تهليل إسرائيلي لـ"السابقة البريطانية": نحتاج لمزيد من محاربة "الإخوان"

07 يناير 2016
دعوة إسرائيلية لحزم بريطاني أكبر ضد الجماعة(جاستين تاليس/فرانس برس)
+ الخط -
لم تتأخر الدعوات الإسرائيلية المُطالِبة باستغلال نتائج التقرير الذي أصدرته الحكومة البريطانية بشأن مستقبل تعاطيها مع جماعة "الإخوان المسلمين"، وسط مطالبات بمزيد من الضغوط الإسرائيلية لإقناع الحكومة البريطانية بخطوات أشد حزماً ضد الجماعة خصوصاً، وضد أي فصيل ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي عموماً، حتى المجموعات التي تؤمن بالعمل السياسي السلمي على قواعد تداول السلطة ديمقراطياً. وقال الكاتب الإسرائيلي البارز إفرايم هراري، إن "التقرير البريطاني يحسّن من قدرة إسرائيل على مواجهة الجماعة وفروعها، لا سيما حركة حماس". وشدد هراري في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" المقرّبة من الحكومة الإسرائيلية أخيراً، على أن أهم تداعيات التقرير البريطاني تمثّل في إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رفضه أنشطة عناصر جماعة "الإخوان المسلمين" المتواجدين في بريطانيا والذين يؤيدون حركة "حماس"، على اعتبار أنها معادية لإسرائيل.

واعتبر هراري في مقاله الذي جاء بعنوان "الإخوان المسلمون هم مصدر الخطر الحقيقي"، أن إعلان كاميرون يمثّل "سابقة بالغة الأهمية"، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يحدد فيها زعيم غربي موقفه من جماعة إسلامية استناداً إلى موقفها من إسرائيل. ورأى هراري أن "التقرير البريطاني يسهم في نزع الشرعية الدولية عن حق "الإخوان المسلمين" في ممارسة الحكم، لاتهامه الجماعة بتبني بعض المنطلقات الأيديولوجية التي تتناقض مع القيم الديمقراطية وسلطة القانون وحرية الفرد والمساواة والاحترام المتبادل".

واستدرك هراري أنه "يتوجب على إسرائيل إقناع الحكومة البريطانية بإعادة تقييم بعض التوصيات الواردة في التقرير لتكون أكثر حزماً تجاه الجماعة". وعلى الرغم من أنه أقر بأنه لا يوجد ما يدل على أن جماعة "الإخوان المسلمين" على علاقة بالعمليات الإرهابية التي استهدفت أوروبا، إلا أنه زعم أن "الجماعة تحاول السيطرة على أوروبا من خلال توظيف زيادة معدلات تكاثر المسلمين العالية مقارنة بغيرهم من الأوروبيين في السيطرة على أوروبا".

وادعى هراري أن بعض قيادات الجماعة دعوا إلى تحويل أوروبا إلى قارة إسلامية من خلال "ممارسة الدعوة وليس شن الحرب". وحثّ أوروبا على عدم السماح للمسلمين بإقامة مؤسسات تعليمية ودينية خاصة بهم تثقّف على قيم الإسلام، على اعتبار أن هذه المؤسسات تمثّل "تهديداً مباشراً لأوروبا"، محذراً من "مخاطر وتداعيات التمييز بين الإسلام السياسي والإسلام الجهادي، على اعتبار أنهما يمثّلان وجهين للعملة نفسها".

اقرأ أيضاً: بريطانيا: "تقرير جنكينز" حول "الإخوان" يدينهم ولا يحظرهم

وفي السياق، توقّع "مركز أبحاث الأمن القومي"، أحد أهم مراكز التقدير الاستراتيجي في إسرائيل، أن تسفر الحرب التي يشنّها نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضد "الإخوان"، إلى انضمام عناصر من الجماعة إلى دائرة العمل ضد إسرائيل. وفي دراسة صادرة عنه نُشرت في العدد 781 من مجلة "مباط عال"، التي نُشرت قبل أيام، قال المركز إن الحرب التي يشنّها نظام السيسي قد أضعفت القيادة التاريخية لجماعة "الإخوان المسلمين" وأحدثت جدلاً واسعاً في صفوفها، لا سيما في كل ما يتعلق بمسألة طابع "النضال" الذي يتوجب أن تخوضه الحركة ضد النظام.

واعتبرت الدراسة أن "الكثيرين من عناصر الجماعة يطالبون بشن عمليات عنفية ضد النظام، في حين تطالب القيادة بالحفاظ على الطابع السلمي للنضال". ولم تستبعد الدراسة أن يلجأ عناصر "الإخوان" المطالبون بـ"النهج العنفي" إلى تشكيل أطر عسكرية لمواجهة النظام أو الانضمام لأطر الحركات الجهادية التي تقاتل النظام، لا سيما تنظيم "ولاية سيناء". وحذر المركز من أن انخراط عناصر الجماعة في تنظيمات جديدة فضفاضة أو تنظيمات قائمة تواجه النظام المصري، سيسهل على هذه العناصر الإسهام في العمل ضد إسرائيل مستقبلاً، لا سيما في حال اختاروا الانضمام لتنظيم "ولاية سيناء" أو أي تنظيم جديد ينتمي لتيار "السلفية الجهادية".

يذكر أن مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد، كان قد أكد أن الانقلاب الذي قاده السيسي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، "حال دون تمكن الإخوان من تنفيذ مخططهم لتغيير المعادلات الإقليمية بشكل جذري". وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "ميكور ريشون" قبل أيام، امتدح جلعاد بشكل خاص الحرب التي يشنّها نظام السيسي على حركة "حماس"، معتبراً أن هذه الحركة تمثّل مصدر تهديد لكل من مصر وإسرائيل.

اقرأ أيضاً: التقرير البريطاني حول "الإخوان": تناقضات والتباسات تفضح الضغوط

المساهمون