فرنسا: فصل جديد من حرب جان ماري لوبان وابنته

13 مايو 2015
الأب يمثل أقلية في الحزب الذي جددت البنت شبابه(Getty)
+ الخط -
بدأ فصل جديد من الحرب المعلنة، بين الزعيم التاريخي لحزب "الجبهة الوطنية" اليميني، جان ماري لوبان، وابنته رئيسة الحزب مارين لوبان، بعدما قامت الأخيرة بفصله من الحزب أخيراً، بعد تصريحاته الإعلامية المتكررة بخصوص المحرقة اليهودية، التي باتت تشكل خطراً كبيراً على سمعة الحزب.

وأعلن لوبان عزمه تشكيل "جمعية" سياسية هدفها الأساسي، كما قال في حوار مطول نشرته اليوم صحيفة "لوفيغارو"، محاربة الـتأثير السلبي للقيادي والرجل الثاني في حزب "الجبهة الوطنية" فلوريان فيليبو على ابنته مارين لوبان.

واعتبر لوبان، أن فليبيتو نائب رئيسة الحزب، وأنصاره من الجيل الجديد، هو المتحكم في آليات الحزب اليميني المتطرف، وهو المسؤول الأول عن "انحراف" الحزب عن مساره السياسي وأيديولوجيته التاريخية.

ولم يتأخر فيلبيتو عن الرد على لوبان الأب، معتبراًَ أنه "غارق في استراتيجية انتحارية، وهذه مشكلة شخصية"، وأن مبادرة هذا الأخير بتشكيل جمعية سياسية، لن تكون لها أدنى تأثير على "الجبهة الوطنية".

وشنّ فيليبتو هجوماً لاذعاً على لوبان، معتبراً أنه لن يجمع سوى "مجموعة من العجزة الغارقين في الحنين إلى ماض ولّى إلى غير رجعة"، في تلميح إلى كون لوبان ورفاقه باتوا يشكلون أقلية في حزب "الجبهة الوطنية"، الذي قامت ابنته مارين برفقة فيليبتو، بتجديد دمائه وتوسيع قاعدته الشعبية في طموح واضح للعب أدوار أساسية في المشهد السياسي الفرنسي، بدل التقوقع الراديكالي في دور هامشي.

ورغم فصله من الحزب، يواصل لوبان الأب خوض معركة شرسة ضد ابنته ونائبها، في محاولة لتجميع المناضلين التقليديين للحزب الذين لا يتفقون مع المسار السياسي الجديد الذي رسمته "الجبهة الوطنية"، وتنصل الحزب من الاتجاه المعادي لليهود، والذي صار العقبة الرئيسية أمام الحزب للحصول على شرعية "جمهورية"، وجذب المزيد من الناخبين الفرنسيين الذين يعتبرون العرب والمسلمين مشكلتهم الأساسية. 
وأثارت الحرب المعلنة بين الأب وابنته جدلاً كبيراً في أوساط الحزب والمتعاطفين معه، وباتت تهدد الصعود المدوي سياسياً وانتخابياً لهذا الحزب اليميني المتطرف، الذي يجهر بعدواته للمهاجرين، ويطمح إلى الوصول إلى الحكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017.

اقرأ أيضاً: مارين لوبان تضحّي بوالدها لمصلحة الحزب
المساهمون