تجمّعات "أبو النوار" الفلسطينية مهدّدة بالتهجير

30 اغسطس 2015
الاحتلال يواصل عمليات الاقتحام للتجمّعات (فرانس برس)
+ الخط -

يهدّد الاحتلال سكان قرية أبو النوار البدوية في جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، بهدم مساكنهم وتهجيرهم منها بغرض تنفيذ مخططات ومشاريع استيطانية تربط القدس المحتلة بعضها ببعض.

ويواصل ما يُسمى بـ"تنظيم الإدارة المدنية" الإسرائيلية عمليات الاقتحام المتكررة للتجمّعات البدوية التي تعيش في القرية، ويسلمهم إخطارات بهدم مساكنهم بمهلة زمنية كان آخرها الخميس الماضي، بالتزامن مع المعركة القانونية التي يخوضها الأهالي في أروقة محاكم الاحتلال من أجل إيقاف قرارات التهجير.

وتعيش قرابة 110 عائلات بدوية فلسطينية حالة من القلق والترقب، بعد سلسلة تهديدات من الجيش الإسرائيلي بتهجيرهم، في الوقت الذي تنوي فيه تلك العائلات مواجهة قرارات الاحتلال ترحيلهم عن مساكنهم ومناطقهم الرعوية التي يعيشون فيها منذ عشرات السنين، ونقلهم إلى منطقة بوابة القدس في بلدة أبو ديس.

ويؤكد ممثل تجمّعات أبو النوار، أبو عماد الجهالين، لـ"العربي الجديد"، أن هناك إجماعاً بدوياً وفلسطينياً على أنه لن يكون هناك ترحيل طوعي من التجمّعات كما ينوي الاحتلال، وسيتم مواجهة القرار والصمود في وجهه، مضيفاً: "في حال تم التهجير قسراً، ستتم مقاومته والتصدي له".

وبحسب الجهالين، فإن ما يسمى بالإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، كانت قد اقتحمت أكثر من مرة تجمّعات أبو النوار وسلّمت جميع الأهالي إخطارات على شقين بترحيلهم وهدم منازلهم، موضحاً بأن الشق الأول من الإخطارات كان للأهالي الذين لديهم منازل شُيدت قبل العام 2002 طالبتهم فيها بمراجعة الإدارة المدنية حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي للاتفاق على صيغة الترحيل. فيما يقضي الشق الآخر من الإخطارات، بهدم ووقف البناء في كافة المنازل التي شُيدت بفعل الزيادة السكانية الطبيعية بعد العام 2002 حيث ستُعقد لهم جلسة لمحكمة إسرائيلية في الشهر المقبل.

اقرأ أيضاً: مخلّفات الاحتلال... قنابل موقوتة لتهجير فلسطينيي الأغوار

وتعود عمليات الترحيل إلى مخططات الاحتلال المسماة بمشروع (E1) والذي يقضي بتهجير قرابة 46 تجمّعاً بدوياً يعيشون على مشارف القدس المحتلة وبالقرب من مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة وربطها بالقدس، ويرى الجهالين بأن قرارات الترحيل تعود لتنفيذ تلك المخططات، إذ يريد الاحتلال إفراغ الأرض من السكان بغرض تنفيذ مخطط الجدار الشرقي والذي يهدف إلى مشروع القدس الكبرى الذي يمتد من القدس الغربية وحتى البحر الميت.

ويشير إلى أن عمليات التهجير وتنفيذ المخططات، ستفصل الصحراء الفلسطينية عن محيطها من المدن والقرى، إضافة إلى فصل مدن شمال الضفة الغربية عن جنوبها، مما سيعرقل مشروع إقامة الدولة الفلسطينية.

في المقابل، يؤكد الجهالين أن "الفلسطينيين لن يقبلوا نكبة جديدة، وأن هناك خططاً لمقاومة عمليات الترحيل القسري، وسيتخذ البدو قرية العراقيب في النقب المحتل نموذجاً، وستتم إعادة البناء كلما تمت عملية الهدم، إضافة إلى أنه ستتم مواجهة الإغلاقات العسكرية والبقاء في التلال القريبة والعودة إلى التجمعات كلما سنحت الفرصة".

وفي تجمّعات أبو النوار، تعيش العائلات في منازل من صفائح الحديد والأخشاب، ويعتمدون في حياتهم على الثروة الحيوانية والزراعة، وهم هُجّروا من أراضيهم في مدينة النقب عام 1951 ويعيشون منذ ذلك الوقت في تلك التجمعات من دون خدمات تعليمية ولا صحية ولا اجتماعية. وفي التجمعّات أيضاً روضتان للأطفال، ومشروع مدرسة للصفين الأول والثاني مع بداية العام الدراسي الجديد، فيما تخلو من المثقفين والأكاديميين وحملة الشهادات.

اقرأ أيضاً: "أملاك الغائبين": أداة الاحتلال للقبض على القدس