرين (سعوديي الجنسية)، لتوفر ما يفيد بعلاقتهم بالمذكورين، ويجري التحقيق معهم في علاقتهم بالخلية ونشاطاتها.

وذكر المتحدث أنه توفرت معلومات تفيد بوجود تهديد يستهدف ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة، أثناء مباراة منتخبي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات التي أقيمت الثلاثاء، باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في المواقف التابعة للملعب، مضيفاً أن "الجهات الأمنية تعاملت مع التهديد على أقصى درجات الجدية، وفرضت على الفور مزيداً من التعزيزات والتدابير".

وأفضت التحريات والإجراءات التي تم اتخاذها إلى توقيف كل من ساليمان أراب دين، الذي يحمل الجنسية الباكستانية، ومواطنه فارمان الله نقشبند خان، بالإضافة إلى السوري حسان عبدالكريم حاج محمد، والسوداني عبدالعظيم الطاهر عبدالله إبراهيم.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن أسماء تسعة أشخاص متورطين في عمليات وصفتها بـ"الإرهابية" في منطقتي الدمام والقطيف (شرق السعوية).

وأكد المتحدث الأمني على أنه في إطار التحقيقات القائمة في عدد من القضايا التي وقعت خلال الفترة الماضية في محافظة القطيف ومدينة الدمام، وتمثلت في استهداف مواطنين ومقيمين ورجال أمن، وتخريب للمرافق العامة والمنشآت الأمنية والاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة، أسفرت التحقيقات، المدعومة بالفحوص المخبرية الجنائية للآثار المتخلفة عن هذه الجرائم، بـ"تورط عدد من الأشخاص الخطيرين في هذه القضايا، وهم جعفر بن حسن مكي المبيريك، وفاضل عبدالله محمد آل حماده، وعلي بلال سعود آل حمد، ومحمد بن حسين علي آل عمار، وميثم بن علي محمد القديحي، ومفيد حمزه بن علي العلوان، وماجد بن علي عبدالرحيم الفرج، وجميهم سعوديون، إضافة للبحريني حسن محمود علي عبدالله".

 

مؤتمر صحافي

وفي مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم الأحد، أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، على أن المتورطين التسعة متهمون باغتيال أكثر من ستة من رجال الأمن، آخرهم حسن صهلولي ومفرح السبيعي في القطيف، "كما قاموا بعدد من الجرائم والاعتداء على الحراسات الأمنية، والسطو المسلح على بعض المحلات، والاستيلاء على سيارة لنقل الأموال في بدلة النابية، إضافة لضلوعهم في عمليات تهريب مخدرات وأسلحة".



وفسّر اللواء التركي "ارتفاع عدد الإرهابيين غير السعوديين" الموقوفين بـ"عدم قدرة هذا التوجه على إقناع الشباب السعودي بتنفيذ عملياته بعد ارتفاع الوعي لديهم، ولعدم ثقة التنظيم في قبول السعوديين لأفكاره المتطرفة"، مؤكداً على أن "الخلايا التي تم القبض عليها في شقراء وجدة ليس بينها ارتباط، ولا يعرفون بعضهم البعض".

وبيّن اللواء أن سلطات بلاده غير قلقة من "سقوط (داعش) في سورية، وعودة السعوديين المتورطين هناك"، مشدداً: "نحن جاهزون للتعامل معهم، نحن لدينا قدرات عالية لحراسة الحدود، وحتى لو تسللوا سنتحرى عنهم ونتوصل لهم".

 من جانبه، أكد العميد بسام عطية أن الخلية التي تم القبض عليها في شقراء، والمكونة من أربعة أشخاص، تواصلت مع تنظيم "داعش" عن طريق حساب (المناصرون)، الذي يعتبر "أكثر الحسابات المشبوهة"، مشدداً على أن "الخلية كان يتم إدارتها من سورية"، وأن أعضاءها طلبوا السفر إلى هناك عن طريق وسيط، غير أن التنظيم رفض طلبهم، وأمرهم بـ"التركيز على اغتيال عدد من رجال الأمن، والقيام بعمليات داخل السعودية".

وأضاف عطية، في المؤتمر الصحافي: "رفض التنظيم دعم الخلية إلا بعد أن تقوم بعمليات إرهابية"، مشترطاً أن "لا يعترف بالعمليات التي سيقومون بها"، موضحاً أن الخلية "تحركت لاغتيال عدد من رجال الأمن في الرياض وتبوك والمنطقة الشرقية، ولكن تم إسقاط مخططهم قبل أن يشرعوا في تنفيذه"

وذكر المتحدث بخصوص عملية جدة التي استهدفت ملعب الجوهرة أن "الإرهابيين حاولوا استخدام سيارة متوسطة يمكن أن تحمل أكثر 400 كلغ من المواد المتفجرة، تغطي دائرة 1200 متر مربع".

إلى ذلك، طالبت الداخلية المطلوبين التسعة بالمسارعة لتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، كما حذرت كل من يتعامل معهم بأنه سيجعل من نفسه عرضة للمحاسبة، مشددة: "على كل من قام بمساعدتهم في السابق أن يتقدموا إلى الجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم، تفادياً لأية مساءلة نظامية قد تترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية، وتوجيه الاتهام بالمشاركة بالأعمال الإرهابية"

كما دعت كل من تتوفر لديه معلومات عن أي منهم إلى "المسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم الخاص، أو عن طريق أقرب جهة أمنية، مع التأكيد على شمول المبلغين عن المطلوبين بالأمر السامي الكريم القاضي بمنح مكافأة مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، وتزداد هذه المكافأة إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية".