العملية التركية تحيي جبهة الأكراد في القضاء والشارع

30 يوليو 2015
من العمليات العسكرية التركية على الحدود مع سورية (الأناضول)
+ الخط -
على وقع توقيع رئاسة الوزراء التركية، أمس الأربعاء، رسمياً الاتفاق مع الولايات المتحدة حول فتح قاعدة إنجرليك لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ترتفع حدّة النقاشات السياسية الداخلية بين كل من الحكومة وحزب "الشعوب الديمقراطي"، حول عملية السلام والعمليات العسكرية التي يشنّها الجيش التركي ضد حزب "العمال" الكردستاني. حدّة تعيد إحياء أجواء عاشت تركيا على وقعها طيلة عقود، في ما يتعلق بشبح عودة حظر الأحزاب السياسية ومحاكمة نوابها.

وشدد المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلغيج، على أن "الاتفاق لا يتضمن دعم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في معاركه ضد داعش"، وذلك بعد تأكيد رئاسة الوزراء "قيام سلاح الجو التركي، يوم الثلاثاء، بتوجيه ضربات لمعاقل ومعسكرات العمال في سبع نقاط في شمال العراق".

وارتفع التوتر بين حزبي "العدالة والتنمية" و"الشعوب الديمقراطي"، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، معلناً انتهاء عملية السلام مع الأكراد، ورافضاً في الوقت عينه دعوة حزب "الحركة القومية" (يميني متطرف) المحكمة العليا للتحرك لإغلاق وحلّ "الشعوب". لكن أردوغان دعا إلى "محاسبة قيادات الشعوب ورفع الحصانة البرلمانية عنهم"، في ظلّ اتهام "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" الحزب الكردي بـ"مساندة العمال، لرفضه إدانته بشكل علني".

ولم تمضِ ساعات على حديث أردوغان حتى خرج الرئيس المشارك لـ"الشعوب"، صلاح الدين دميرتاش، موجّهاً انتقادات شديدة لأردوغان، واتهمه بـ"تكوين طغمة مدنية حاكمة، استولت على مفاصل الدولة، وتعمل على ضرب الشعوب الديمقراطي، لأنه كان السبب الرئيسي في فقدانها الأغلبية التي سمحت لها بالانفراد في إدارة البلاد لأكثر من 12 عاماً". قبل أن يقدّم طلباً لرفع الحصانة عن نواب الحزب، أمس.

اقرأ أيضاً: "الائتلاف" يطالب أصدقاء سورية بدعم تركيا لإقامة منطقة آمنة

وجاء طلب رفع الحصانة، بعد تقديم نائب رئيس "العدالة والتنمية"، سليمان سويلو، شكوى للمدعي الجمهوري العام في أنقرة، ضد دميرتاش، مطالباً بـ"رفع الحصانة عنه". وادعى سويلو على دميرتاش بـ"الافتراء"، بسبب تصريحاته في شهر مايو/ أيار الماضي، الذي اتهم خلالها "العدالة والتنمية" بـ"تشكيل فريق عمل مكوّن من 3500 شخص، لتزوير نتائج الانتخابات بقيادة سويلو".

في غضون ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء بالجين أكدوغان، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، بأن "الشعوب الديمقراطي ضحّى بعملية السلام في سبيل تجاوزه للعتبة الانتخابية في الانتخابات البرلمانية السابقة"، متهماً إياه بـ"تزوير آراء عبد الله أوجلان"، زعيم "العمال"، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي التركية. وقال أكدوغان: "دوماً يُكذبون باسم أوجلان، فيدّعون بأنه ضد التحول إلى النظام الرئاسي، وأنه ضد المشاركة في حكومة ائتلافية. وهذا أمر كاذب كلياً. إنهم يحاولون إنشاء سلطتهم على سلطة أوجلان".

ودافع أكدوغان عن سبب تغيير موقف أردوغان تجاه عملية السلام، رابطاً بين تغيّر موقف رئيس الجمهورية وبين الحملة التي شنّها "الشعوب" عليه، قائلاً: "كان أردوغان إيجابياً جداً، قبل أن يخرج دميرتاش في 17 مارس/ آذار الماضي قبل الانتخابات، ويبدأ بمهاجمة أردوغان بالقول: لن نجعلك رئيساً". وتساءل: "لمَ قاموا بمهاجمة راعي عملية السلام؟ علينا أن نقرأ ترتيب الأحداث بشكل جيد".

وقبل انعقاد جلسة البرلمان الطارئة، أمس، التي دعا إليها حزب "الشعب الجمهوري"، وجّه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، بدوره انتقادات شديدة لـ"الشعوب"، لـ"عدم إصدارهم أي بيان يدين أعمال العمال الإرهابية"، متوعداً بمحاسبتهم.

واتهم داود أوغلو "الشعوب" بـ"العمل وفقا لأجندة العمال"، واضعاً شرطاً واضحاً لإعادة التحاور معه، بالقول: "عندما يدينون العمليات الإرهابية التي قام بها العمال، كما يدينون أعمال داعش، عندها سنستجيب لدعواتهم، ونجلس معهم لنتحاور، وإن لم يفعلوا ذلك سيبقون في نظرنا ونظر الأمة في قفص الاتهام". 

في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء التركية عن توقيف 1302 مشتبه به، خلال عمليات أمنية شملت 39 ولاية ضد كل من "العمال" و"داعش" و"جبهة تحرير الشعب الثورية" (منظمة يسارية متطرفة).

اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون ينتظرون إعلان "المنطقة الآمنة"
المساهمون