ألف برميل متفجر يطيح بحيلة هدنة الزبداني

30 يوليو 2015
(الأناضول)
+ الخط -

أخفقت قوات النظام السوري وحزب الله مجدداً في اقتحام مدينة الزبداني في ريف دمشق، لكنها أمطرت المدينة بوابل من القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة، في حين تراجع الحديث عن هدنة بين النظام وفصائل المعارضة المسلّحة.

وتوضح الناشطة ميس الزبداني لـ "العربي الجديد"، أنّ طيران النظام أغار، أمس الأربعاء، مجدداً على الزبداني، ملقياً بمزيد من الصواريخ الفراغية، ما رفع عدد البراميل التي ألقيت على المدينة منذ بدء الهجوم عليها قبل 26 يوماً إلى 980 برميلاً، مشيرة إلى مقتل اثنين من المقاتلين في المدينة جراء هذه الغارات.

ويؤكّد ناشطون محليون لـ "العربي الجديد"، أنّ وجهاء من البلدة، توصّلوا إلى اتفاق مع قوات النظام، يقضي بدخول الأخيرة إلى البلدة برفقة الإعلام الرسمي ثم الانسحاب منها، وذلك للحفاظ على أرواح المدنيين من التهديدات التي بدأت قوات النظام بتنفيذها، مشيرين إلى أنّه تم إخلاء جميع الجرحى الذين تم إسعافهم من مدينة الزبداني إلى مكان آمن. وأفادت الناشطة ميس، أنه جرى نقل الجرحى ومعظم المدنيين النازحين من الزبداني إلى بلدة مضايا المجاورة.

وتقول مصادر مقربة من النظام، إنّ وفداً من أهالي مدينة بلودان، كان قد تقدم بورقة مصالحة إلى أهالي مدينة الزبداني، لتجنيب المدينة الأعمال العسكرية، لكن هذه الجهود تجمّدت اليوم، بعد أن وصلت إلى مراحل متقدّمة، نظراً لما سمته "هيمنة المسلحين الغرباء على قرار أهالي المدينة". ويريد عدد كبير من أهالي الزبداني، بحسب المصادر، الوصول إلى تسوية مع النظام، على غرار ما حدث في بلدة سرغايا المجاورة، لكن المسلحين الغرباء يمنعونهم من ذلك.

لكن رئيس حزب التضامن المعارض، محمد أبو القاسم، قال في تصريحات صحافية، أخيراً إنّ العمل جار لتشكيل وفد من الزبداني ومضايا يمثل فصائل معارضة بهدف لقاء ممثلين عن النظام السوري، للتفاوض بشأن تسوية محتملة تتعلق بالمدنيين في الزبداني. وأوضح أبو القاسم، أنّ حركة "أحرار الشام" ولواء "فرسان الحق" والمجلس المحلي في الزبداني، قد فوّضوه لتشكيل وفد من الزبداني ومضايا للتفاوض مع النظام، مشدداً على رفض أية هدنة، كما حصل في برزة والمعضمية، مؤكّداً التمسك بتسوية تخيّر المدنيين في الزبداني بين الخروج أو البقاء في المدينة. وأشار إلى أنّ أهالي الزبداني يريدون العودة إلى منازلهم، لكنها دُمّرت بنسبة 97 في المائة بسبب القصف.

اقرأ أيضاً معركة الزبداني: النظام يقصف بقين وتحذيرات من وقوع مجازر

وكانت قوات النظام وحزب الله اللبناني، قد حاولت ليل الثلاثاء – الأربعاء، اقتحام المدينة مجدداً، بدعم جوي مكثف من محاور عدة، أعنفها من المحور الجنوبي (سهل الزبداني)، الذي تعرض إلى قصف شديد بواسطة المدفعية وصواريخ أرض- أرض، لكنّ المدافعين عن المدينة، من أهلها وفصائل المعارضة، تمكّنوا من صد الهجوم، مكبّدين النظام وحلفاءه خسائر في العتاد والقوات، ومن بينهم أحد قادة المجموعات المقاتلة في الزبداني، علي عباس مرتضى، بحسب ما أوردت مواقع موالية لحزب الله.

وتوضح مصادر ميدانية لـ "العربي الجديد" أنّ قوات النظام تقوم أثناء تقدمها في سهل الزبداني، بفتح طرقات لها في الحقول بواسطة الجرافات المزوّدة بآلة لحفر القبور في الخطوط الخلفية للمعركة، حيث تلجأ قوات النظام إلى دفن قتلاها، وتبليغ أهاليهم بأنهم مفقودون، للتقليل من خسائرهم البشرية وتكاليف نقلهم إلى ذويهم.

وكان المدافعون عن المدينة، هدّدوا بنقل المعارك إلى مراكز قيادة النظام ضمن العاصمة، واستهداف المراكز الأمنية والعسكرية الحساسة لديه، مع فرض حظر التجوال على الأهالي، اعتباراً من صباح أمس الأربعاء. وحدّد البيان الذي صدر عن المدافعين، المراكز المستهدفة بـ "قيادة الأركان"، ومراكز قوات النظام في جبل قاسيون، وتجمع الشبيحة في مساكن العرين، وتجمع الشبيحة في مساكن المزة 86، والمربع الأمني في منطقة المهاجرين، والمربع الأمني في شارع مديرية التوجيه السياسي.

في المقابل، نفّذت قوات النظام تهديدها باستهداف بلدة بقين المحاذية لمدينة الزبداني في ريف دمشق، على الرغم من توقيع هذه البلدة لمصالحة مع قوات النظام، تقتضي بعدم قصفها، وذلك بعد رفض أهالي البلدة تسليم المدنيين النازحين إليها من مدينة الزبداني بحجة أنّ من بينهم مطلوبين لقوات النظام.

وكانت قوات النظام طلبت من أهالي بلدة بقين تسليمهم آلاف المدنيين النازحين، ومن بينهم عشرات الجرحى المدنيين. ونتيجة لعدم استجابة الأهالي، استهدف الطيران المروحي المنطقة بثلاثة براميل متفجرة، سقط اثنان في وسط المدينة، والآخران على أطرافها.

اقرأ أيضاً: الصواريخ الفراغية تقصف الزبداني في اليوم الـ22 للعدوان