غطاء فلسطيني رسمي لدمشق لاجتياح اليرموك

09 ابريل 2015
كثّف النظام قصفه المخيم (رامي السيد/الأناضول)
+ الخط -
تتفاعل قضية مخيم اليرموك في المشهد السوري، بعد دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إليه قبل أيام، لما يمثله من رمزية فلسطينية على المستويين العربي والدولي. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية، باشرت عبر رئيس وفدها إلى سورية، مسؤول ملف مخيم اليرموك، أحمد المجدلاني، سلسلة لقاءات مكوكية مع المسؤولين السوريين، في مساعٍ لحماية فلسطينيي المخيم.

ويأتي الحراك السياسي في ظلّ تواصل الاشتباكات داخل المخيم، وسط تعرّضه لقصف جوي وصاروخي. وتُفيد المعلومات بأن الفصائل الفلسطينية ستفوّض الجيش السوري عملية تحرير المخيم، بعد أن حاصره لأكثر من عامين.

وذكرت مصادر من داخل المخيم لـ "العربي الجديد" أن "داعش يسلّم عدداً من النقاط التي سيطر عليها بعد قتاله مع لواء أكناف بيت المقدس، إلى حركة أحرار الشام وجبهة النصرة، إثر اتفاق ثلاثي يفضي إلى عودة التنظيم إلى مناطقه، داخل حي الحجر الأسود الملاصق للمخيم من الجهة الجنوبية".

وأفاد ناشطون من داخل المخيم لـ "العربي الجديد" بأن "القوات النظامية كثّفت من قصفها للمخيم بالبراميل المتفجرة والصواريخ، ما تسبب في مقتل وجرح عدد من المدنيين، إضافة إلى زيادة الدمار الذي يشهده المخيم". ولفتوا إلى أن "الوضع الإنساني يتدهور كل يوم، بسبب النقص الشديد في الكادر الطبي والمواد الطبية".

وأضافوا أن "أكثر من 500 عائلة نزحت من مساكنها إلى مناطق أكثر أماناً داخل المخيم أو باتجاه بلدات يلدا وببيلا، وهم في حالة سيئة جداً بسبب عدم توافر المواد الغذائية". وأوضحوا أن "أعداداً كبيرة من السوريين يسكنون في المخيم إلى جانب الفلسطينيين، إلا أنهم منسيون من المنظمات الدولية والقوى السورية".

وكان وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، قال عقب اجتماعه مع المجدلاني في دمشق، إن "الأولوية الآن هي لإخراج ودحر المسلحين والإرهابيين من المخيم، وفي المعطيات الحالية لا بد من حلٍّ عسكري، ليست الدولة من تختاره، بل من دخل المخيم".

أما المجدلاني فكشف، في تصريحات صحافية، أن "27 فلسطينياً قُتلوا في المخيم، واختُطف حوالي 200 آخرين، على يد تنظيم داعش الإرهابي منذ اندلاع المعارك بين التنظيم والفصائل الفلسطينية في المخيم". وأوضح أن "المعلومات حول القتلى والمختطفين غير دقيقة في المخيم، نتيجة الأوضاع الأمنية المأساوية".

ولفت إلى أنه اجتمع يوم الثلاثاء بنائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، مضيفاً "اتفقنا على استمرار توفير ممرات آمنة للفلسطينيين النازحين من المخيم، وتوفير مراكز إيواء جديدة لهم وتوفير المساعدات الغذائية والعلاجية لهم". كما التقى أيضاً وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة السورية، كندة الشماط أمس الأربعاء. وتابع المجدلاني "ندعم الحكومة السورية صاحبة السيادة على الأرض في قراراتها، والتي من المؤكد أنها معنية بتوفير الأمن والأمان لكل المواطنين، السوريين والفلسطينيين".

اقرأ أيضاً: مأساة "اليرموك" والأمل الكاذب

من جانبه، قال المقداد إن "التعليمات صدرت لكل المعنيين بإخراج المدنيين الفلسطينيين من اليرموك وعدم تعريضهم داخل المخيم لأي مضايقات، وتوفير المواد الغذائية والإنسانية والدوائية اللازمة لهم، وإيجاد حل سريع لإقامتهم مؤقتاً خارج المخيم، ريثما تتم عودتهم لاحقاً إلى بيوتهم".

من جهتها، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر من منظمة التحرير الفلسطينية قولها إن "الفصائل الفلسطينية اتفقت على أن تقوم بتسليم أمر تحرير مخيم اليرموك بدمشق إلى الجيش السوري، وذلك بعد اجتماعات بين ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادات الفصائل الفلسطينية في سورية". وأضافت المصادر "هناك مخاوف أيضاً لدى بعض الفصائل، من تحوّل أي دخول عسكري إلى مخيم اليرموك، لتصفية حسابات، خصوصاً أنه لا يوجد موقف سياسي موحّد تجاه الأزمة السورية".

وفي السياق الإنساني، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديمه تمويلاً طارئاً فورياً مقداره 2.72 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وذلك لتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين في سورية، من خلال المساعدات النقدية، والمواد الإغاثية للحالات الطارئة.

وأوضح مفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدس، في تصريح صحافي، أن "معاناة المدنيين في مخيم اليرموك وصلت إلى مستويات لا تطاق". وقال "أحثّ مرة أخرى وبقوة جميع أطراف النزاع على السماح بالوصول الإنساني الفوري وغير المشروط، لتأمين الحماية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، وجميع السكان المدنيين المتضررين في سورية".

وكان مجلس الأمن قد اتهم "داعش" و"جبهة النصرة" بـ "ارتكاب جرائم خطيرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق". وطالب بـ "حماية المدنيين في المخيم". كما وصفت الدول الأعضاء في المجلس الوضع في المخيم بأنه "على درجة خطيرة من اللاإنسانية."

يشار إلى أن النظام السوري يفرض حصاراً خانقاً منذ أكثر من عامين على نحو 18 ألف مدني يقيمون في مخيم اليرموك، ما تسبب في مقتل نحو 167 شخصاً جوعاً، معظمهم من الأطفال وكبار السن، إضافة إلى سقوط آلاف الضحايا جراء القصف الجوي والمدفعي.

اقرأ أيضاً: مخيم اليرموك.. مأساة الشتات الفلسطيني

المساهمون