"داعش" يربك القوات العراقية ويستعيد مناطق في الرمادي

10 ابريل 2015
الأهالي تركوا منازلهم بسبب حدة المعارك (فرانس برس)
+ الخط -
استطاع تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء معركة تحرير الأنبار، أن يربك صفوف القوات الأمنية ويفرض سيطرته على مناطق كاملة في الرمادي.

وأوضح مصدر في مجلس محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنظيم داعش استطاع أن يخرق معركة الأنبار بتقدم خطير في الرمادي، كشف عن مدى ضعف التخطيط الحكومي للمعركة".

وقال إنّ "داعش هاجم منطقة البو فرّاج شمال الرمادي بسيارتين مفخختين، تبعهما تحرك لقطعاته بسيارات خفيفة الحركة (نوع بيك آب)، مسنودة بقذائف هاون وصواريخ محمولة على الكتف، الأمر الذي أربك صفوف القوات الأمنيّة".

وأضاف أنّ "التنظيم استطاع أن يسيطر بشكل كامل على المنطقة، وبدأ بتوزيع مقاتليه على مداخلها ونشر وحدات الرصد وحواجز أمنية فيها"، مشيرا إلى أنّ "الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 25 عنصرا أمنيا وإصابة أكثر من 30 آخرين".

من جهته، حمّل عضو مجلس النواب عن محافظة الأنبار، عذّال الفهداوي، الحكومة مسؤوليّة هذه الانتكاسة الأمنيّة، مؤكّداً أنّها "لم تستجب لمطالباتنا بتسليح العشائر والشرطة المحليّة، الأمر
الذي تسبب بهذا الخرق الخطير".

وأضاف خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات التي كانت متواجدة في البو فراج لم تستطع مقاومة داعش، بسبب نقص السلاح الذي لديها ونقص العدد، الأمر الذي تسبب بكسب داعش الهجوم والسيطرة على المنطقة"، وأشار إلى أنّه "تم طلب إمدادات عسكريّة من الحكومة منذ الصباح، ولم تصلنا حتى الآن أي قوة مساندة".
 
في غضون ذلك، فرضت القوّات الأمنيّة في الرمادي حظراً على التجوال في المدينة "تحسباً لأيّ طارئ"، وفق ما أعلن مسؤول محلي ، مشيراً إلى أن "تسلل انتحاريين إلى داخل الرمادي، الأمر الذي دفع إلى فرض الحظر، واتخاذ إجراءات أمنيّة مشددة".

هذه الأوضاع دفعت مئات العائلات إلى النزوح من منطقة البو فراج التي سيطر عليها التنظيم.

وأشار المصدر، إلى أنّ "العائلات هربت بأنفسها تاركة كل ما تملك وراء ظهرها، خوفا من بطش داعش وتوجهت نحو مناطق الرمادي".

كذلك أصيب تسعة مدنيين بجروح بسقوط قذائف هاون، استهدفت مجمع الإخاء السكني في عامرية الفلوجة، بحسب المصدر.

وأوضح رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت لـ"العربي الجديد"، أن "داعش شن هجوما واسعاً على مركز مدينة الرمادي في محاولة منه لتشتيت القوات العراقية التي هاجمته بمناطق أخرى من الأنبار"، مضيفاً أن "التنظيم نفذ هجومه الأول بواسطة انتحاريين، ثم قصف صاروخي، أعقبه هجوم لمسلحين يقدّر عددهم بالعشرات تمكنوا خلاله من ارتكاب جرائم كبيرة والاستيلاء على مبان وتفجير أخرى، ما دفع آلاف الأهالي إلى ترك منازلهم بسبب حدة المعارك".

من جهته، قال عضو مجلس شيوخ الأنبار، محمود الجميلي لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم الدولة استقدم قوات إضافية من سورية لغرض دعم عناصره في الأنبار في الضد من تحشد القوات العراقية لتحرير الأنبار"، مشيراً إلى أن "الأنبار تحولت إلى ساحة معارك مفتوحة وداعش بات كوحش هائج يضرب بكل مكان".

وفي السياق ذاته، لفت الضباط في شرطة الأنبار، النقيب فارس المحمدي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "داعش سيطر على أجزاء من منطقة البو فراج بعد اشتباك مع القوات الأمنية، وحاول التقدم نحو المجمع الحكومي في وسط الأنبار وتسببت الاشتباكات في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين وتهجير الآلاف".

وكانت الحكومة العراقية قد أطلقت عملية واسعة، لما قالت عنه تحرير مدن الأنبار من سيطرة "الدولة الإسلامية" عبر حشد نحو 42 ألف مقاتل من الجيش والشرطة والمليشيات وعشائر مناهضة للتنظيم، لكن العملية ومنذ انطلاقها لم تسجل أي تقدم على الأرض. 

اقرأ أيضاً:مجزرة جديدة للجيش العراقي والمليشيات في الفلوجة

المساهمون