تونس في قمة السبعة الكبار: هل تصدق الوعود؟

08 يونيو 2015
السبسي يؤجل الكلام كي يقدم شيئاً ملموساً (Getty)
+ الخط -

حل الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، ظهر أمس الأحد، في ألمانيا بدعوةٍ من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للمشاركة في قمة الدول الصناعية الكبرى، والتي تنعقد يومي السابع والثامن من يونيو/حزيران بمقاطعة بافاريا.

ويحمل السبسي معه إلى القمة الآمال الكبيرة، وجملة من الأسئلة التي تود تونس أن تجد لها إجابات صريحة، تتجاوز الدعم المعنوي ومؤازرة "الربيع العربي"، والوقوف إلى جانب الانتقال الديمقراطي.

ويعود سبب البرود التونسي الذي يرافق هذه الرحلة، إلى قمة الثمانية التي احتضنتها مدينة دوفيل الفرنسية بُعيْد الثورات العربية، والتي استضافت فيها القمة تونس ومصر، وأغدقت عليهما وعوداً بعشرات مليارات الدولارات دون أن ينفذ منها شيء.

ويؤكد المسؤولون التونسيون، أنهم لا ينتظرون مِنّة أو إعانات مجانية، بل يدعون إلى شراكة يكسب منها الجميع، غير أنهم في المقابل يريدون موقفاً حاسماً من عدة قضايا مبدئية، أبرزها مكافحة "الاٍرهاب" في الحوض الجنوبي من المتوسط، في ظل التقدم المتسارع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا، واقترابه من الحدود التونسية، ومقاومة المجموعات المتشددة التي تشكل تهديداً حقيقياً على تونس والجزائر بنفس الوقت.

وتحل تونس على القمة ضيف شرف، والتي تحظى وفق ما قالت مصادر "العربي الجديد"، بدعم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي أصبح "أحد الأصدقاء الهامين" لتونس والداعمين لها في هذه المرحلة، اقتناعاً منه بنجاح النموذج التونسي في إثبات عدم تعارض الإسلام والديمقراطية.

وأكدت المصادر، أن أوباما كان وراء دعوة تونس، وأنه سيحث شركاءه على تقديم دعم حقيقي لها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها التجربة الوحيدة الناجحة في بلدان "الربيع العربي".

غير أن السبسي، سيعود سريعاً من زيارته إلى الهموم الداخلية المتراكمة في البلاد، والتي تزايدت مع الاحتجاجات الاجتماعية الكثيرة التي يشهدها الجنوب، والإضرابات المتعددة التي شملت قطاعات حساسة كالتعليم والصحة والنقل، وغيرها من المشاكل التي ترفع مستوى التشنج السياسي في البلاد.

ويعول السبسي كثيراً على رحلته الألمانية لحل بعض هذه المشاكل، والتحدث إلى مواطنيه بعد الغياب الذي طال نسبياً خصوصاً خلال أزمات الجنوب الأخيرة، والذي أعادته مصادر "العربي الجديد"، لكون السبسي يود أن يقدم حلولاً ملموسة عندما يتكلم.

ولهذا تبدو رهانات السبسي في الجلوس إلى الكبار كبيرة أيضاً، ولكن يبقى السؤال في ما إذا كانت الكلمات ستنجح في إقناع أوروبا المتعبة بتقديم شيء ملموس لتونس.

اقرأ أيضاً الاتفاقية التونسية ــ الأميركية: سجال الداخل وانزعاج الجيران
اقرأ أيضاً تونس ـ واشنطن: شراكة برتبة أطلسيّة