وزير خارجية طبرق في باريس لتلميع صورة حفتر

02 أكتوبر 2016
يسعى حفتر إلى تعزيز موقعه في الخريطة السياسية (Getty)
+ الخط -
شهدت باريس، اليوم الأحد، تحركاً دبلوماسياً من جانب الحكومة المؤقتة المنبثقة عن برلمان طبرق، التي تعمل على تلميع صورة قائدها العسكري خليفة حفتر، الساعي إلى انتزاع مكانة في الخارطة السياسية الليبية.

ووصل، اليوم الأحد، إلى العاصمة الفرنسية وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة المنبثقة عن برلمان طبرق، محمد الدايري، للتحضير للاجتماع المخصص لتدارس الأزمة الليبية، فضلاً عن تنفيذ مهمة تلميع صورة حفتر.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، قد دعا الدايري، الأربعاء الماضي، إلى زيارة باريس للتحضير للاجتماع المخصص حول ليبيا، الذي سيشارك فيه ممثلون عن دول عدة بينها مصر وتركيا وقطر والإمارات، والذي من المتوقع أن يبدأ في بحر الأسبوع الجاري.

ومن المقرر أن ينظم الدايري، غداً الإثنين، في باريس، لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام هناك، في إطار مبادرة دبلوماسية لتلميع صورة الحكومة الليبية المؤقتة التي يرأسها عبدالله الثني، ويُعتبر حفتر قائداً للجيش التابع لها. ويحاول هذا الأخير تعزيز موقعه في الخريطة السياسية الليبية، بعد استيلاء قواته على منطقة الهلال النفطي وسيطرته على الموارد النفطية الليبية.

من جهتها، تسعى الدبلوماسية الفرنسية إلى العمل على تحقيق مصالحة وطنية في ليبيا بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها دولياً والتي يقودها رئيس الوزراء فائز السراج، والحكومة المؤقتة في البيضاء المنبثقة عن برلمان طبرق في الشرق الليبي، والذي يحتل حفتر قيادته العسكرية.

ونجحت فرنسا في تذويب البرود الدبلوماسي الذي شاب علاقتها، أخيراً، مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، بعد الزيارة التي قام بها الأخير إلى باريس، الثلاثاء الماضي، والتقى خلالها الرئيس فرانسوا هولاند ووزير الخارجية ووزير الدفاع جان أيف لودريان.

وأكّد هولاند للسراج أن باريس "تضع ثقتها فيه ليتمكن من توسيع حكومته وضمان مشاركة كل الأطراف المعنيين". وأضاف "أن مصلحة المجتمع الدولي تكمن في وجود ليبيا مستقرة وآمنة، من هنا تبرز الأهمية الكبرى للدعم الذي علينا أن نقدمه لحكومة الوفاق الوطني".

وكان لافتاً أن هولاند حرص على طمأنة السراج بخصوص الموقف الفرنسي حول سيطرة حفتر على الموارد النفطية الليبية، إذ شدد على "وجوب أن تسيطر عليها الدولة، بحيث يستفيد جميع السكان من عائداتها".

ومن المتوقع أن يبحث اجتماع باريس صيغة لعقد مصالحة بين الفرقاء الليبيين، وهذا ما عكسته تصريحات السراج في باريس، إذ أكد أن "الحوار وحده يمكن أن يجنب البلاد حرباً أهلية"، معرباً عن استعداده لتشكيل حكومة جديدة ودمج قوات حفتر.

وشهدت العلاقة بين باريس وطرابلس توتراً مفاجئاً بعد حادث مقتل ثلاثة جنود فرنسيين من القوات الخاصة إثر إسقاط مروحية كانوا على متنها في بنغازي. وهو الحادث الذي كشف الدعم العسكري الفرنسي لقوات حفتر.

وفي 25 يوليو/تموز الماضي، استدعى السراج السفير الفرنسي لدى ليبيا المقيم مؤقتاً في تونس، أنطوان سيفان، ليبلغ احتجاج حكومة الوفاق الوطني على التواجد العسكري الفرنسي في الشرق الليبي.

المساهمون