"داعش" يتقدم في القلمون ويؤخر انسحابه من جنوب دمشق

23 يناير 2016
عناصر "داعش" أرجأوا انسحابهم من جنوب دمشق (أرشيف/ الأناضول)
+ الخط -

أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم السبت، سيطرته على نقاط ومواقع للنظام السوري في منطقة القلمون، قرب دمشق، في وقت تأجل فيه انسحاب عناصره من جنوب العاصمة إلى شمال شرقيّ البلاد للمرة الثانية خلال شهر.


وأفادت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش"، أنّ عناصر الأخير تمكنوا، فجر اليوم، من السيطرة على نقاط عسكرية وتلال كانت قوات النظام تتمركز داخلها في محيط اللواء 128 في القلمون الشرقي، شمال غربي دمشق.

وجاء ذلك، وفق الوكالة، بعد هجوم من عدة محاور استخدم فيه عناصر التنظيم الأسلحة الثقيلة، وانتهى بسيطرتهم على نقاط محيطة بمحطة ضخ خط البنزين من الجهة الشرقية، وعدد من التلال في الجهة الجنوبية الشرقية، بعدما قتلوا ثمانية عناصر لقوات النظام واستولوا على منصة إطلاق صواريخ "كورنيت" وعدد من الصواريخ، إضافة إلى بعض الآليات والذخائر.

وتسمح التلال التي سيطر عليها التنظيم بكشف بعض القطع العسكرية المنتشرة في المنطقة، كما تمنع النقاط في محيط مضخة البنزين قوات النظام من إصلاح الخط الذي يصل إلى مدينة دمشق والذي كان التنظيم قد فجره في وقت سابق، وفق المصدر.

في المقابل، سقط قتلى وجرحى مدنيون، مساء اليوم، جرّاء قصف للنظام السوري طاول مدينة معضمية الشام غربيّ دمشق، في وقت تواصلت فيه المواجهات بين عناصر الأخير ومقاتلي المعارضة المسلّحة على جبهات المنطقة.

وأوضح مصدر محليّ لـ"العربي الجديد" أنّ "قوات النظام ارتكبت مجزرة في مدينة معضمية الشام غربي دمشق، حيث استهدفت الأحياء السكنية على جبهتها الجنوبية بثمانية عشر برميلاً متفجراً وصواريخ أرض- أرض وقذائف مدفعية، خلّفت عدداً من القتلى والجرحى بين المدنيين".

وبحسب المصدر فإنّ قوات النظام مدعومة بمليشيات عدة، بدأت، صباح اليوم، التقدم البريّ بخمس دبابات وعربتي "شيلكا" وكاسحة ألغام قبل أن يتصدى لها الجيش الحرّ ويتمكن من إعطاب إحدى دباباتها موقعاً تسعة قتلى وعشرات الجرحى بين عناصره.

وفي جنوب العاصمة، "عاد مقاتلون تابعون للجيش الحر يقدّر عددهم بالعشرين إلى بلدة يلدا بعد عدة أيام من دخولهم حيّ الحجر الأسود معقل تنظيم الدولة، بسبب تأجيل موعد انسحاب الأخير من المنطقة إلى مناطق سيطرته في الشمال الشرقي للبلاد"، وفق ما ذكر مصدر من تجمع "ربيع ثورة" لـ"العربي الجديد".

وأشار المصدر إلى أنّ "مقاتلي الحر بقوا خلال فترة تواجدهم في الحجر الأسود في مقراتهم القديمة قبل انسحابهم منها منذ نحو سنة، دون أن يستلموا نقاط الرباط التي من المفترض استلامها من تنظيم الدولة، الأمر الذي فسّره متابعون بأن التنظيم لن يسلّم نقاط الرباط إلا قبل ساعات قليلة من انسحابه".

وأرجع المصدر تأجيل انسحاب التنظيم للمرة الثانية، في غضون شهر، لسببين، يتعلّق أولهما بمعاركه ضد قوات النظام في مدينة دير الزور وريفها، وصورة النظام أمام مؤيديه فيما لو أخرج عناصر التنظيم من جنوب دمشق بشكل سلمي، في الوقت الذي قتل فيه التنظيم عشرات من عناصر النظام في معارك الدير خلال الأيام الماضية.

ويرتبط السبب الآخر بسعي النظام خلال جولة المفاوضات القادمة في جنيف لإظهار نفسه كمفاوض قويّ لديه القدرة على حلّ كثيرٍ من الملفّات الداخلية، حتى ولو كانت مع تنظيم إرهابي كتنظيم "داعش"، ومن ضمنها ملف انسحاب عناصر الأخير من محيط العاصمة دمشق إلى شمال شرق سورية.

المساهمون