الإحاطة الأممية حول الوضع الإنساني بسورية تتحول لمسرح للخلافات

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
27 أكتوبر 2016
8F88735A-A55F-4FA7-8DF5-16C84BE57143
+ الخط -

شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سورية مشادات كلامية وتبادلا للاتهامات بين ممثل روسيا من جهة وممثلي كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى. وتحولت الجلسة، التي كان من المفترض أن تكون بدايتها مفتوحة تقدم فيها الأمم المتحدة إحاطة حول الوضع الإنساني ومن ثم تستمر بشكل مغلق، إلى مسرح يعكس الخلافات بين الدول الكبرى. كما وجه ممثل روسيا لمجلس الأمن، فيتالي تشوركين، اتهامات شديدة اللهجة للأمم المتحدة متهما إياها بعدم الحيادية.


ومن جهته، وجه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، انتقادات شديدة اللهجة للدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال إحاطته الشهرية أمام المجلس حول الوضع الإنساني في سورية عامة وحلب خاصة. وعبر أوبراين عن إحباطه وغضبه الشديد تجاه استهداف المدنيين وعجز مجلس الأمن عن التوصل لحل لوقف سفك الدماء في سورية.

وأتهم أوربراين مجلس الأمن بعدم القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه الوضع بسورية من أجل وقف قتل المدنيين. ووصف حلب بأنها "منطقة قتل"، مؤكداً أنه ومنذ إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، قبل شهر تقريباً، قتل أكثر من 400 شخص وجرح حوالي ألفين في شرق حلب. وأكد أن الكثير منهم من الأطفال.

وحول إعلان الهدنة أحادية الجانب ووقف النظام السوري وروسيا قصفهما الجوي على شرق حلب الأسبوع الماضي، قال أوبراين ”إن الأمم المتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي ومنظمات غير حكومية قدمت مخططاً واضحاً لإخلاء الجرحى والمرضى وعائلاتهم من شرق حلب إلى أماكن يختارونها، لكن تلك المجهودات المعقدة والمفاوضات مع جميع الأطراف المعنية باءت بالفشل الذريع".

وعن طبيعة تلك التعقيدات قال أوبراين "لقد تأخر ممثل الناس والمتحدثون باسمهم في حلب بتسليمنا قوائم المرضى الذين يجب إخلائهم. كما رفضت الحكومة السورية السماح بإدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى شرق المدينة". ونوه إلى إنه وعلى الرغم من ذلك كانت الأمم المتحدة "مستعدة في 23 من الشهر الجاري بتقديم المساعدات إلا أن معارضة فصيلين من قوات المعارضة المسلحة وهما "أحرار الشام" و "نور الدين زينكي" قوضا تلك الخطط". وأضاف أنه "فشلت الأطراف بالقبول بشروط بعضها البعض ولم نتمكن من إقناع الجانب الروسي والسوري بتمديد الهدنة".



وقال أوبراين إن الأطراف التي تتهم بعضها البعض بالمسؤولية عن الفشل هي تلك التي وضعت مصالحها الشخصية في المقدمة والحيلولة دون الوصول إلى أي تسوية. وتحدث عن أن استخدام الاحتياجات الإنسانية كورقة للضغط والمساومة غير مقبول لكن أطراف النزاع في سورية تقوم بذلك.

ووجه أوبراين الانتقادات للنظامين السوري والروسي قائلا "لم تتمكن القوات الروسية والسورية من البرهنة على إرادتها وسعيها لحماية المرافق الطبية في شرق حلب، حيث استمرت الهجمات على المستشفيات والعاملين الطبيين. وبقي فقط حوالي ثلاثين طبيبا داخل المدينة وستة مستشفيات تعمل بشكل جزئي".

وتحدث أوبراين عن نقص في الأدوية والاحتياجات الأساسية داخل المستشفيات بما في ذلك البطانيات، حيث تستخدم أكياس البلاستيك المخصصة لحفظ الجثث عوضا عن البطانيات للتدفئة. وأضاف أوبراين "دعونا نكون واضحين، شرق حلب محاصرة من قبل الحكومة السورية. ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى المنطقة منذ أربعة أشهر تقريباً. الكثيرون ينجون بأكل وجبة رز واحدة في اليوم وما يمكن شراؤه في السوق المحلية أسعاره خيالية وفي الوقت نفسه يتم قصف المدنيين من قبل قوات سورية وروسية".

وأنهى أوبراين إحاطته قائلا لأعضاء مجلس الأمن "لا يوجد أدنى شك أو تساؤل حول ما إذا كان أعضاء المجلس يعلمون ما يحدث في سورية؟ السؤال اليوم هو ما الذي ستفعلونه وأي الخطوات ستتخذون من أجل تقديم المساعدة لأناس في أمس الحاجة إليها؟"

ذات صلة

الصورة
سمير عثمان الشيخ يؤدي اليمين أمام الأسد، (صورة متداولة عبر إكس)

سياسة

اعتقلت سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة الأميركية، ضابط المخابرات السورية السابق، سمير عثمان الشيخ، في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا.
الصورة
صندوق اقتراع بأحد مراكز التصويت بدمشق، 15 يوليو 2024 (رويترز)

سياسة

انعكست الظروف المعيشية المتردية والأوضاع الأمنية والسياسية التي تعيشها سورية، على انتخابات مجلس الشعب التابع للنظام السوري، التي جرت أمس الاثنين
الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
عمال إنقاذ وجنود أمام مستشفى كييف بعد تعرضه للقصف، 8 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بشأن أوكرانيا على خلفية حادثة تعرض مستشفى للأطفال في كييف لقصف صاروخي، وسط تضارب الروايتين الروسية والأوكرانية