"داعش" يحقق مكاسب في الحسكة ويتكبّد خسائر في القلمون

25 يونيو 2015
مراكز غير مستقرة لأطراف الصراع في الحسكة (فرانس برس)
+ الخط -
سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فجر اليوم الخميس، على عدة أحياء داخل مدينة الحسكة شمال شرق سورية، وذلك بعد أن شنوا هجوماً مباغتاً على المدينة من الجهة الغربية. يأتي هذا بينما تلقى التنظيم ضربة موجعة في القلمون بكمين للمعارضة.

وأوضح الناشط الإعلامي، مجيد محمد، لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم "بدأ في ساعةٍ متأخرة ليل أمس، واستهدف بدايةً حي النشوة، الذي تسيطر عليه مليشيا الدفاع الوطني وكتائب البعث"، مشيرا إلى أنّ قوات النظام "انسحبت فجر اليوم ليسيطر التنظيم على حي النشوة الشرقية، وفرع الأمن الجنائي ومؤسسة الكهرباء، ومناطق أخرى قريبة".

الصحافي الذي يتحدر من مدينة الحسكة، لفت إلى أنّ "المعارك تسبّبت في موجة نزوح كبيرة باتجاه أحياء الصالحية والعزيزية، وتل حجر، والمفتي" (مناطق ذات أغلبية كردية تسيطر عليها وحدات حماية الشعب)، مبيناً أن "هذه الأحياء بدأت تشهد حركة نزوح باتجاه مدن الدرباسية، وعامودا، والقامشلي، خوفاً من وصول المعارك إليها".

من جهته، قال الناشط الإعلامي، علي الحريث، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش اعتمد في هجومه السريع على المقاتلين الانغماسيين، الذين خلقوا فوضى في المدينة أربكت قوات النظام"، مؤكداً سيطرة التنظيم نتيجة المعارك على مناطق حي النشوة الغربية، النشوة الشرقية، النشوة شريعة، حي الليلية، النشوة فيلات، السكن الشبابي، كلية الآداب.

اقرأ أيضاً: غارات للتحالف على "داعش" وتقدم "بركان الفرات" بريف الرقة 

وذكر أن "طيران النظام شن عدة غارات جوية بالبراميل المتفجرة، قصف فيها حي النشوة الغربية، كما قصف مدينة الشدادي وقرية عطالة في الريف الجنوبي، كما قصف النظام بالهاون حي النشوة" في ما يبدو أنها محاولات لوقف تقدم التنظيم.

ويأتي هجوم "داعش"، فجر اليوم، الخميس، بعد يومين من تنفيذه هجمات بشاحنات مفخخة، ومقاتلين انتحاريين، استهدف خلالها مواقع عسكرية وأمنية للنظام وللوحدات الكردية في الحسكة، والتي كانت تشهد، منذ مساء الثلاثاء، استنفاراً أمنياً.

وكان "داعش" قد شن عدة هجمات في السابق على المدينة، من جهة فوج الميلبية ومناطق يسيطر عليها جنوب المدينة، فيما جاء الهجوم هذه المرة من جهة جبل عبدالعزيز غرب المدينة.

وتقع الحسكة أقصى شمال شرق سورية، وتبعد عن العاصمة نحو 700 كيلومتر، ويسيطر النظام على الأحياء العربية فيها، بينما تسيطر "وحدات حماية الشعب" على الأحياء ذات الغالبية الكردية.

من جهته، قال الجيش الأميركي إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذت ضربة جوية في مدينة الحسكة السورية، أمس الأربعاء، ضد "داعش" كما قصفت أهدافا أخرى للتنظيم في سورية والعراق.

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان إن الضربة الجوية في الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة النظام السوري، وأخرى تحت سيطرة الأكراد، قصفت وحدة لمقاتلي "داعش".

وذكر البيان الصادر، اليوم الخميس، أن ضربتين جويتين أخريين نفذتا في سورية قرب مدينتي حلب وتل أبيض.

وقالت قوة المهام إن التحالف نفذ 13 ضربة جوية ضد "داعش" قرب مدن الموصل والرمادي وتلعفر وبيجي والبغدادي والفلوجة في العراق.

اقرأ أيضاً: "داعش" يعزّز مواقعه بالرقة واستنفار في الحسكة

في المقابل، تمكنت قوات المعارضة السورية المتمركزة في منطقة القلمون الشرقي من القضاء على قوة كبيرة تابعة لتنظيم "داعش"، كانت تحاول التسلل نحو مناطق سيطرة المعارضة في منطقتي جبال الأفاعي وخان المنقورة في القلمون.

وأكد الناشط همام القلموني، عضو اتحاد المكاتب الإعلامية في القلمون، لـ"العربي الجديد"، أن قوات فيلق الرحمن وجيش أسود الشرقية، التابعة للمعارضة السورية، تمكنت قبل فجر الخميس من نصب كمين لرتل مؤلف من نحو عشرين آلية لقوات "داعش" في منطقة البترا في القلمون الشرقي، لتندلع اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات التنظيم في المنطقة، نجم عنها مقتل سبعين عنصرا من عناصر "داعش"، وعنصرين اثنين من قوات المعارضة السورية.

ولفت القلموني إلى أن قوات المعارضة غنمت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وعدداً من السيارات، التي كانت بحوزة مسلحي التنظيم، كما أشار إلى أن هذه الخسائر التي تكبدها التنظيم هي الأكبر من نوعها بالنسبة لقواته في المنطقة منذ معركة السيطرة على منطقة المحسا شمال القلمون الشرقي في شهر مايو/أيار الماضي.


اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تبدأ معركة طرد "داعش" من القلمون الشرقيّ

المساهمون