قبل يوم واحد من وصول رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى واشنطن أصدرت محكمة فدرالية أميركية في واشنطن حكماً على أربعة من موظفي شركة "بلاك ووتر" متهمين بالمشاركة في مجزرة ساحة النسور في العراق بالسجن مدداً طويلة تراوحت بين 30 عاماً ومدى الحياة.
ولم يكن واضحاً ما إذا كان اختيار موعد صدور الحكم قبل وصول العبادي من قبيل المصادفة أم بغرض إغلاق أحد الملفات التي علم "العربي الجديد" أن العبادي أبدى اهتماماً بها.
فقد أصدر القاضي، رويس لامبرث، أمس الإثنين، حكماً بالسجن مدى الحياة على المتهم نيكولاس سلاتين وبالسجن 30 عاماً لثلاثة آخرين هم دستن إل هيرد، وإيفان إس ليبرتي، وباول سلاف، وكانت المحكمة نفسها قد برّأت متهماً خامساً في القضية بموجب اتفاق مع أعضاء هيئة الادعاء للتعاون معهم على إدانة المتهمين الآخرين.
وحوكم المتهمون بتهمة المشاركة في مجزرة ساحة النسور في العراق عام 2007 عندما كانوا ضمن عناصر حراسة تابعين لشركة "بلاك ووتر" سيئة السمعة.
واعترف المتهمون الأربعة بإطلاقهم النار في ساحة النسور وسط بغداد عندما كانوا يرافقون دبلوماسيين أميركيين فقتلوا 14 مدنياً على الأقل وجرحوا آخرين في مجزرة تسببت في فتح ملفات شركة "بلاك ووتر" إلى أن اضطرت لتغيير اسمها إلى شركة "أكاديميا"، ولكنها ما تزال تمارس نفس أنشطتها السابقة.
ومن أنشطة الشركة توظيف متعاقدين منحتهم الحكومة الأميركية حصانة من الملاحقة القضائية في العراق، الأمر الذي منع محاكمة أي من المتهمين أمام المحاكم العراقية لكنه لم يمنع من ملاحقة الشركة وموظفيها في محاكم أميركية.
ويتمتع المدنيون والعسكريون الأميركيون بالحصانة من المحاكمة في العراق بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين في عام 2003، وكانت هذه الحصانة من النقاط الشائكة الرئيسية بين المفاوضين العراقيين والأميركيين، لكنها أقرت في النهاية بتكثيف المفاوضين الأميركيين من ضغوطهم على نظرائهم العراقيين.
اقرأ أيضاً: "بلاكووتر" تُقلق روسيا: هل تشارك في عمليات الجيش الأوكراني؟