العراق: مخاوف من سقوط مدن بصلاح الدين بقبضة "داعش"

16 يناير 2016
"داعش" يسخر المساحات الشاسعة لصالحه (فرانس برس)
+ الخط -

تثير سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مساحات واسعة في محافظة صلاح الدين، ووجود جيوب له في مساحات أخرى، مخاوف مسؤولي المحافظة، والذين حذّروا من سقوط مدن كبيرة من المحافظة بيد التنظيم.


وحمّل المسؤولون الحكومة المركزيّة وهيئة مليشيا "الحشد الشعبي" مسؤوليّة كل ذلك، مستغربين عدم اتخاذهم قرارات وتحركات تصب بصالح الملف الأمني للمحافظة، على الرغم من انفرادهم بالقرار الأمني فيها.

وفي هذا السياق، قال النائب عن المحافظة عبد القهّار السامرائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "امتداد محافظة صلاح الدين الجغرافي طويل جداً، وإنّ تنظيم داعش ما زال يسيطر على مساحات شاسعة في المحافظة"، موضحاً أنّ "التنظيم يُخضع أكثر من 30 بالمائة من مساحة المحافظة إلى سيطرته".

وأضاف أنّ "داعش يسيطر من الناحية الغربية للمحافظة على مناطق الجزيرة وغرب سامراء وصولاً إلى الأنبار والموصل، ومن الشرق يسيطر على مناطق شمال بلدة الدور باتجاه كركوك وصولاً إلى الموصل".

وأشار إلى أنّ "هذه المساحات ليست سهلة بالمنظور العسكري، وأنّها تمنح داعش فرصة كبيرة بتنفيذ مخططاته ومهاجمته مناطق أخرى داخل قلب المحافظة"، مؤكداً أنّ "المحافظة اليوم، تعيش في خطر هجمات داعش، والتي نشطت خلال الفترة الأخيرة، واستطاع التنظيم أن يحقق تقدّماً في بعض المناطق"، مشيراً إلى أنّ "الإجراءات الأمنيّة في المحافظة ضعيفة وهشّة، وليست بحجم الخطر الذي يشكله داعش على المحافظة".

وأوضح أنّ "الحكومة المركزيّة وهيئة الحشد الشعبي، هما الجهتان الوحيدتان اللتان تديران الملف الأمني في المحافظة، لم يتخذا قرارات أو خطوات عمليّة للسيطرة على الملف الأمني، خصوصاً في المناطق المحرّرة".

اقرأ أيضاً: العراق: مقتل المفتي الشرعي لـ"داعش" في الأنبار

من جهته، أكّد الخبير الأمني، أحمد السعيدي، أنّ "داعش يسطر على ثلاث جهات من المحافظة، وهي الشرقية والغربيّة والشماليّة، فضلاً عن وجود جيوب له داخل المدن المحرّرة، الأمر الذي يجعل المحافظة في دائرة الخطر".

وقال السعيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّه "يتحتّم على الجهات المسؤولة عن الملف الأمني في المحافظة أن تراجع حساباتها، وتضع خطّة للهجوم على داعش وتحرير المحافظة بالكامل"، مبيناً أنّ "القوات الأمنيّة والقوات الموالية لها هي اليوم في موضع دفاع عن المناطق المحرّرة فقط، فيما داعش بموضع هجوم، الأمر الذي يؤكّد استعادته زمام المبادرة في المحافظة".

وحذّر من "امتداد داعش مجدّداً في صلاح الدين، الأمر الذي سيجعل من محافظة الأنبار والتقدّم الذي أحرز فيها بخطر جديد، وقد يعيد داعش سيطرته على الرمادي، عبر امتداده من محافظة صلاح الدين"، مؤكّداً "أهميّة وضع استراتيجيّة أمنيّة مشتركة لمحافظتي صلاح الدين والأنبار".

يشار إلى أنّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) عاود أخيراً نشاطه في محافظة صلاح الدين وهاجمها من عدّة محاور، واستطاع أن يسيطر على بعض مناطقها ثم ينسحب، الأمر الذي أربك القوات الأمنيّة.