انتهاء مهلة مجلس الأمن: الحوثيون يخشون مصير "داعش"

25 ابريل 2015
بدأت مرحلة جديدة اليوم في اليمن (عادل الشاري/الأناضول)
+ الخط -
عادت بوادر الحرب البرية تلوح في الأفق اليمني، لتُضاف إلى تلك المستمرة جواً وبحراً تحت شعار "إعادة الأمل"، مع انتهاء المهلة المعطاة من قبل مجلس الأمن الدولي للحوثيين ولحلفائهم بموجب القرار 2216، من دون تنفيذ أي من الشروط المفروضة عليهم، وسط رسائل روسية لإيران وحلفائها من مغبة تحوّل الحوثيين، بالنسبة لمجلس الأمن الدولي، إلى تنظيم "إرهابي" شبيه بتنظيمي "الدولة الاسلامية" (داعش)، و"القاعدة". ويتزامن التحذير الروسي مع مساعٍ عربية لدفع المجتمع الدولي إلى تشكيل حلف عسكري ضد الحوثيين، مماثل لذلك الموجّه ضد "داعش"، في سورية والعراق.

ملامح التحرك البري ترافقت مع تحركات عسكرية باكستانية في الرياض، وهو ما بات يفسره المراقبون بمثابة استعداد لما بعد قرار مجلس الأمن الدولي، في حال استمر الحوثيون بالممانعة. وعلمت "العربي الجديد" من دبلوماسيين عرب، أن روسيا "أبلغت إيران أن استمرار الحوثيين برفض قرار مجلس الأمن الدولي، سيجعلهم في موقف محرج، وقد يتخذ مجلس الأمن قراراً بإعلان الحوثيين جماعة إرهابية، مثلها مثل داعش، وسيتم تشكيل تحالف دولي لمواجهتها". وأشار الدبلوماسيون إلى أن "القيادة اليمنية والتحالف العربي وبعض الأطراف الدولية تسعى إلى قرار مثل هذا". وسُجل في السياق، ازدياد وتيرة تحرك البوارج الحربية قرب السواحل اليمنية، لا سيما في عدن، في الساعات الماضية، مع استمرار ارتفاع وتيرة الغارات في وسط البلاد وجنوبها.

وعادت طائرات وبوارج التحالف العشري لتفرض سياجاً عسكرياً، في عملياتها وغاراتها على عدن، لا بل امتدت العمليات لتصل إلى الضالع وتعز وأبين ولحج. وتركز النشاط العسكري على التحركات الميدانية، والتعزيزات العسكرية. كما نفّذت طائرات التحالف غارة على الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في مدينة دمت، شمال محافظة الضالع، للمرة الأولى منذ بدء العمليات في 26 مارس/ آذار الماضي. واستهدفت الغارات مبنى تتخذه قيادات من الحوثيين وموالين للمخلوع صالح، مركزاً لإدارة عملياتها في الضالع.

وترجح مصادر عسكرية استمرار رفض الحوثيين لقرار مجلس الأمن الدولي، ما قد يُعجّل من عمليات إنزال بري في عدن لقوات التحالف، وبمشاركة دولية، من أجل تطهير المدينة الجنوبية من قوات المخلوع والحوثيين. وهو ما باتت معطياته واضحة في ضواحي عدن، ومحيطها البري والبحري والجوي، إذ لا تخلو سماء المدينة من طائرات التحالف، بما فيها طائرات الأباتشي. ويترقب الشعب اليمني والعديد من المراقبين والمحللين مجلس الأمن الدولي وقراراته، بدءاً من اليوم السبت، في إشارة إلى تحوّلات مرتقبة دولياً.

اقرأ أيضاً أوروبا والأزمة اليمنية: تمايزات تثبت فشل الموقف الموحّد

وتتزايد مؤشرات احتمال تنفيذ التحالف عمليات برية، معززة بالتحذير الروسي وزيارة رئيس الوزراء الباكستاني وقائد جيش بلاده إلى الرياض، يوم الخميس. وتؤكد مصادر سياسية يمنية أن أي عملية برية قد تبدأ من عدن، في مسعى لتأمينها كي تعود إليها القيادة اليمنية، وتكون منطلقاً لدعم المقاومة الشعبية والتحرك في باقي المدن. وتثير تحركات السفن والبوارج الدولية في خليج عدن، اهتماماً في الأوساط اليمنية، وتبدو مؤشراً على أن الأزمة قد تستمر فترة أطول وتدخل طوراً إقليمياً، مع الحديث عن بوارج إيرانية تتقدم في المياه اليمنية، يقابلها تحرّك أميركي، يقول مسؤولون إنه لمراقبة السفن الإيرانية وسلامة الملاحة في المنطقة.

في الشمال، لم تتوقف غارات التحالف، غير أن الجديد تمحور خلال اليومين الماضيين في تركيز الضربات الجوية في جبهات المواجهات والمحافظات، التي تشهد توتراً بعيداً عن صنعاء. وشملت خارطة أهداف التحالف خلال الأيام الماضية، محافظات صعدة (معقل الحوثيين)، والحديدة غرباً، التي تشهد توتراً بين الحوثيين ومسلحين مناوئين من أبناء المدينة، بالإضافة إلى مدن تعز وعدن والضالع وإب ومأرب، وأغلبها نقاط مواجهات ساخنة بين الحوثيين والقوات الخاضعة لنفوذ المخلوع صالح، من جهة، ورجال القبائل وما أصبح يُعرف بـ"المقاومة الشعبية"، من جهة أخرى.

وتشير طبيعة هذه الأهداف إلى تركز عمليات "إعادة الأمل" بمساندة "المقاومة" ورجال القبائل في المدن المشتعلة والمناطق القريبة منها، بينما انخفضت الأهداف الثابتة. ففي صنعاء، اقتصر وجود طائرات التحالف على التحليق المترافق بالمضادات الأرضية، من دون تنفيذ غارات مباشرة في المعسكرات المحيطة بالعاصمة، كما كان يحدث في "عاصفة الحزم".

وصعّد الحوثيون والقوات الموالية لهم في تعز وعدن ومأرب بعد إيقاف "عاصفة الحزم"، على الرغم من الحديث عن مفاوضات سياسية تتضمن خروجهم من المدن، وتسبب هذا التصعيد بجعلهم عرضة لغارات مكثفة. ويرى المحللون أن التصعيد الميداني الذي يتزامن مع انتهاء مهلة مجلس الأمن يضيّع فرصة الاتفاق، ويبرر للتحالف تكثيف ضرباته في الفترة المقبلة.

من جانب آخر، كشف مصدر عسكري يمني، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن خسائر كبيرة في معسكرات الجيش الخاضعة لنفوذ صالح والحوثيين، بضربات "عاصفة الحزم"، وأوضح أن "أغلب الخسائر في الأسلحة الثقيلة الثابتة والمعدات الكبيرة، فيما الأسلحة المتحركة، كالدبابات والمدرعات تضررت بدرجة ثانية، بسبب تحريكها من مكان لآخر".

اقرأ أيضاً: 7 نقاط عُمانية وموسكو قلقة من عمليّة بريّة "محتملة"
المساهمون