العد العكسي للانتخابات التركية: لعب الأوراق الأخيرة

02 يونيو 2015
مناصرو "الشعب الجمهوري" المعارض (آدم ألتان/فرانس برس)
+ الخط -

تحتدم المنافسة ويتصاعد التوتر بين مختلف الأحزاب التركية، قبل أيام على الانتخابات النيابية العامة المقررة في 7 يونيو/ حزيران الجاري، لتبدأ مختلف الأطراف بتوجيه ضربات شديدة تحت الحزام ولعب أوراقها الأخيرة أملاً في رفع نسبة أصواتها.

وبعد ساعات من الاشتباكات التي اندلعت بين أنصار "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) وحزب "الدعوة الحرة" الكردي السلفي في إحدى قرى ولاية هكاري ذات الغالبية الكردية شرق البلاد، والتي أسفرت عن مقتل شخصين من أنصار "الدعوة الحرة"، نُشر، يوم الجمعة الماضي، تسجيل صوتي للرئيس المشارك لحزب "الشعوب الديمقراطي"، صلاح الدين دميرتاش، يتحدث خلاله مع مواطن عرّف نفسَه بأنه كردي متدين يدعى عبدالوهاب قبلان من مدينة دياربكر. جرت الحادثة خلال رحلة مشتركة في الطائرة إلى أنقرة، وقام خلالها دميرتاش بشتم قبلان لأنه عاتبه على أحداث أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، التي جُرح خلالها ابن قبلان، إثر اندلاع اشتباكات بين "الدعوة الحرة" و"الشعوب الديمقراطي"، بعد هجوم أنصار الأخير على أنصار "الدعوة الحرة"، متهمين إياه بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك خلال الاحتجاجات التي دعا إليها "الشعوب الديمقراطي" لمساندة قوات حماية "الشعب الكردية" في مدينة عين العرب (كوباني) السورية.

اقرأ أيضاً: الأحزاب التركية الصغيرة والفرصة "المستحيلة" لدخول البرلمان 

وفي محاولة من "الشعوب الديمقراطي" لرد الاتهامات بخصوص تبعيته لقيادة "العمال الكردستاني" في جبل قنديل، واستكمالاً لما يطلق عليه في الإعلام التركي عملية "تتريك الحركة القومية الكردية" التي بدأت منذ سنوات بناء على تنظيرات زعيم "الكردستاني" عبدالله أوجلان، حمل أنصار الحزب ولأول مرة أعلام الجمهورية التركية إضافة إلى أعلام "الكردستاني" وصور عبدالله أوجلان، خلال حشد جماهيري له في مدينة إسطنبول. فيما رفعت بعض الجماعات اليسارية التركية المؤيدة لحزب "الشعوب الديمقراطي" أعلاماً تركية طُبع عليها صورة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، وبدا خرقاً واضحاً لتقاليد "الكردستاني"، الذي يرى في الأخير طاغية وظالماً.

وفسر مرقبون الأمر بأنه خطوة كبيرة لجذب المزيد من أصوات اليسار التركي والعلويين، إذ أكد صلاح الدين دميرتاش، خلال الحشد، "الأخوة وضرورة تحقيق السلام"، قائلاً: "مع شمس الثامن من حزيران سنبدأ في العمل على إنشاء دولة لا تعكر سماءها الغيوم السوداء، لقد صدقت تلك الأمهات اللواتي تلوّعت قلوبهن، أمهات العسكر والشرطة، واللواتي قتل أبناءَهن مليشياتُ الفاعل المجهول (في إشارة إلى عمليات الاغتيال التي كانت تنفذها المخابرات التركية في الثمانينيات والتسعينيات ضد الناشطين اليساريين والأكراد)، إن كل صوت تضعونه في الصندوق للشعوب الديمقراطي، يعني أنكم تقولون، بأننا نريد أن تحيا هذه البلاد في أخوة وسلام".



المعارضة وضرب "العدالة والتنمية"
وفي الوقت الذي تعتمد فيه المعارضة القومية التركية، ممثلة بحزب "الشعب الجمهوري"، سياسة منظمة لضرب "العدالة والتنمية" تقوم على انتقاد سياساته الخارجية في سورية، أثارت الصور التي نشرتها صحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة عن مقاطع فيديو قالت، إنها تعود لحافلة نقل عائدة للاستخبارات التركية تقوم بحمل الأسلحة إلى المعارضة السورية، قامت قوات أمن تركية تابعة للجندرمة بإيقافها، نهاية العام الماضي، وأوقف على إثرها المحقق والقاضي وقيادات الجندرمة الذين قادوا العملية ضد حافلة النقل بتهمة الانتماء إلى الكيان الموازي، في إشارة إلى حركة الخدمة بقيادة الداعية فتح الله غولان.

وأدى نشر هذه الصور إلى سيل من الانتقادات بقيادة المعارضة التي تتهم الحكومة بتقديم السلاح "للتنظيمات الإرهابية والجماعات الجهادية المتطرفة في سورية"، الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو. مشيراً إلى أن هذه الاداعاءات ليست إلا لعبة قذرة ومؤامرة انتخابية على الحكومة، قائلاً: "قامت إحدى الصحف باستغلال القضية مع اقتراب الانتخابات، والحكومة الحالية تتعرض إلى كل ذلك بسبب وقوفها إلى جانب تركمان منطقة بايربوجاق السوري، أقولها من دون تردد: إن الشاحنات كانت متوجهة إلى تركمان بايربوجاق، إلى التركمان الذين يقتلهم (بشار) الأسد".
من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال الخطبة التي ألقاها في مدينة إسطنبول بمناسبة مرور 562 عاماً على فتح المدينة، بأن من يقف وراء ذلك هم حركة الخدمة متهماً إياها بالعمالة، قائلاً: "لقد حاولوا قطع المساعدات التي نرسلها إلى إخوتنا السوريين سارقين حياتهم، دون خجل أو ملل، إن هذه جاسوسية وعمالة، سيدفعون ثمنها".

المساهمون