الحوثيون يفتحون جبهات جديدة لفك حصارهم

07 ابريل 2015
قصف عشوائي من الحوثيين يخلّف ضحايا من المدنيين (الأناضول)
+ الخط -
لم يكن اليوم الثاني عشر لـ "عاصفة الحزم" في اليمن، مختلفاً عن سابقاته من حيث استهداف الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء وصعدة، بالإضافة إلى العمل على منع تقدّمهم في الجنوب وقطع الإمدادات عنهم، في الوقت الذي كانت فيه الأزمة الإنسانية في المناطق التي تشهد اشتباكات وضربات تصل إلى مستوى جديد من التدهور، وسط نداءات استغاثة لمحاولة الحد من الأزمة، وأعداد القتلى الذين ذكرت وكالة "فرانس برس" أمس الإثنين أنه بلغ 114 قتيلاً على الأقل، خلال 24 ساعة بينهم 53 في عدن.

أما سياسياً، فلم يظهر أي موقف داخلي جديد، فيما كانت إيران تواصل انتقاداتها لـ "العاصفة" بينما كانت السعودية تدافع عنها، مؤكدةً أنها "لا تدعو إلى الحرب"، وأن "عاصفة الحزم" جاءت لـ "إغاثة بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن والحفاظ على شرعيته"، وذلك بعد اجتماع لحكومتها. التصريحات السعودية تزامنت مع تأكيد وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، أن الرياض طلبت من إسلام آباد طائرات عسكرية وسفناً حربية وجنوداً، وذلك في كلمة له خلال جلسة برلمانية لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إسلام آباد في تحالف "عاصفة الحزم"، في ظل استمرار محاولات التحالف وقف تمدد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع.

وكانت المواجهات تمددت، أمس الإثنين، في عدد من مناطق الجنوب، ومعها تزداد الكلفة، لا سيما في أوساط المدنيين من أطفال ونساء، على خلفية القصف العشوائي الذي تشنه مليشيات الحوثيين وقوات صالح، إضافة إلى الاعتماد على سلاح القناصة، الذي يعطي للحوثيين وقوات صالح تفوقاً معيناً.

وتُعتبر القناصة العقبة أمام اللجان الشعبية الجنوبية والأهالي، لطرد الحوثيين وقوات صالح من عدن والمدن الأخرى. ويقول الشاب سالم العدني، وهو من الأهالي الذين يُقاتلون الحوثيين، لـ "العربي الجديد"، إنه "عندما يتقدم الحوثيون نواجههم ونكبدهم خسائر، ونجبرهم على التراجع، لكنهم يرجعون ويستعينون بالقناصة، وهي العقبة التي نواجهها في حربنا ضدهم".

اقرأ أيضاً: إيران تواصل انتقاد السعودية وتدعو لحوار يمني في مسقط 

ويؤكد مصدر في اللجان الشعبية الجنوبية لـ "العربي الجديد"، أن "اللجان بدأت تقلّص خطورة القناصين وشكلّت خلايا لتعقبهم، وقد أفلحت حتى اللحظة في قتل البعض منهم، فيما تم القبض على آخرين"، مضيفاً أن "السلاح الذي تم إنزاله للجان الشعبية، من قِبل عاصفة الحزم، كان من ضمنه أسلحة قناصة متطورة، وأجهزة اتصالات حديثة، تصب في مواجهة القناصة وتوغل الحوثيين".

وفي التطورات الميدانية أيضاً، فتح الحوثيون، أمس الإثنين، خمس جبهات في خمس محافظات جنوبية هي عدن ولحج وشبوة وأبين والضالع، وذلك بهدف فك حصارهم في عدن. وفي عدن، دارت اشتباكات في مدينة المعلا والتواهي، وعجز الحوثيون عن التوغل نحو مدينتي القلوعة والمعلا، بعد تكبدهم خسائر في الأرواح والعتاد. وكانت "عاصفة الحزم" قد عملت ليل الأحد الإثنين على تنفيذ ما وصف بأنه "عملية اجتثاث للحوثيين في عدن". واستهدفت بوارج التحالف كل المناطق والمواقع التي يتواجد فيها الحوثيون في عدن بقصف وُصف بأنه الأعنف، فيما نفذ الأهالي واللجان الشعبية عمليات نوعية ضد الحوثيين وقوات صالح، الذين يتعرضون لحصار من البر والبحر والجو.

يأتي ذلك بعد التقهقر الذي يعانيه الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع في أبين، بعد خسارتهم بعض المناطق والمدن التي كانت قد سقطت بأيديهم سابقاً. وتفرض اللجان الشعبية والقبائل حصاراً على اللواء 115 شرق زنجبار، المتحالف مع الحوثيين وصالح، وتدور اشتباكات عنيفة بينهم وبين اللجان والقبائل في محيط زنجبار.

وفي منطقة بيحان في محافظة شبوة، تجددت المواجهات بين القبائل من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، حسب مصادر قبلية، أكدت أن "الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد". كما قُطعت الإمدادات عن الحوثيين في لحج بعد ضربات "عاصفة الحزم" لجسر عقان.

وتتعرض الضالع لعملية قصف من قبل الحوثيين، وتدور حرب شوارع بين "المقاومة الجنوبية"، وبين الحوثيين الذين يحاولون التوغل والسيطرة على مدينة الضالع. فيما ردت طائرات "الحزم" مستهدفة عبر غارات جوية مواقع عسكرية للحوثيين وقوات صالح في الضالع، وفي مقدمتها مقر اللواء 33 الواقع في المدخل الشمالي لمدينة الضالع، فضلاً عن معسكر القوات الخاصة ومبنى المحافظة الواقعين في سناح.

وفي السياق نفسه، قالت ما تعرف باسم "المقاومة الجنوبية" في الضالع إنها نصبت كميناً لمسلحين حوثيين وحلفائهم؛ ما أدى إلى سقوط أكثر من 26 قتيلاً في صفوفهم. شمالاً، شن طيران التحالف عشر غارات على الأقل في صعدة، معقل الجماعة، بحسب تأكيدات الحوثيين، ثلاث منها على منطقة شعارة مديرية رازح (قرب الحدود مع السعودية). كما أشارت مصادر محلية وأخرى من الحوثيين، إلى ضربات جوية أخرى، استهدفت "رازح"، ومدينة "ضحيان"، إحدى أهم المعاقل الحوثية في صعدة، بالإضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات البرية السعودية، في مناطق حدودية مع صعدة.

وفي صنعاء، جددت "عاصفة الحزم" ضرباتها، واستهدفت عصر أمس معسكر "قوات العمليات الخاصة" غربي العاصمة، وشُوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان. وكانت العاصمة أيضاً، هدفاً لضربات جوية فجر الإثنين، استهدفت مواقع عسكرية.

اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" تقصف مواقع عسكرية موالية للحوثيين في لحج
المساهمون